أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd June,2001 العدد:10494الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

ليعلم الجميع ما تعانيه المشرفات التربويات
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فلقد اطلعت على التعقيب الوارد في جريدتكم للاخت )نوال البريكان( في عددكم 10456 الصادر بتاريخ 21/2/1422ه وهممت بشدة ان ادلو بدلوي، راغبة ان اوضح مفاهيم مهمة يجدر بكل منخرط في سلك التعليم ان يتفهمها ويعيها ليعلم حقيقة ماهية مسمى )مشرفة تربوية(، وإنني بهذا الصدد، اود ان انوه بالدور الكبير الذي يناط بأولئك المشرفات المحتسبات غالبا.
أولاً: المشرفة التربوية دون غيرها تعمل اكثر مما يعمله كل أحد، بل أكثر مما يفعله الرجل كمشرف تربوي، فهي الدؤوب يوميا، بالخروج من منزلها الى نواحي المدينة، مع ما يُعلم لدى الجميع ان المشرفين التربويين )من الرجال( تتاح لهم الفرصة في البقاء في مكاتبهم على الاقل يوماً او يومين في الاسبوع. اما هذه المرأة ذات الطبيعة الضعيفة، والتي تعاني الامرين لا تراعى، فهي تعاني احيانا كثيرة آلام الحمل وكرباته او عوارض الدورة الشهرية وآلام اخرى نفسية تكابدها بسبب ترك الصغار الرضّع او الاطفال المرضى.
ثانياً: لم يفكر احد ابدا في مواصلات هذه المشرفة ومعاناتها الشديدة مع اشكال السائقين، او التعرض لأعطال شتى للسيارة، مع ما تطالب به من نفقات كثيرة في سبيل سير الأمور على ما يرام.
ولو قيل: هناك سيارات الرئاسة لماذا لا يكتفى بها؟! لقلنا هذا والله هو الخيار الأمَر، فلا بد لها من الذهاب الى المكتب ثم الى المدرسة ثم الى المكتب ثم الى المنزل وليتخيل المرء كم تعاني في هذا التنقل من الحر والتعب والقلق.
اضافة الى ان هذه سيارات الرئاسة قد بلت ودرست حتى إن عجلاتها لتئن وأبوابها تشتكي، ومكيفاتها تحتضر.
ثالثاً: يناط بالمشرفة أعمال جسيمة تتفرق في جملتها على عشرات الموظفات النشيطات، فهي تحضر الدروس والاجتماعات وتعد الدورات والحلقات، وتندب وتضع الاسئلة، وترد على الشكاوى والمعاملات وتبلغ التعاميم.. الخ. الخ الخ.
رابعاً: رغم كل هذه الهموم.. فهي الأم الحنون ذات الصدر الكبير الذي لا بد أن يتسع للجميع، فلا بد ألاّ تعبس ولا تغضب لدى المعلمات لئلا تكسر العلاقة الحميمة معهن.
وعليها تحمل المعلمات بعصبيتهن وتغطرسهن، وكذلك عليها رسم الابتسامة العريضة لجميع المديرات والطاقم الاداري في المدرسة، وألاّ تبدي تضجرا او غضبا مهما استشرى الزلل، أو تأخرت الاوراق او الدفاتر المطلوبة فكأنما هذه المشرفة جماد مبتكر، لا بد ان تتسم بكل صفة حميدة والويل كل الويل لها ان بدر منها ما يغضب، وإلا فإن المعلمة ستنفر منها وتكيل لها الاهانات، بل انه والعياذ بالله ينالها الكثير من الدعوات الظالمة دون وجه حق.. والبعض من المعلمات ما ان يعلمن بقدومها حتى يتذمرن ويشتمن ويحقرن.
وليعلم الجميع:
أن هؤلاء المشرفات هن الخير والوفاء ووالله لولا احتسابهن وصبرهن لتركن هذا المجال الى غير رجعة ولا ننسى انهن من أفضل الكوادر، وما اخترن لهذه المناصب الا بعد التقصي والتمحيص الدقيق.. ومن يجهل فضلهن وقدرهن فهو متوغل في الخطأ والزلل.. وليعلم انهن لا يتقاضين جراء هذا العمل أي زيادة مالية او تحسين في المستوى الوظيفي.
فلا بد لكل معلمة ان تحترم المشرفة جل الاحترام، وان توقرها وتحرص على تلبية ما تطلبه منها دون تردد، فلعلها تخفف عنها بعض اعباء العمل.
ومما ينبغي فهمه ان هذه المشرفة انما هي مبلغة خير فقط ترشد المعلمة لما فيه مصلحة الطالبة والرقي بمستواها العلمي، فالهدف لكل منهما مشترك، والصداقة بينهما هي الهدف الاسمى.
وختاما: اود ان اوجه عبر هذه الغالية رسالة الى كل مسؤول ان ينظر بعين التمحص في وضع المشرفات الراهن، ومحاولة الاستفادة من المقترحات والمرئيات التي تطرحها المشرفات، والتي فيها راحتهن وسعادتهن فجميعهن يرغبن التقليل من الخروج يوميا للمدارس فعلى الاقل يكتفى بالعمل الميداني ثلاثة ايام فقط، واليومان المتبقيان يكونان لانجاز اعمال المكتب.
كذلك: يكون هناك نوع من تنظيم الاعمال او بالأصح توزيع الاعمال بحيث يخفف عليهن بعض الاعباء حتى يكون لهن متنفس.
ولا أدل على ما أقوله كله مما نراه من تسرب الكثير من المشرفات من العمل الاشرافي التربوي بل ان بعض المشرفات المستجدات يعتذرن عن العمل في اقل من شهر.
بشرى حمد الغملاس
مكتب الإشراف التربوي


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved