| عزيزتـي الجزيرة
يجهل الكثير من الناس التقلبات المناخية التي تتعرض لها الصحارى خاصة وانها أراضٍ منبسطة لا تجد فيها معلما يُهتدى به عند التعرض لاي ظرف الا عند البعض القليل من الاشخاص ذوي الفطنة والخبرة بألغاز وخفايا الصحارى.
ونحن نسمع ونقرأ بين فترة واخرى حوادث الضياع والتيه التي يتعرض لها بعض الاخوة من المواطنين والمقيمين في صحارى بلادنا الشاسعة.
ومن خصائص الصحارى الرمال المتحركة التي تبدأ بالهجوم الشرس والزحف السريع على المدن والقرى القريبة منها وطمرها، فحضارات اختفت في مجاهل الصحراء، وأمم بادت فيها، وما مدينة إرم ذات العماد التي ابتلعتها رمال الربع الخالي واخفتها عن العيون عنا ببعيدة، فكثيرا ما نسمع عن آثار وأحافير وجدت في قلب الصحراء، كما ان الرمال تعيق السفر وتوقف الاتصالات كشبكات الطرق والسكك الحديدية وحتى احيانا مهابط الطائرات.
ومعلوم ان صحراء الربع الخالي تبلغ مساحتها 000،650كم2 اي اكبر من مساحة هولندا وبلجيكا وفرنسا مجتمعة، وتعد اكبر حقل رملي صحراوي متصل في العالم ويصل ارتفاع الكثبان الرملية التي تبدو كجبال رملية الى 300م من الكثبان هلالية الشكل وتعرف باسم )البرقان(.
وتتميز الصحارى بخصائص منها:
1- انها مسطحة متماثلة في معظم اجزائها.
2- تندر فيها الهيئات الطبيعية وان كانت لا تخلو من بعض التضاريس.
3- تشتهر بالجفاف في معظم اوقات السنة وندرة المياه.
4- تخلو من السكان المستوطنين.
وقد تحدها مناطق جبلية وقد تجاورها سواحل بحرية، وهي رغم التصحر لا تخلو من الحياة الحيوانية والنباتية، والطقس فيها شديد الحرارة حيث تتعامد عليها اشعة الشمس وخاصة اوقات الظهيرة وتتعدى الحرارة 60 درجة مئوية ويصبح الجو فيها سعيرا لا يطاق وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية، اما في الليل فهي مظلمة كئيبة باردة ويعتدل جوها شتاء.
وهناك اناس فقدوا حياتهم رخيصة لعدم استعدادهم لعبور المجهول وهم يعلمون انهم مقدمون عليه او لارتباكهم واختلاط الامر عليهم فمن ذلك ملك الفرس )قمبيز( وجيشه المكون من خمسين الف فارس الذي اختفى عام )525( قبل الميلاد اثناء غزوه واحة سيوة المصرية، فقد زحفت الرمال بقوة وعنف وقضت على الجيش بأكمله ودفنته في الصحراء وبعد خمسة وعشرين قرنا تحركت الرمال وكشفت عن بعض الهياكل العظمية لفرسان ذلك الجيش ومؤكدة صحة تلك الروايات.
ويعلم الكثير قصص التيه في الصحارى لدينا والجهود الكبيرة التي تبذلها قوات الامن من خلال عمليات البحث والاستكشاف الارضية والجوية لأولئك المفقودين او الضائعين وما يصاحبها من تعب ونصب خاصة في ايام الصيف القائظة وان الدفاع المدني بمناسبة حلول فصل الصيف وكثرة السفر عبر الطرق العملاقة التي تشق الصحارى الشاسعة يحذر المواطنين والمقيمين من الآتي:
1- عدم الخروج عن الطرق الرئيسة والدخول في متاهات الصحارى دون علم ودراية ثم يحدث الضياع وفقد الانفس البريئة.
2- ابلغ اسرتك واقاربك عند عزمك السفر ومغادرة منزلك.
3- خذ معك ادوات ومعدات السفر الضرورية التي قد تحتاجها اثناء سفرك )صندوق اسعافات اولية- قطع غيار- ماء - اجهزة رصد- بوصلة..(.
4- اذا فقدت الطريق في الصحراء فعليك اتباع الآتي:
أ- استخدم اية وسيلة لارسال استغاثة اولية.
ب- اقتصد في ما لديك من ماء وغذاء.
ج- استخدم ادوات عاكسة باتجاه السماء حتى تراها طائرات البحث والاستكشاف.
د- اذا سمعت صوت سيارة او طائرة استخدم قطعة قماش ولوِّح بها حتى يشاهدك الآخرون.
ه- لا تحاول السير نهاراً فسوف تفقد الكثير من العرق.
و- غط انفك بشماغ او فنيلة حتى تقيك من الحرارة الشديدة وهبوب العواصف الترابية.
ز- احذر من الحشرات والزواحف السامة.
ح- لا تأكل من اشجار ونباتات لا تعرف عنها شيئاً.
ط- لا تنس ان تلجأ الى الله بالدعاء بان يفرج عنك هذا الكرب.
ي - اذا انعم الله عليك بمعرفة طريقك فاتصل بافراد اسرتك او معارفك واخبرهم بما حدث لك.
وتذكر اخي المواطن والمقيم ان مخالفتك لتعليمات الدفاع المدني تكلف الجهات المختصة الكثير من الجهد والتعب اللذين لو تم ادخارهما لأفادا في نواحٍ طارئة اخرى.
مع تمنياتي لك بالسلامة والعودة الى اهلك وذويك سالماً غانماً بإذن الله.
عقيد/ مساعد منشط اللحياني
مدير الإدارة العامة
للشؤون الثقافية والإعلامية
|
|
|
|
|