أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd June,2001 العدد:10494الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

زاهد في عالم الزهاد
الحمد لله القائل :«يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وهو الذي يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً وإنما يقبضه بموت العلماء.. الخ» الحديث.
وإذا كان الأمر ذلك كذلك فإنه قبل أيام وبالتحديد في تمام الساعة الرابعة فجرا من صبيحة يوم الخميس الموافق للثالث والعشرين من شهر صفر للعام الثاني والعشرين بعد الأربعمائة وألف من الهجرة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم فإن المملكة العربية السعودية فقدت عالما من كبار علمائها وفقيها من أبرز فقهائها ومحدثا حافظا من أحفظ محدثيها ذلكم هو سماحة العلامة والفقيه الفهامة الذاكر لله في ليله ونهاره فضيلة والدنا وشيخنا الشيخ عبدالله بن يوسف بن عبدالله بن علي الوابل «رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته» رئيس محاكم منطقة عسير سابقا عن عمر يناهز ثلاثا وتسعين سنة وسبعة أشهر وثمانية وعشرين يوما لأنه من مواليد محافظة البكيرية بمنطقة القصيم بتاريخ الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة من العام الثامن والعشرين بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة.
وفي بداية تلقيه للعلم حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره على فضيلة الشيخ محمد بن علي آل سلمي «رحمه الله» ثم درس على الشيخ رميح بن سليمان آل رميح «رحمه الله» وأيضا درس على الشيخ عبدالرحمن سالم آل كريديس «رحمه الله» ثم ابتدأ في قراءة العقائد وكتب الحديث والفقه على الشيخ حمد بن سليمان آل بليهد قاضي البكيرية آنذاك «رحمه الله» ومن ثم درس على الشيخ محمد آل مقبل «رحمه الله» ودرس عليه عمدة الأحكام وبعض المتون الأخرى بعد انتقاله اليه في قريته المعروفة بالمنسي من خبوب بريدة، وفي سنة 1345ه لازم الشيخ محمد بن عثمان الشاوي «رحمه الله» الذي كان قاضيا للمجاهدين آنذاك سلطان بن حميد وجماعته أهل سنام الغطغط ثم بعد ذلك رجع الى البكيرية وبدأ طلاب العلم يدرسون عليه من مدينة البكيرية ومن غيرها من مدن القصيم بعد اجازة شيخه له بالتدريس.
وعلى إثر ذلك انتقل الى العاصمة مدينة الرياض لاستكمال البعض من دراساته السابقة ومراجعة البعض من المتون والأسانيد على سماحة العلامة والفقيه الفهامة فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ «رحمه الله» مفتي الديار السعودية وعلامتها ورئيس قضاتها ويقال إنه ذات مرة سأل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» مستفسراً من سماحة المفتي فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ «رحمه الله» عن أبرز وأكبر وأذكى تلامذته فأجابه بأن كل تلامذتي فيهم الخير والبركة والكل منهم مجتهد في طلبه للعلم وحريص على تحصيله والاستزادة منه ويأتي في مقدمتهم ثلاثة من الأذكياء اثنان كفيفان وواحد منهم مبصر وسأل الملك يا شيخ محمد ومن هم هؤلاء الثلاثة؟
قال أقصد بالاثنين الكفيفين هما:
1 الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار علمائها.
2 الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى «سابقا» «رحمهما الله».
وأما المبصر فهو الشيخ عبدالله ين يوسف الوابل «رحمه الله» وبالفعل كان لهؤلاء الثلاثة مكانة خاصة عند سماحة شيخهم ويختصر بهم ويجلس وإياهم جلسات علمية خاصة ليقرأوا عليه أمهات الكتاب والمطولات من المتون والمراجع بدليل أنه إذا سافر سماحته أو انشغل لأي سبب من الأسباب التي تمنعه من القاء دروسه والتفرغ لتلامذته من طلاب العلم فإنه ينيب أحد هؤلاء الثلاثة تدريسا وتعليقاً وتوضيحا لبعض المسائل المهمة الملقاة في احدى الجلسات والدروس العلمية وأحيانا أخرى يكون التناوب دوريا فذات مرة يكون الشيخ ابن باز بالنيابة وفي مرة أخرى يكون الشيخ ابن حميد بالنيابة وفي مرات أخر يكون الشيخ الوابل بالنيابة وهكذا ومكث على هذا المنوال في تلقيه للعلم على سماحة شيخه الى ان رشحه قاضيا وهو من أقدم القضاة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» وأول توليه للقضاء كان في عام 1353ه إذ إنه صار قاضيا في حوطة بني تميم ورئيسا لمحاكمها وطلب الاعفاء من القضاء لكن سماحة رئيس القضاة أصر عليه بالبقاء في القضاء في الحوطة أو إذا كان ولابد فعليه اختيار أي منطقة أو أي مدينة من مدن المملكة يريد الانتقال اليها ولما علم أهالي الحوطة عن اعتزام شيخهم وقاضيهم بالنقلى عنهم الى مكان آخر ذهب وفد منهم من كبار شخصياتهم وقابلوا أولا سماحة مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ «رحمه الله» مطالبين سماحته بألا ينتقل فضيلة الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل «رحمه الله» عنهم لأنهم لا يريدون غيره وقال لهم سماحته ان هذا الأمر راجع لفضيلة الشيخ الوابل بعد ذلك ذهب الوفد ثانيا الى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» مطالبين بأن يثبت فضيلته لديهم وقال لهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله » ما نصه:«القضاة لهم رئيس وأنتم عليكم بمراجعة رئيس القضاة».
وبعد مضي سنوات مكثها في حوطة بني تميم من 1353ه الى 1360ه تم انتقاله الى أبها وصار رئيسا لمحاكمها أوائل الستينات الهجرية وفي الفترة التي تولى القضاء فيها كان أمير أبها في ذلك الوقت معالي الأمير تركي السديري «رحمه الله» وكانت العلاقة بينهما كأحسن علاقة تربط قاضي البلد بأميرها وأمير البلد بقاضيها وكل منهما يحترم ويقدر الآخر مثل محبة الأخ لأخيه بل وزيادة لأن كل واحد منهما «رحمهما الله آمين» يحب الآخر في الله والعلاقة التي تربطهما ممتازة بل وأكثر من ممتازة وطريقة والدنا وشيخنا «رحمه الله» في القضاء بأنه لا يتعجل في قضاياه لا سابقا ولا لاحقا أي أنه منذ توليه القضاء في حوطة بني تميم وحتى مباشرته للقضاء في أبها يسعى دائما الى الصلح بين الخصوم قدر الامكان ما استطاع الى ذلك سبيلا لمزيد من التثبت في اصدار الأحكام ومراجعتها، ولعل كل واحد من المدعي والمدعى عليه يحصلان على البينات والوثائق والشهود التي تكون سببا في التوصل الى الحقيقة بل واحقاق الحق واعطائه لمثبتيه وأذكر فيما أذكر انه سئل «رحمه الله» بعد اعفائه من القضاء بسنوات عن الكيفية التي بواسطتها يقضي بين الناس فأجاب ان الأحكام القضائية التي أصدرها صلحاً وليس حكماً لأن هناك فارقا بينهما فإذا فصل القاضي بين الخصوم بالصلح فإن كل واحد منهما سيرضى بذلك أما إذا كان بالحكم فسيكون أحدهما على حق والآخر بخلاف ذلك وعلى كل فالقاضي بشر وليس له إلا ما يظهر له من الأمور والحقائق وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله الذي ينزل عليه الوحي «إنما أنا بشر فأقضي على نحوما أسمع.. الخ.. الحديث».
ووالدنا وشيخنا «رحمه الله» يسعى الى الصلح.. بين الناس امتثالا لقوله تعالى: «والصلح خير..» الآية» ومكث على هذا المنوال رئيسا لمحاكم منطقة عسير من 1361ه حتى 1371ه أي قبل وفاة الملك «عبدالعزيز رحمه الله» بقرابة السنتين إذ إنه طلب اعفاءه من القضاء وحصوله على التقاعد وذلك من أجل ان يتفرغ لعبادة الله «سبحانه وتعالى» بل هو في عبادة وان تقاعد عن رئاسة محاكم منطقة عسير إلا أن القضاة يرجعون اليه في كثير من مسائلهم القضائية ويستشيرونه بل انهم لا ينظرون فيها فضلا عن قضائهم إياها إلا بعد أخذ رأي فضيلته فيها بالاضافة الى هذا وذاك كان هو المفتي العام للمنطقة الجنوبية بأكملها وإماما لمسجد «حي مناظر» بأبها ويعتبر هذا المسجد هو النواة الأولى للمدرسة السلفية التي أسسها في مدينة أبها برئاسته وهي البداية لمدارس تحفيظ القرآن الكريم إذ إنه «رحمه الله» رئيس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة وتعنى هذه المدرسة السلفية بالقرآن الكريم وعلومه التفسيرية وبالسنة النبوية المطهرة وعلومها بل وسائر العلوم الشرعية والفقهية والعربية والتاريخية... الخ وقد خصص «رحمه الله» مكانا خاصا للمدرسة السلفية المذكورة أعلاه ومأوى يرتاده طلابها وبالأخص القادمون من خارج مدينة أبها ليتفرغوا لطلب العلم وتحصيله واتقانه وذلك من ماله الخاص بالاضافة الى الاعانة السنوية التي تقدمها وزارة المعارف مشكورة إذ إن هذه المدرسة السلفية تشرف عليها وزارة المعارف منذ زمن أول وزير لها انه رجل التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رئيس مجلس الوزراء سلمه الله ووفقه وأطال الله في عمره.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنني اقترح على معالي وزيرها الحالي معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف وذلك بخصوص اعادة بناء المدرسة المذكورة احياء الذكرى الفقيد «رحمه الله» ولتكن باسمه ويرشح لرئاستها والاشراف عليها أحد الأخوال أقصد أحد أبناء سماحته «رحمه الله».
وإني على يقين بأن مسؤولي وزارة المعارف وعلى رأسهم معالي وزيرها سيكون لهذا الاقتراح ان شاء الله تجاوب وتفاعل وآذان صاغية وصدور واسعة لأن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسموولي عهده الأمين نائبه الأول وسمو نائبه الثاني «جزاهم الله خيرا ولهم منا الدعاء» حريصة كل الحرص على تشجيع ودعم العلم وأهل العلم وطلاب العلم ماديا ومعنويا واسميا وشخصيا بدليل المكانة المرموقة التي يحظى بها العلماء والقضاة والدعاة من ولاة أمر هذه البلاد المملكة العربية السعودية التي لاتضاهيها مكانة ولا تعادلها منزلة في أي بلد من بلدان العالم خليجيا وعربيا واسلاميا بل وعالميا لماذا؟ لأن هذه البلاد منذ القدم وفي بداية تأسيسها قامت على الدين والعلم ومناصرة العلم وأهل العلم.
وهذا يذكرنا بالموقف البطولي والموقف الرجولي بل انه الموقف التاريخي حينما أيد وناصر «جد الأسرة المالكة» جد أسرة آل الشيخ وأقصد بهما مناصرة وتأييد «الامام محمد بن سعود» للشيخ المجدد شيخ الاسلام «الامام محمد بن عبدالوهاب» «رحمهما الله وجزاهما الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء».
وكان ذلك في عام 1157ه بعاصمة الدولة السعودية الأولى «بلدة الدرعية» ومحافظة الدرعية حاليا بالاتفاقية والمعاهدة التي أبرمت بينهما في سبيل نشر الدعوة السلفية وتأييدها ومناصرتها.
وبتوفيق من الله انتشرت هذه الدعوة ونجحت نجاحا باهرا ولاقت قبولا وتأييدا ومناصرة وشعبية واعتقادا في الكثير من البلدان والأقاليم والأمصار في داخل الجزيرة العربية بل حتى في بعض البلدان والأماكن الخارجية لأنه كما ورد في الحديث «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى» فنيتا الامامين «ان شاء الله» سليمتان وموفقتان بل انهما نيتان مخلصتان ويبرهن عليهما قيام دعوتهما منذ ذلك التاريخ وحتى قيام الساعة «بمشيئة الله».
«تلامذة الفقيد رحمه الله»
تتلمذ على يديه يرحمه الله الكثير من طلاب العلم عشرات الطلاب بل يصلون الى المئات والبعض منهم تولى مناصب مهمة في الدولة والبعض الآخر أسند اليه أعمال قضائية ودعوية بالاضافة الى الأعمال التدريسية والادارية وعلى سبيل المثال وليس الحصر أخذ منه العلم رحمه الله خلق كثير ومنهم:
1 البعض من أبناء وبنات وأحفاد الفقيد حفظوا القرآن الكريم والبعض من العلوم الشرعية.
2 فضيلة الشيخ عبدالله السليمان السديس رحمه الله رئيس محكمة عفيف «سابقا» والملقب «بشعيل» وكان ملازما لشيخه «رحمهما الله» في الكثير من الأمكنة والأزمنة وإذا جلسا في مجلس يقول له شيخه اقرأ علينا يا «شعيل».
3 فضيلة الشيخ هاشم بن سعيد النعمي رئيس المحكمة المستعجلة بأبها «سابقا».
4 فضيلة الشيخ عبدالعزيز العلي اللحيدان «رحمه الله» الذي تولى رئاسة أحد مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة ومديرا لإحدى المدارس بها.
5 فضيلة الشيخ مداوي بن علي آل جاري مدير مكتب وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمنطقة الجنوبية.
6 فضيلة الشيخ عبدالله الحكمي «رحمه الله» رئيس محكمة سراة عبيدة «سابقا».
7 فضيلة الشيخ حسن بن جعفر العتمي عضو هيئة التمييز بمكة المكرمة وعضو هيئة كبار العلماء.
8 فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الأسمري «رحمه الله» رئيس محكمة خميس مشيط «سابقا».
9 فضيلة الدكتور الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني الداعية المعروف وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
10 فضيلة الشيخ عبدالعزيز العمر «رحمه الله» رئيس محكمة المجاردة «سابقا».
11 فضيلة الشيخ سليمان بن محمد الراجحي.
12 فضيلة الشيخ سليمان بن فايع المستشار التعليمي بإدارة التعليم بأبها.
13 فضيلة الشيخ عبدالله الخالدي نائب رئيس محاكم منطقة عسير.
14 فضيلة الشيخ عبدالرحمن الحماد عضو الدعوة والارشاد بالمنطقة الجنوبية.
15 فضيلة الشيخ علي الحبيب «رحمه الله» عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأبها سابقاً.
16 فضيلة الشيخ سعيد بن مداوي.
17 فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن منيف.
18 فضيلة الشيخ علي بن يحيى الشهراني رحمه الله.
19 فضيلة الشيخ عبدالعزيز العريفي.
20 فضيلة الشيخ سعيد بن سلمي.
وغيرهم كثير وتتلمذ على هؤلاء الكثير من طلبة العلم ورحم الله شيخ مشايخهم.
ولا يفوتني بهذه المناسبة بالأصالة عني وبالنيابة عن أبناء الفقيد «رحمه الله» وبالنيابة عن أسرة آل وابل في جميع مناطق المملكة ان نتقدم بخالص الشكر لكل من قام بتعزيتنا شخصيا أو برقيا أو هاتفيا من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب السماحة العلماء وأصحاب الفضيلة المشايخ وأصحاب المعالي الوزراء ومن محبي سماحته من طلبة العلم ومن المواطنين وعلى رأس الجميع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سلمه الله أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير وفقه الله وفضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وفقه الله، وفضيلة الشيخ ابراهيم الراشد الحديثي رئيس محاكم منطقة عسير سابقا.
سبحان الله
ان المدة الزمنية التي أمضاها فقيدنا رحمه الله في مدينة أبها اثنتان وستون سنة تقريبا وقبيل وفاته بسبعة أشهر مرض مرضا شديدا وعلى اثره أدخل مستشفى أبها الخاص وفي يوم الأربعاء 26/8/1421ه نقل بالاخلاء الطبي الى «مستشفى الملك فيصل التخصصي» بالرياض وسبحان الله وقبل وفاته بأيام كان يراد نقله بالاخلاء الطبي الى أبها ولكن باصرار منه أشار برغبته بالبقاء في «مستشفى الملك فيصل التخصصي» بالرياض ولكنها الآجال آجال مكتوبة وأنفاس معدودة.
مزاياه رحمه الله
يمتاز رحمه الله على الكثير من العلماء وبخاصة الناس فضلا عن عامتهم بعدة أمور وعدة مزايا يأتي في مقدمتها:
أولا: خشية الله وينطبق عليه قوله تعالى: «إنما يخشى الله من عباده العلماء».
ثانيا: التقوى وهو من أتقى الناس لله.
ثالثا: الورع الذي يمتاز به عن غيره.
رابعا: الزهد والعنوان الذي اخترته في مقالي )زاهد في عالم الزهاد( وبالفعل فانه أزهد العلماء بدليل انه عرض عليه ورشح لبعض المناصب المهمة في الدولة ولكنه امتنع من ذلك زهدا وقبل هذا وذاك طلب الاعفاء من القضاء وتقاعده المبكر ان دل على شيء فإنما يدل على زهده في هذه الدنيا الفانية وهو عالم للزهاد.
خامسا: التواضع لعامة الناس وخاصتهم وطلاب العلم ومستفتيه.
سادسا: الهيبة وقوة الشخصية فإن للمجلس الذي فيه فضيلة الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل رحمه الله له هيبته وشخصيته ولا يستطيع أحد أن يتكلم بحضرته كائنا من كان فضلا عن ان يتكلم بأمور الدنيا ولأن قارئه ملازم له في كل مجلس بل وفي كل مكان وكل زمان.
سابعا: علمه الغزير في كل العلوم وسائر الفنون فهو بمثابة «الكمبيوتر» ما شاء الله.
ثامنا: الذكاء والفراسة وكما ورد في الحديث:«اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».
تاسعا: ملازمته لذكر الله فهو يذكر الله في كل وقت وفي كل حين صباحا ومساء ولا تكاد تمر الدقيقة والدقيقتان إلا ويذكر الله فيهما بل وحتى الثانية والثانيتان وهو ذاكر لله خلالهما.
وكل شيء بقضاء وقدر الله ما شاء فعل وأراد الله ان تكون وفاة والدنا وشيخنا في مدينة الرياض ويدفن فيها وذلك يوم الخميس 23/2/1422ه صلي عليه عقب صلاة العصر من ذلك اليوم في مسجد الراجحي وتم دفنه في مقبرة النسيم.
وكما قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل «وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت».
ونحن لا نقول إلا بما يرضي رب العزة والجلال ونكرر من قولنا «إنا لله وإنا إليه راجعون».
لقول الله سبحانه وتعالى: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وتجاوز عنه وكما رفعت مكانته في الدنيا ارفع مكانته في الآخرة في أعلى عليين في الفردوس الأعلى من الجنة ان شاء الله واللهم اجمعنا به في دار رحمتك ودار كرامتك وعوض ذويه وأهله ومحبيه والاسلام والمسلمين فيه خيرا.
اللهم آمين اللهم آمين والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين آمين.
من إعداد أحد أحفاد/ الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم
ابن سليمان الوابل
هيئة الرقابة والتحقيق الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved