| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إن قضايا الأمة المصيرية مثل قضية القدس الشريف او قضية فلسطين هي قضية كل فرد من امتنا العربية من المحيط الى الخليج.. وهي قضية كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها.. انها قضية ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل ان تكون قضية شعب استبيح دمه من قبل الصهاينة وحثالة الاجرام كشارون، ومن على شاكلته من بني صهيون الذين عاثوا في الأرض فسادا ونبذتهم جميع شعوب الأرض سبب حقدهم وإجرامهم وقتلهم أنبياء الله.. انهم أكثر عنصرية من النازية واكثر حقدا منها.. انهم النازيون الجدد، ولكنهم لا يقاتلون الا من وراء جدر.. متى يضيق المخدوعون بأسراب السلام وتاريخ اليهود ينطق بخيانتهم وغدرهم حيث خانوا وغدروا بأشرف البشر محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد كان موقف صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد حفظه الله موقفا عربيا واسلاميا اصيلا حين رفض زيارة الولايات المتحدة بشجاعة حتى تعدِّل من مواقفها التي تؤازر المجرمين وتشجعهم على اجرامهم.. لقد انحازت الولايات المتحدة بكل ثقلها لمؤازرة هؤلاء القتلة والمجرمين حين عارضت بالفيتو الامريكي توفير قوة حماية للفلسطينيين العزّل من السلاح ان هذا الرفض يؤكد الانحياز الكامل عمن تسمى نفسها القوة العظمى ضد حقوق الانسان التي تنادي بها ليل نهارا حتى ملت أسماعنا من ادعاءاتها الكاذبة بالحفاظ على حقوق الانسان.. أي اهدار لحقوق الانسان مثل ان اسمح للمجرم ان يقتل الضحية امام عيني.. بل وامنع عن الضحية أي حماية.. هل هذا حفاظ على حقوق الانسان.. أو حتى الحيوان.. انه الاجرام بعينه.. إن هذا الموقف النبيل وكداعم للفلسطينيين من سمو ولي العهد حفظه الله يمثل النخوة العربية والاسلامية من مسؤول عربي كبير تحتضن بلاده أقدس مقدسات المسلمين.. انه موقف الشهامة والنبل الذي لا يحتمل الضيم.. انه موقف المسؤول الشجاع الذي يحمل بين جوانحه قضية أمته ودينه.. قضية القدس الشريف الذي دنسه اليهود وداسوا عليه.. انه امتداد لقضية ذهب من اجلها جلالة الملك فيصل رحمه الله شهيدا )شهيد القدس(.. هذا الملك التقي الزاهد الذي بذل الغالي والرخيص من اجل القدس، وضحَّى بأشياء كثيرة من اجل هذه القضية.. هذا الملك الذي يجب ان تكتب مواقفه النبيلة والحازمة بأحرف من نور، هذا الملك الذي شهد بشجاعته ووقوفه الحازم العدو قبل الصديق.. ولقد كان موقف الامير عبدالله موقفا جريئا وشجاعا في وجه قوة عظمى تساند الظلم والباطل، وتتنكر لكل الحقوق المغتصبة والسلبية كان موقفه بعيدا عن الشعارات والمزايدات.. والمتاجرة بهذه القضية من اجل المزيد من التسلط والبقاء على كراسي الحكم، كان هذا الموقف فعلا أبلغ من الأقوال.. لم يبخل على القضية الفلسطينية وعلى الفلسطينيين بشيء.. وكان موقفه النبيل والكريم في مؤتمر القمة العربي الطارىء في القاهرة و)في أكتوبر الماضي( خير دليل على مواقفه التي هي أبلغ من الكلام.. وهو موقف فعلي حيث اقترح انشاء صندوق لدعم انتفاضة القدس برأسمال قدره 800 مليون دولار تدفع المملكة منها 250 مليون دولار.. وهذا الموقف لم يقم أحد بمثله حتى الآن.. ثم جاء موقفه الاخير برفضه زيارة الولايات المتحدة الامريكية خير دعم معنوي وسياسي فعلي لهذه القضية، ولهذا الشعب الذي يستباح دمه كل يوم ويقصف بالطائرات.. وتهدم منازله ويشرَّد.. ويعيش في مخيمات مزرية.. وليس له نصير الا الله.. ومثل هذه المواقف الجريئة والحازمة لو تصرف كل حاكم عربي مثل هذا التصرف لاعادت الولايات المتحدة النظر في مواقفها المنحازة للمجرمين الصهاينة.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظة البدائع
|
|
|
|
|