| أفاق اسلامية
من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الشباب، آفة هجر القرآن الكريم، حيث يمر على بعضهم الوقت الطويل وهو لم يقرأ صفحة، ولم يتدبر آية من كتاب الله، وقد انتشرت هذه الآفة بين الشباب، حتى صارت ظاهرة خطيرة، فوجب التحذير منها، ويا ترى ما الذي أشغل الشباب عن القرآن الكريم؟ ما الذي ألهاهم عن كتاب ربهم؟ لقد هجروا القرآن وأعرضوا عنه، في وقت تعاهدوا فيه الصفحات الرياضية والقصص الغرامية وتابعوا فيه ما تبثه القنوات الفضائية وغير ذلك. تأمل برنامج شاب يوماً من الأيام، تجد للشهوات فيه نصيب، وللملذات فيه نصيب، وللمباحات فيه نصيب، بل لبعض المحرمات فيه نصيب، ولكنك لا تجد فيه نصيباً لكلام الله عز وجل. ومما لا شك فيه أن لهجر القرآن الكريم آثاراً سيئة، وعواقب وخيمة، تأمل حال من هجر القرآن، تجد تأثير هجره لكتاب ربه عليه واضحاً بيّناً، تجد أن قلبه أصبح مأوى للشياطين، يسكنون فيه وينطلقون منه، تجد أنه ضعيف إيمان، ليس عنده من الإيمان ما يؤهله للمحافظة على طاعة، أو يبعده عن معصية.
ولذلك صار هجر القرآن من الذنوب العظيمة، والمعاصي الجسيمة التي جاء الدين بالتحذير منها، والترهيب عنها، وتأمل قول الله عز وجل: «وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً»، ففي هذه الآية، يشكو الرسول إلى ربه هجر قومه للقرآن، أفيرضى عاقل فيكم أيها الشباب أن يكون ممن يشتكيه نبيه إلى ربه؟ العاقل لا يرضى! إذاً احذروا هذه الظاهرة، وعودوا إلى كتاب ربكم، تعاهدوه بالتلاوة والتدبر، أولوه الاهتمام لتسعدوا في الدنيا والآخرة. فإن هجر القرآن والإعراض عنه، سبب في النكد والمعيشة الضنك في الدنيا، وسبب في الحشر على أسوأ حال يوم القيامة. يقول عز وجل: «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى». وقد بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم أحوال الناس مع القرآن وشبَّه كل واحد منهم بتشبيه رائع فتأمل أخي الشاب أي الناس أنت ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مُر.
أخي الشاب: إذا دعتك نفسك لهجر القرآن الكريم فذكِّرها بما للإقبال عليه من أجور عظيمة، وفوائد كثيرة، ففيه تطمئن القلوب، وبه تحيا النفوس ومن خلاله تُنال الدرجات العلى بالجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أصغر البيوت بيتٌ ليس فيه من كتاب الله شيء فاقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم حرف ولكني أقول ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»، يعني في كل حرف من هذه الحروف عشر حسنات، فاتقوا الله - معشر الشباب - وتعاهدوا كتاب ربكم.
إمام وخطيب جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل
|
|
|
|
|