| أفاق اسلامية
بدأ الدكتور فضل إلهي كتابه المرسوم «الحسبة» تعريفها ومشروعيتها ووجوبها والذي يقع في )95( صفحة من القطع المتوسط باستعراض لتعريف الحسبة في ضوء الكتاب والسنة فهي امر بالمعروف ونهي عن المنكر اذا ظهر فعله.
ويتطرق المؤلف الى معاني الحسبة فيجملها بأنها تأتي بمعنى )طلب الأجر( )الانكار( لأن القائم بها ينكر على تارك المعروف تركه المعروف، وعلى فاعل المنكر فعله اياه، ومن معاني الحسبة )الظن والاعتداد والاكتفاء( فيقال )احتسب فلانا( اي احتسبت ما عنده أي اختبرته.
وفي المبحث الثاني من الكتاب يتناول المؤلف مشروعية الحسبة. فيقول: لأننا مكلفون بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذا جعل الله القيام به من أبرز صفات حبيبه ونبيه صلى الله عليه وسلم، ومن خصال المؤمنين والصالحين كما قرر المولى عز وجل انها مما يتم به خيرية الأمة، وأنها من واجبات من مكن في الأرض وجعله سبحانه من أسباب النصر.
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سهمان من سهام الاسلام وسمى كلمة حق تقال امام السلطان الجائر أفضل الجهاد، وقرر الاسلام ان قتل الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من اكبر الكبائر وأبشع الجرائم.. وقد بشر الله تعالى رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن للقائم بالحسبة اجرا عظيما.كما أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب تكفير الذنوب وكل هذا يؤكد مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين مكانته في الاسلام.. ولذلك تناول المؤلف مشروعية الحسبة من خلال توضيحه بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مهام الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن أوصاف سيد المرسلين والمؤمنين وانه من خصال الصالحين.
ويتناول الكتاب في المبحث الثالث وجوب الحسبة.. حيث يوضح ان كثيرا من الناس يظن ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الاعمال التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.. ويزعمون ان فلاحهم يتوقف على قيامهم بالاعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وحج.. واما ما يفعله غيرهم فلا يضرهم ضلالهم ويتناسى هؤلاء بأن الله تعالى ورسوله قد امرا بالقيام بالحسبة.. ونهيا عن تركها وجعل الله القيام بها من شروط الفلاح.. وان ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم جعله قرينا للايمان.. وأخذ المبايعة على القيام بذلك ولذلك صرح العلماء بفرضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقول الامام الضحاك )الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضتان من فرائض الله تعالى كتبهما الله عز وجل على عباده( ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية : «ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اوجب الاعمال وافضلها واحسنها وقد اجتمعت الامة على وجوبها» ثم تناول الكتاب بشرح تفصيلي وجوب الحسبة من عدة زوايا الامر بالقيام بالحسبة والنهي عن تركها والايمان والاحتساب قرينتان ومن شروط البيعة النصيحة للمسلمين ومن شروط الفلاح القيام بالاحتساب وتارك الاحتساب شريك في الاثم مع فاعل المنكر والتهديد بالعذاب على ترك الاحتساب ونزول العذاب بسبب ترك الاحتساب.. تناول الكتاب في مبحثه الرابع نوعية وجوب الحسبة. وهل هي فرض كفاية ام فرض عين؟..ويقول المؤلف ان العلماء اختلفوا في نوعية وجوب الحسبة فمنهم من يرى انها فرض كفاية ومنهم من يرى انها فرض عين وفي هذا الصدد يقول الشيخ عبد القادر عودة: «انقسم الفقهاء في تحديد صفة الوجوب فقال البعض ان الواجب فرض عين اي واجب محتم وعلى كل مسلم ان يؤديه بنفسه على قدر استطاعته.. ورأى الفريق الآخر وهم جمهرة الفقهاء ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات كالجهاد.. فهو واجب محتم على كل مسلم ولكن هذا الواجب يسقط عن الفرد اذا أداه عنه غيره».
ثم تناول الكتاب شرح كل رأي باسهاب حول الحسبة وفرض كفايتها وادلتها ثم كونه فرض عين وادلته وتحول الحسبة من فرض الكفاية الى فرض عين.
|
|
|
|
|