تتباين مكانة الكتاب من امة الى اخرى، وامتنا المسلمة تقدر للكتاب مكانته، فهي الامة التي انزل الله عليها كتابه الكريم بلسان عربي مبين، وذلك مما لا يختلف عليه اثنان، لكن من الملفت للنظر والمشغل للبال ما يؤول اليه حال الكتاب المدرسي نهاية كل عام دراسي، والذي نراه جميعاً قد رمي في براميل القمامة وعلى قارعة الطريق، رمي وكأنه حمل ثقيل طرحه الطالب والطالبة عن كاهلهما، رمي وكأنه قيد قد صفدت به طوال العام الدراسي الايدي والاقدام، رمي رمية كاره غاضب، لمَ كل ذلك الكره للكتاب المدرسي؟، بل لمَ لم تقدر تلك الآيات الكريمات من كتاب الله جل وعلا والاحاديث الشريفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء الله الحسنى، لم يقدر ذلك كله فيرمي رمية احتقار وامتهان؟، جدير بنا قبل ان نعلم ابناءنا وبناتنا ما يحويه الكتاب المدرسي ان نعلمهم كيف يحترمونه، كيف ترجو من جيل لا يعرف ادنى معايير احترام الكتاب ان يعلم ذلك لابنائه مستقبلاً، ففاقد الشيء لا يعطيه، احترام الكتاب عموماً والمدرسي منه خصوصاً تربية يجب ان يتربى عليه الجيل، بودي ان تخطو وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات خطوات علمية تربوية، خطوات مدروسة لتربية الطلاب والطالبات على احترام الكتاب، ومن ذلك - في رأيي - لو وضعت درجات لسلامة الكتاب ونظافته ضمن درجات النصف الاول والنصف الثاني لحرص الطالب والطالبة على سلامة الكتاب، بل لحث على ذلك الآباء والامهات، وبذلوا كل جهد في سبيله، كما إني أرى لو اخذ تعهد خطي عند تسليم الكتب على كل طالب وطالبة بضرورة اعادة الكتب نهاية العام الدراسي سليمة نظيفة ومن لم يتقيد بذلك فيخسر الدرجات المرصودة لذلك، ولن يسلم اشعاره او شهادة نجاحه في نهاية العام، وسيؤثر ذلك على تسليمه كتب العام القادم وعلى درجات سلامة الكتب ونظافتها ايضاً، لابد للوزارة وللرئاسة اتخاذ خطوات عملية جادة لوقف ذلك العبث الصارخ، وغير المبرر، وغير المقبول، وغير المعقول، بالكتاب المدرسي اركز هنا على عبارة «خطوات عملية جادة» لان كثيراً من الطلاب والطالبات والآباء والامهات لا ينفع معهم النصح ولا التذكير لانه لو نفع لما رأيت مأساة الكتاب المدرسي تكرر نهاية كل عام دراسي، قد يؤخذ علي الحدة في الطرح، ولكن لو رأيتم ما رأيت من مآل كتاب مدرسي للمواد الشرعية لما سميتوا ما سلف حدة في الطرح، لقد رأيته في الدرك الاسفل من برميل القاذورات، وكل صفحة من صفحاته تشكو الى الله عقوقنا جميعاً بذلك الكتاب وما حواه من آيات بينات واحاديث شريفة، المأساة مستمرة مالم توقف من قبل وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات، نسأل الله جل وعلا ان يوفق المسئولين في هذين الجهازين المهمين في ايجاد حلول عملية تزيد من رفعة ومكانة الكتاب في نفوس ابنائنا وبناتنا.
الكسل
قال الشاعر: