| الريـاضيـة
تراوحت ردود الأفعال حول حديث فيصل أبو اثنين الصحفي ل«الجزيرة» بين مؤيد بشدة ومعارض بشدة لفيصل نفسه وللآراء التي طرحها. وللأسف مثلاً أن هناك من أيد فيصل إلى أقصى درجة حتى أنه هاجم فهد المصيبيح وجرده من كل المقومات الايجابية كإداري وذهب لأبعد من ذلك بالحديث عن مستواه وادائه عندما كان لاعبا وأنه كان مجتهدا وغير مؤثر إلى غير ذلك من الكلام المجحف والمتحامل على فهد، وفي المقابل تعرض فيصل لهجوم وتجريح ووصف بأقذع الأوصاف كالحاقد والمحب للفوضى ومحارب المدربين الخ.
وردود الأفعال المتطرفة والمتشنجة هذه لاشك أنها مرفوضة جملة وتفصيلا فكلاهما )فهد وفيصل( من أبناء النادي المخلصين الذين لا يجب أن يرتقي الشك إليهم ولا يجب أن يشوه تاريخهم وسمعتهم ويجردوا من كل صفاتهم الجميلة ومحاسنهم الرائعة لمجرد اختلاف في الرأي.
وإذا كان أبو اثنين مثلاً حاداً في طرحه ورأيه بشأن الكيفية التي يدير بها فهد المصيبيح شؤون الكرة الهلالية فإنني أجزم أن هذا الموقف الحاد ما هو إلا رد فعل طبيعي للحدة التي يتعامل بها فهد وللفردية المطلقة التي يعمل بها. ففيصل أبو اثنين الذي أمضى في النادي لاعباً وقائداً لأكثر من خمسة عشر عاماً لا يمكن له أن يتحدث إلا فيما يخدم مصلحة النادي ولو أنه وجد أذناً صاغية داخل النادي لما لجأ للصحافة ليقول رأيه ويعلنه، وقد يقول قائل وهل فيصل مسؤول عن النادي ووصي عليه؟ وهذا قول مردود لأن في مثل هذا القول تجريدا لكل معاني الاخلاص والولاء والغيرة على النادي من لاعب أمضى نصف عمره وأكثر بين ردهاته وجوانبه وأصبح قائداً للفريق لعدة سنوات لذلك فمن السلبية البغيضة ان يرى لاعب مثل فيصل ابو اثنين الأخطاء ويصمت وكأن شؤون النادي لا تعنيه.
ففيصل يشفع له لقول ما قاله اخلاصه وحبه للنادي وانتماؤه إليه الذي لا يستطيع من كان أن ينكره أو يقلل من شأنه فتلك الصفات كان المتابع يشاهدها متجسدة على أرض الواقع في الملاعب من خلال روح فيصل الوثابة وقتاليته الشجاعة وحماسته المتقدة في المباريات.
وأنا هنا لست بالمعدد لمحاسن وصفات فيصل أبو اثنين التي يعرفها الهلالي وغيره ولكن للمؤكد على حسن نوايا فيصل وأحقيته فيما قاله بل وصدق ما قاله، ولا يعيب فهد المصيبيح أن يكون له أخطاء.. أليس هو انسانا وبشرا؟ ولا ينقص من قدره أن تذكر أخطاؤه.. إذاً لماذا يزعل ويتشنج هو ومن حوله عندما يواجه بأخطائه؟ لماذا هذه المكابرة والعناد والاصرار على الموقف الخاطئ؟
وللأسف ان فهد واجه حديث أبو اثنين بكل سلبية )معتادة( بل وبكل تهكم وتسفيه لرأي فيصل وشخصيته كلاعب وكإنسان مثقف وواع قد بلغ من العمر والخبرة والتجربة ما يؤهله لأن يقول رأيه بكل حرية واستقلالية وبما يجعل لرأيه قيمة ووزنا وذلك عندما قال: «إن فيصل جعل من نفسه أداة وجسراً لترويج مثل تلك الأفكار». وما هي تلك الأفكار التي يقصدها؟ انها الأخطاء الإدارية التي يرتكبها.. وهذه قمة المكابرة والعناد والتشدد في الرأي والتمسك بالموقف الخاطئ لمجرد أنه رأيه وعدم الاعتراف بصحة آراء الآخرين أو احترامها وهذا جزء من معاناة الآخرين مع فهد.
ومرة أخرى ومثل ما قلت في الكلمة السابقة فأنا لست مع أو ضد فهد أو فيصل، أنا مع الحقيقة ومع المصلحة التي لن تتحقق إلا باعترافنا بأخطائنا وباحترامنا لآراء الآخرين وعدم تمسكنا بمواقفنا الخاطئة وتعصبنا لآرائنا غير السليمة. وأنا أومن أن فهد يعمل بجد واخلاص ويهدف إلى المصلحة ولكني أيضاً أومن وأجزم أن هناك أخطاء ترتكب وليس من مصلحة الهلال السكوت عنها وقد قالها فيصل وقيلت كثيراً فى السابق بصراحة أنا غير متفائل بتداركها أو تصحيحها لأني أعرف مدى صلابة رأس الحبيب «أبو محمد» ومكابرته وعناده وعدم اعترافه أنه بشر يخطئ.. مثلما يصيب..
وبقي أن نشير إلى آخر الأخبار الجميلة التي زفها مدير عام كل الدرجات الكروية الهلالية وهو بشرى قرب عودة المدرب الفلتة كامبوس لمواصلة اشرافه على ناشئي وشباب النادي بعد أن تمتع بإجازته السنوية في بلاده عقب موسم زاخر بالبطولات والانجازات والدفع بعدد من المواهب الشابة التي ستأخذ موقعها على خارطة الفريق الأول وستسد النقص الحاصل منذ سنين في عدد من المراكز، والتي كان لهذا المدرب الخارق الدور الأكبر في صناعتها.
|
|
|
|
|