| الريـاضيـة
*
*كتب سعود عبدالعزيز
اتفق معظم الرياضيين على ان الإدارة النصراوية في الموسم المنصرم نجحت في جلب المدرب العالمي آرثر جورج والمحافظة عليه حتى نهاية المسابقات الكروية وهو من أهم الأسباب التي جعلت النصر يقدم موسماً كروياً مرتفعاً ومميزاً وكان من الممكن أن يسجل الفريق الأصفر تفوقاً أكبر لو قدر له التعاقد مع عناصر أجنبية مؤثرة قادرة على فرض مبادرتها واسلوبها على ايقاع اللقاءات ونتائجها الختامية.. والنصر ومنذ أن أعلن الهداف الكبير ماجد عبدالله الرحيل بعد مشوار طويل في الملاعب وهو عاجز عن ايجاد مهاجم قادر على سد غيابه المؤثر وان كان قد وجد ذلك في بعض الأوقات في شخص القطري العنزي والغاني أوهين كيندي لكن لم تفلح المحافظة عليهما لتزداد مأساة النصر مع اللاعب الهداف وصانع اللعب بعد فشل تجربة بهجا وفيلهو وابن سليمان وآخرين ويكفي أن نقول إن النصر سجل هجومه اخفاقاً في منافسات المربع للعامين الماضيين ففي موسم 1420 - 1421ه عجز جميع نجوم النصر الذين استعان بهم المدرب الوطني يوسف خميس عن هز شباك الاتحاد في لقاءي المربع حيث تعادل سلبياً في اللقاء الأول في الرياض وخسر المباراة الفاصلة في جدة ) 0 - 2( ومباراة الترضية على المرتبة الثالثة والرابعة أمام الشباب )0 - 1( والجميع يعرف أن الفريق الذي لا يسجل لا يمكنه أن يكسب وتواضع هجوم النصر لم يكن فقط في منافسات المربع بل كان واضحاً في الأدوار التمهيدية فيكفي أن نذكر أن هداف المسابقة حمزة ادريس سجل أهدافاً أكثر من النصر مع العلم أن النصر خاض «25» مباراة هي مجموع لقاءاته في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بمرحلتيه التمهيدية والمربع الذهبي.. وبعد نهاية المنافسات ودخول الفريق في عطلة الصيف توقع المتابع الرياضي أن يبادر النصراويون بالبحث عن مهاجم أو اثنين يدعمان خط المقدمة ويعالجان النقص الواضح في تركيبة الفريق.. وبالفعل حدث ما توقع البعض وأعلنت الإدارة النصراوية أنها دخلت في مفاوضات جادة مع العالمي الكولمبي اسبريلا لكن انضمامه للنصر لم يكتمل رغم حضوره للرياض واستهلاكه لوقت طويل في هذا الجانب ليعلن بعد ساعات عن مغادرته دون الوصول لاتفاق ليعود النصراويون للبحث مجدداً عن مهاجمين جدد انضموا للفريق كلهم لم يسجلوا النجاح المتوقع ولم يقدموا ما هو مطلوب منهم مثل فيلهو وابن سليمان ورونالدو ومثل هذه الأسماء وما تملكه من مردود فني لن يعود بالنفع على النصر لأن عناصره المحلية أفضل منها بمراحل فالنصر بحاجة إلى مهاجمين وليس واحداً يكون صاحب مستوى فني رفيع مقرون بالموهبة الكروية الكبيرة الذي بوجوده يرتفع الأداء وبغيابه يتضح تأثيره على عطاء المجموعة التي تشارك معه وهو ما كان معروفاً لدى الجميع ابان فترة ارتداء ماجد عبدالله القميص الأصفر فمع ابن سليمان لم يتطور الوضع في العام المنصرم ولم يستطع هز شباك الخصوم سوى في مناسبة واحدة عن طريق جونيور من ضربة جزاء وهدف واحد غير كاف في الأدوار الحاسمة.
.. ان البحث عن المهاجم الأجنبي الجيد والمميز من أصعب الأمور التي تواجه إدارات الأندية لأسباب عديدة من أهمها عدم توفر السيولة النقدية وسرعة الحكم على عطاء اللاعب من قبل الإعلام والجمهور وهوما يجعله يعيش تحت ضغط نفسي رهيب، لكن أيضاً يمكن القول إن جلب العناصر الأجنبية ليس من الأمور المستحيلة متى ما كان العمل مبكراً أو الحسم سريعاً ففي المواسم الماضية شاهدنا عدداً من المهاجمين الأجانب الجيدين ينضمون لأنديتنا المحلية يأتي في مقدمتهم سيرجيو والكاتو والعنزي وبشار عبدالله وآخرين لا يتسع المقام لذكرهم.
ان البحث من الآن عن عناصر أجنبية مؤثرة قادرة على قيادة خط هجوم النصر واعادة الخطورة له والاعلان عن اسمائهم قبل بداية التدريبات أمر صحي ومهم لأنه يصب في مصلحة الفريق ويساعد اللاعبين على التأقلم الكامل على الأجواء الجديدة التي من المتوقع أن يعيشوها، فالأندية الأوروبية بدأت من الآن عن اعلان أجهزتها الفنية ونجومها الجدد الذين سينضمون إليها وهو ما يجب أن يفعله النصر فليس من المقبول أبداً أن يتم التعاقد مع اللاعبين الأجانب في اليوم الأخير لأن في مثل هذا التصرف يكون الضرر مزدوجاً مالياً وفنياً وهو ما حصل مع فيلهو الذي جاء بعد يوم من انطلاق البطولة العربية ودي سانتوس الذي تم قيده بعد أن رفض الصفاقس التونسي التخلي عن نجمه الاسكندر السويح فلا نجح فيلهو ولا استمر سانتوس.«ان من أهم أسباب النجاح في جلب العناصر الأجنبية التبكير في حسم أمرها واسناد المهمة لمن لهم خبرة فنية وإدارية في ذلك فماذا يضير لو تم تكليف أحد النصراويين المخلصين وإيفاده للأرجنتين لاجراء مفاوضات جادة مع عدد من النجوم الكروية الشابة التي تشارك حالياً في بطولة العالم للشباب المقامة في الأرجنتين فمثل هذه المسابقات الدولية تكون عادة زاخرة بالعناصر المميزة التي تنتظر الانطلاق نحو النجومية والابداع الكروي... ان حاجة النصر للتعاقد مع مهاجم أجنبي مميز باتت أمراً مطلوباً وضرورياً لعلاج العقم الهجومي كما أن التفاعل مع نظام الاعارة المحلية من الجوانب المهمة التي يجب أن تحظى بالعناية والاهتمام البالغين لأن فيها الاستفادة القصوى لزيادة العناصر المؤثرة بالفريق الأصفر ليكون معها قادراً على المنافسة على البطولات والحصول عليها فالموسم القادم هو عام الحصاد والجماهير النصراوية لن ترضى بلقب واحد بل هي في انتظار ألقاب عدة ولن أكون مبالغاً أنها تطمح في تحقيق الثلاثية المحلية وهو حق مشروع لها ولكن هذا لن يتحقق إلا بعلاج أهم أسباب ضياع الألقاب في العام الماضي وهو عدم وجود اللاعب الأجنبي المميز..
إلى اللقاء غداً يكون الحديث فيه عن أمر مهم يحتاجه النصر لمواصلة انطلاقته القوية التي بدأت في العام الماضي.
|
|
|
|
|