| الريـاضيـة
تعاني عملية تعاقد الأندية مع اللاعب الأجنبي من ضعف تواجد أو توفر المعلومة التي تساعد على اتخاذ قرار رشيد بشأن انتقاء ثم ابرام العقد مع المحترف الأجنبي للعب لديها. وبما ان أنديتنا تفتقد للمعلومة لذا تحاول ايجادها من مصادر متعددة يغلب عليها الطابع التجاري مما يجعلها تقع ضحية لعدم مصداقية مكاتب التعاقدات التي تهدف إلى الربح المادي متجاهلة خدمات ما بعد التعاقد التي تحرص على استمرار العميل، لهذا السبب تواجد في الملاعب السعودية لاعبون محترفون أقل ما يمكن أن يقال عنهم ان كلمة ) محترف( كبيرة بحق تلك العينة.
وفي غمرة البحث عن اللاعب الأجنبي هذه الأيام يتردد سؤال أكثر إلحاحاً عن ما هية الجهة المختصة بوضع المعايير التي يمكن الاعتماد عليها في انتقاء المحترف ثم اتخاذ القرار الصائب بالتعاقد معه اضافة إلى حفظ حق النادي القانوني في حالة اخلال مكتب التعاقد بهذه المعايير أو المواصفات التي تم الاتفاق عليها مع النادي. إلى متى يستمر العمل من منطلق الخبرة؟!! آن الوقت لايجاد )آلية مقننة( يتم من خلالها انهاء اجراءات التعاقد مع اللاعب الأجنبي بما يحفظ حق النادي المشروع في حالة عدم صلاحية اللاعب.
وحسب معلوماتي المتواضعة في هذا المجال فإن الأندية السعودية قد أجرت أكثر من )400( حالة تعاقد، تعد الناجحة منها على أصابع اليد الواحدة، لهذا يطفو على السطح الرياضي سؤال حول «أساليب ووسائل حفظ المعلومات» واستثمارها المستقبلي والاستفادة منها مستقبلاً، باشارة أخرى أين مركز المعلومات المتخصص في هذا المجال؟!!! أين الخبرة المتراكمة منذ بدأ التعاقد وحتى الآن وما مدى استغلالها؟ هل نجد أرشيفاً مهتماً بهذا الكم من المعلومات؟ كم تستغرق عملية البحث في حالة وجوده؟! وأخيراً ما هي درجة حداثة المعلومة إن وجدت؟ هذا هو سبب استمرار مكاتب التعاقد في استغلال الأندية السعودية انه باختصار غياب المعلومة.
أطلق على الألفية الثانية )عصر الثورة الصناعية( أما الألفية الثالثة فهي )عصر ثورة المعلومات( بسبب تعدد وسائط نقل المعلومات التي تصب في مصلحة المستفيد وتتيح الحصول على المعلومة التي يبحث عنها بأسرع وقت ممكن وبكل يسر وسهولة اضافة إلى تمتع المعلومة بدرجة عالية من الحداثة تضمن للمتلقي مستوى معرفياً يصبح معه قادراً على تقليص احتمالية المخاطرة أثناء عملية اتخاذ القرار إلى أقل مستوى ممكن لأن المعلومات المتكاملة والحديثة هي من تمنح متخذ القرار بعد النظر المعتمد على نوعية وكمية المعلومات المتوفرة لديه.
لقد أصبحت شبكة الانترنت من أفضل وسائل جمع المعلومات خاصة في مجال البحث عن اللاعب الأجنبي فمواقع الأندية والاتحادات العالمية تزخر بكم هائل من المعلومات عن مختلف اللاعبين، لكن ما مدى الاستفادة من الشبكة كأحد مصادر المعلومات؟ وما هي قدرة مسؤولي الاحتراف في الأندية على التعامل التقني مع الانترنت واستخلاص المعلومات التي تتطلبها عملية التحضير للتعاقد من بيانات واحصاءات وصولاً إلى توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات لمتخذي القرار لتكوين خلفية يستطيع من خلالها صاحب القرار مقارنة ما يتوفر لديه من معلومات مع ما يقدم له من مكاتب التعاقدات بحثا عن صحة وصدق المعلومة.
كل ما سبق يقودنا إلى محاولة التعرف على دور لجنة الاحتراف في ايجاد مركز معلومات متخصص يصبح مرجعاً للأندية السعودية قبل اتمام عملية التعاقد ورافداً لها أثناء انهاء اجراءات الاختيار. متى تتحول لجنة الاحتراف من أداء الدور التقليدي إلى العمل بأسلوب عصري يقدم المعلومة الحديثة والمفيدة علاوة على الاستشارة الفنية والقانونية في نظامية التعاقد مع اللاعبين المحترفين الأجانب عموماً - علماً بأن الرأي الاستشاري غير ملزم لطالب الاستشارة - إن على لجنة الاحتراف أن تتحمل مسؤولية الارتقاء بمستوى الوعي الإداري والقانوني في مجال التعاقد مع الأجانب لدى مسؤولي الاحتراف في مختلف الأندية السعودية.
إن احداث مركز معلومات متخصص في شؤون احتراف اللاعبين الأجانب في لجنة الاحتراف ليس بالصعوبة التي قد يتصورها البعض، كل ما يحتاجه انشاء المركز هو البدء من حيث انتهى الآخرون وهو الانطلاق من الاعتماد على تقنيات المعلومات الحديثة في تكوين المركز باستخدام أساليب الجمع أو البحث أو الاسترجاع من قواعد البيانات المتوفرة على شبكة الانترنت لهذا تحتاج لجنة الاحتراف إلى موقع على شبكة الانترنت يمنحها امكانية توفير الربط وتنويع الروابط مع مواقع الاتحادات والأندية العربية والقارية والعالمية، في محاولة لاستبدال التعامل الورقي في معاملات الاحتراف كخطوة مستقبلية.
lightarticle@yahoo.com
|
|
|
|
|