| الاخيــرة
من رحمة المولى سبحانه بالبشرية تغير فصول السنة، فلو كانت السنة كلها فصلا واحدا سرمديا لدب السأم الى النفوس والملل من الحياة، ولزادت معاناة الانسان من البرد القارس أو الحر اللافح، ولكن تقلب الفصول يزيد في بريق الشوق الى الحياة، فيتكيف الانسان مع الظروف المناخية حسب كل فصل، ويهيىء نفسه للتعايش معها، ويبحث عن ايجابيات التغير الفصلي، ويستفيد منها.
ولقد توفرت لكثير من أهل هذه البلاد الامكانيات المادية التي ساعدتهم على التنقل في فصل الصيف، ليس في داخل بلادنا المترامية الأطراف فحسب، وإنما الى مناطق وبلدان مختلفة، منها الاسلامية ومنها غير ذلك، وهي فرصة مواتية لمن أراد استثمارها في مجال الدعوة الى الله، والتعريف بما يتصف به ديننا القويم من سمو الأخلاق ورقي المعاملة وهو أمر يسير على من وفقه الله، وأقوى ما يجسد ذلك التحلي بالخلق الاسلامي والتعامل بروحه الايمانية الصادقة.
إن ما وصلت إليه المرأة السعودية من آفاق معرفية وثقافة عالية، وهي متمسكة بتعاليم دينها متلفحة بوشاح عفتها ورداء كرامتها، يجعلها الأقدر على ايصال رسالة الخلاص للمرأة الغربية الغارقة في وحل الانحلال الأخلاقي، وذلك بالالتزام بالحجاب الشرعي عند السفر الى تلك البلاد، والشعور بالفخر والاعتزاز بلبس تاج الحشمة، وعدم الالتفات الى الانهزاميين الداعين الى التقليد الغربي، والزاعمين ان الاحتشام في تلك المجتمعات مدعاة للسخرية وجذب أنظار الفضول والاستهزاء، بل إن الاحتشام وسام شرف لا يناله إلا المسلمة المحجبة، تبرهن به دائما على أنها الأجدر بالاحترام، والأقدر على تحدي مغريات الانحدار، فمن يعتلي القمم لا ينظر الى من يعيش بين الحفر.
فكوني أيتها المسلمة السعودية كما عهدناك دائما، قائدة لمسيرة العفاف، وزعيمة لدعاة الاحتشام، تحملين مشعل الفضيلة، لتنيري به طريق الهدى، للرقي بمفهوم الحرية الى ان المرأة انسان له قلب وعقل وكيان، وليس جسدا يعرض في سوق النخاسة.
aljazirah@hotmail.com
|
|
|
|
|