| الاقتصادية
أتحاشى كثيرا ان استشهد بتجاربي او تجارب من تربطني به معرفة عند الكتابة وذلك خشية ان يجرني ذلك للحديث عن امور شخصية لا تخدم القارىء ولا تهمه ولكن قد اجد لنفسي شفيعا حينما اشعر ان بعض التجارب والمواقف التي تمر بي هي نفسها التي تمر بغيري وبالتالي لا حرج عند الحديث عنها، ومن هذه المواقف ما حدث لأحد الاصدقاء الذي اخذ ابنه الاكبر البالغ من العمر خمس سنوات لمشاهدة عرض مقدم من احد المحلات التجارية بمناسبة بدء المهرجان الصيفي لذلك المحل كان العرض عبارة عن تقديم عينة لاكبر حجم استطاع ذلك المحل ان يصنعه لمنتج ما وكانت المفاجأة حينما علق الابن الصغير على ذلك العرض باندهاش قائلا: «يكذبون علينا مهوب كبير بس ملصقينه مع بعض» واردف بعد ان ألح على والده بالانصراف «ليش يكذبون علينا في التلفزيون» وهو يعني هنا الاعلان الذي سبق المناسبة،
ان المختصين في التسويق اذا كانوا يؤكدون في كتبهم ومحاضراتهم وبحوثهم اهمية ان يكون الاعلان جذابا وشيقا وملفتا للانتباه فإنهم يؤكدون في نفس الكتب والمحاضرات والبحوث اهمية خدمة العميل واحترامه والتعامل معه بمصداقية، ومن هنا يأتي الخلط لدى بعض الشركات التي بفضل بعض ادارييها ووكالات الاعلان لديها تأخذ جزءا من المعادلة وتترك الجزء الآخر دون ان تشعر انها في النهاية قد تخسر المعادلة كلها،
إن التعامل مع المستهلك )بلغة البرنس( او الملتقى )بلغة الاعلام( ليس بالامر الهين كما يتوقع البعض اذ بالامكان ان تنطلي عليه الحيلة مرة او تطوف عليه الرسالة الاعلانية بطريقة ما ولكنه في الاخير اقدر ممن يقف خلف تلك الرسالة او وكالتها الاعلانية من ربط الاحداث مع بعضها وبالتالي القدرة على اكتشاف الحقيقة كاملة،
ان بعض الشركات تخطىء حينما ترى انها اكثر ذكاء من عملائها وتنطلق في تعاملها معهم من هذا المنطلق معتمدة في ذلك على نجاحها قصير الاجل دون ان تدرك ان الاهم هو الاستمرار والبقاء والنجاح في المستقبل البعيد وهذا لن يحصل ما لم يكن هناك احترام للآخر وتقدير له وعدم استغلاله او استغفاله واعطاؤه الحقيقة كاملة دون تقصير او تشويه وهذا لا يعني ألا يكون الاعلان شيقا ومشوقا ولكن المهم ألا ينطوي على امور غير صادقة يكتشفها المستهلك مباشرة عندما يتعامل مع هذا المنتج او ذاك لأنه في النهاية لن يغلق جهاز التلفاز الذي يبث ذلك الاعلان ولن يطوي الصحيفة التي تنشره ولكنه سيطوي علاقته بذلك المنتج او تلك الشركة لأنه لا يريد ان يكذب احد عليه حتى لو كان ذلك في الاعلان،
kathiri @ zajoul، com
|
|
|
|
|