| الثقافية
* الدمام- محمد بن عبدالله السيف:
في ليلة عرسٍ شرقي، فاض فيها الحب وعانق أمواج البحر، كرَّمت جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشيخ الرائد عبدالكريم الجهيمان، تقديراً لمساهماته وعطاءاته الفكرية خلال مسيرة تسعين عاماً قضاها الجهيمان مجاهداً في ساحة الحرف والكلمة، وقد وقف الشيخ الجهيمان في ليلة الوفاء والتكريم مشدوهاً أمام الساحل الشرقي، وهو يسترجع ذكرياته وما أحاط بها من آمال وآلام، وقد بادله الساحل الشرقي محض الذكريات تلك واسترجاعها، إذ تذكرا عملاً فكرياً وطنياً كان الجهيمان رائده ومنشئه، ذلك هو «صحيفة أخبار الظهران» التي أصدرها الأديب الرائد قبل خمسين عاماً، كأول صحيفة في المنطقة الشرقية، حبَّرها الجهيمان آنذاك بمداد من محاجره، فجاءت أوراقاً وطنية مخلصة، تنم عن وعي سابق لأوانه، وعن همةٍ فكرية عالية حملها بين جوانح جسده النحيل، لذلك لم يكن غريباً أن تطغى مشاعر الحب وتفيض من قبل المشاركين والمشاركات في حفلة جمعية الثقافة والفنون بالدمام وأن يتبارى المحاضرون والمحاضرات بتذكير الجمع الحاشد بما كان للجهيمان من أعمال فكرية مهمة.
قدَّم للحفل د. أمل الطعيمي ود. مبارك الخالد وأجادا من خلال تناولهما لمسيرة الجهيمان الفكرية، ثم تناوب الأساتذة التالية أسماؤهم في طرح أوراقهم التي اغترفوها من بحر الجهيمان وهم: عبدالعزيز السنيد، اسحاق الشيخ يعقوب، سلطان البازعي، علي الدميني، شريفة الشملان، مريم بوبشيت، محمد القشعمي، محمد سعيد طيب، علي باقر العوامي وغيرهم، وتحدثوا جميعهم عن أبرز أعمال الجهيمان الفكرية التي من أهمها ضلوعه وقيامه بعملية توثيق وتحقيق وتنقيح ثقافتنا الشعبية بأمثالها العامية وأساطيرها الشعبية، من خلال أعماله التي جاءت في أسفارٍ نفيسة، وأكدوا على أنه الأديب السعودي الأول الذي توجه بأدبه وفكره إلى الطفل السعودي، وكانت له مساهماته في المسرح، وكتب في أدب الرحلات فأبدع، وكتب في النقد الاجتماعي في وقتٍ مبكر من نشأة الصحافة في هذه البلاد فأجاد وكان الناقد الأول لكثيرٍ من الظواهر الاجتماعية في المجتمع.
لقطات من الحفل:
كان للتقدير الكبير والإشادة بدور المرأة السعودية من قبل الشيخ الجهيمان أن أشعل القاعة، إذ انبرى الدكتور علي العبدالقادر يشيد بهذا التقدير من قبل الجهيمان ويشكر لجمعية الدمام اهتمامها بالمرأة وفسح المجال لها للمشاركة والمحاورة والمداخلة، وألقى باللائمة على الأندية الأدبية التي لاتزال تهمش من دور المرأة الثقافي، وخص بالذكر النادي الأدبي بالدمام!! الأمر الذي جعل الأستاذ عبدالرحمن العبيد يتصدى للدفاع مبرراً عدم مشاركة المرأة بالأندية الأدبية برؤية لم تلق استحسان الجمهور من السيدات والسادة!!
أيدت الأستاذة شريفة الشملان رأي المتحاورين والمتحاورات بضرورة إطلاق اسم الشيخ الجهيمان على أحد شوارع الدمام!! معللة ذلك بأنه طالما هناك شوارع تحمل أسماء) عشرة، عشرين( فلماذا لاتسمى بأسماء الرواد؟! والجهيمان على رأسهم.
وفي نهاية الأمسية التي امتدت الى منتصف الليل قدمت مجموعة من الدروع والشهادات لعدد من المؤسسات الثقافية كفروع الجمعية والأندية الأدبية، وإذ تشكر هذه المؤسسات الثقافية على احتفائيتها بالشيخ الجهيمان فالشكر موصول لمعهد العالمية للحاسب والتقنية ممثلاً بمديره الأستاذ بدر العثمان الناصر الذي تجاوز دوره التعليمي التدريبي إلى المساهمة الاجتماعية في تكريم الرواد والاحتفاء بهم.
نجح مدير الجمعية بالدمام الأستاذ صالح أبو حنية وزملاؤه في تقديم أمسية شرقية ساحلية، تألق فيها أبو سهيل وأعادت له حيويته ونشاطه.
قام وفد الرياض بزيارة صحيفة اليوم في مبناها الجديد، الذي أفتتح مؤخراً، وشيد على طراز معماري حديث، وتجول الوفد في المبنى يرافقهم نائب رئيس التحرير عتيق الخماس ووقفوا على أعمال الطباعة والتحرير والإعداد، وسرَّهم ما رأوا في هذه المؤسسة الثقافية.
أقام الكاتب الصحافي الأستاذ نجيب الخنيزي حفل غداء تكريماً للشيخ عبدالكريم الجهيمان ورفاقه، وذلك تحت ظلال النخيل الوارفة، في إحدى مزارع جزيرة تاروت.
تحوَّل بهو فندق الدمام شيراتون إلى قاعة ثقافية تبارى فيها المثقفون وتجادلوا وتطارحوا فيها الآراء والأفكار، وكانت فرصة جمعت القادمين من الرياض كالشيخ الجهيمان وأ.د. متروك الفالح وسلطان البازعي والقشعمي وعلي بافقيه وأحمد الدويحي وناصر الحميدي بالمثقفين القادمين من مناطق مختلفة كسعود الجراد مدير الجمعية بحائل وعبدالرحمن الدرعان من الجوف وغيرهما، إضافة إلى مثقفي وفناني الدمام والقطيف.
كان للمعرض التشكيلي في بهو الفندق والذي أقامته الفنانة التشكيلية/ بدرية الناصر وزميلاتها أن عزز من أحاديث وقضايا الفن التشكيلي لدى المتحاورين في ردهات الفندق، الذين تجولوا في المعرض ووقفوا إعجاباً أمام لوحة «شموخ الاخضرار» للفنانة شيهانة!!.
|
|
|
|
|