| مقـالات
عواطفنا تقودنا الى ما لا نريد.. وعواطفنا تصيب الانتاج في العمل في قلبه.. وعواطفنا تكبر الصغير وتقلل من قيمة الانسان الفعال.. نحن عاطفيون. وقد يكون الشاب طويلا وعريضا.. ولأسرته سمعة رنانة فنقبله في مراحله الدراسية الأخيرة ثم يتخرج ولا يفيد.. والموظف تغلبنا عواطفنا ونضعه في العمل الحساس، والذي له علاقة بالجمهور.. فيضيع العمل ويضيع الجمهور.
ان البناء الاجتماعي يتطلب التوازن.. بين القدرات العاملة وما يراد منها.. وما يريده المجتمع نفسه، ووضع اللبنة في الحائط ليكون قويا ومستقيما يتطلب ألا تشذ هذه اللبنة عن أخواتها لا من حيث الطول ولا من حيث العرض ولا من حيث القوة والسبك والذي يعلم التلاميذ وهم أكثر منه فهما.. كيف يرجى منه العطاء؟ والذي يوضع فوق مكتب حكومي لكي يخدم الناس في معاملاتهم اليومية كيف يرجى منه النجاح وتفكيره محدود، وفهمه للعمل صفر، ونفسيته مغلقة، وأعصابه مشدودة؟
وهناك قيادات مهمة اذا كانت مثالية فإنها تستطيع إيجاد المثالية في الجهاز كله، ولا يخلو بناؤنا الاجتماعي من عمليين فعالين ولذلك نجد من يشتمهم ويتكلم فيهم بغير الواقع لانهم كسروا القاعدة.. وتصرفوا بغير عاطفة.. وكل شيء تدخله العاطفة فإنه يولد خُرّاجا ولا تنفع معه المطببات ليتنا نتخذ قرارا واحدا حتى لو كان في بداياته صعب الهضم لكي تصلح جوانب كثيرة من حياتنا.. وهذا القرار.. هو وضع الشيء في محله. إن لدينا الآن أجيالا تتسابق لملء الوظيفة.. فيجب ان يعرف هؤلاء وغيرهم ممن يستحق الوظيفة ان العمل أمانة، وان له وسائل وعوامل ذات مقاسات تتناسب وهذا العمل لكي يحقق ما يراد منه، ويفيد الناس جميعا، لأن الله يرى عملنا وسيحاسبنا عليه.. والمال الذي نتقاضاه من الدولة أو من غيرها بسبب القيام بهذا العمل لا يزكو الا اذا زكا الاسلوب في الأداء للعمل ولا يطيب المطعم ولا الملبس الا اذا طاب الاسلوب في العمل أيضا ومن أسباب الاستجابة في الدعاء طيب المطعم وطيب الملبس وكل ما ينتفع منه الانسان بواسطة العمل قال تعالى: )والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً(.
|
|
|
|
|