| تحقيقات
* تحقيق: فهد العايد
في هذا الزمن المتغير حيث «طغت» المادة على جوانب حياة الانسان وأصبح هذا الانسان المسكين «يبحث» عن نفسه داخل نفسه!!
وعلى الرغم من ان التطور والتكنولوجيا خدمتا هذا الانسان وأصبح الأفراد يعيشون في «مساحة» صغيرة ومتقاربة وأصبحت المسافة بين الشرق والغرب لا تتعدى )ست ساعات( إلا أنه دفع ضريبة لذلك فأصبحت الأسرة تعيش في )مكان( واحد وبالمقابل تباعدت المسافة بين أفرادها وجدانيا وعاطفياً وفكرياً ومن هنا أطلق على هذا العصر عصر القلق والاكتئاب، وما يزال هذا الانسان يلهث ويركض خلف المادة ونسي «نفسه» وأهله في الخلف! وكان بحق بحاجة إلى موجه ومرشد وناصح لعله يساعد في اللحاق مرة أخرى بنفسه!
نعم نحن بحاجة إلى من يرشدنا ويوجهنا فمن منا ليس بحاجة إلى من يوجهه ويرشده ويدله على الطريق إن أخطأ السير؟ من منا ليس بحاجة إلى من يساعده على الاختيار المناسب في ظل «تعدد» وكثرة الاختيارات؟.
وما قامت به وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في البدء بالعمل بفكرة «وحدة الارشاد الاجتماعي» هي خطوة ونقلة كبيرة في تجسيد المهمة الأساسية لهذه الوزارة وتعد عملاً انسانياً ودينياً يحسب للقائمين عليه.
«الجزيرة» ودعماً لهذه الفكرة زات هذه الوحدة واستضافت في البداية الشيخ منصور بن صالح العمري مدير عام الإدارة العامة لرعاية الأيتام بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمشرف على هذه الوحدة ليلقى مزيداً من الضوء على هذا المشروع الاجتماعي:
حيث قال الشيخ العمري عن هذه الوحدة انها وحدة اجتماعية تعنى بتقديم الخدمة الارشادية لافراد المجتمع الذين يعانون من مشكلات تعذر عليهم تجاوزها وذلك من خلال ارشادهم )هاتفياً( إلى أفضل الحلول الممكنة بواسطة مرشدين مؤهلين.
وتهدف هذه الفكرة أو الوحدة إلى تفعيل دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية «الوقائي» و«الارشادي» ولتحقيق مبدأ التكامل الاجتماعي ومبدأ التآخي والتعاون على البر والتقوى.
مهام متعددة
* ما هي أبرز مهام الوحدة؟
مهام الوحدة متعددة ومتنوعة لعل أبرزها تأصيل مهنة الخدمة الاجتماعية في المجتمع السعودي لاسيما وأنه مجتمع مسلم يجمع بين الأصالة والتحضر.
محاولة التعامل مع المشكلات في «مهدها» بدايتها قبل استفحالها واحتياجها إلى التدخل المؤسسي.
إجراء الدراسات الاجتماعية المتخصصة لتشخيص واقع المجتمع السعودي من خلال ما تتلقاه الوحدة من المتعاملين معها دعماً لخطط الوحدة.
* فضيلة الشيخ من هم الفئات المستفيدة من الوحدة الارشادية؟
ان أفراد المجتمع جميعهم يستفيدون من هذه الوحدة فكل انسان بحاجة إلى ارشاد واستشارة في شتى جوانب حياته إلا أن بعض الفئات بحاجة أكثر من غيرها لعل أبرزها:
الأسر المعرضة للتفكك بأشكاله المختلفة.
الأرامل والمطلقات اللاتي لا يستطعن السيطرة على ابنائهن.
الآباء الذين يفتقدون إلى الآلية المناسبة لتوجيه أبنائهم.
المتزوجون الجدد وذلك لارشادهم إلى ما يعين على تجنب الوقوع في المشكلات الزوجية.
الاطفال والفتيات والفتيان المعرضون للايذاء.
أسر السجناء ومساعدتهم في تجاوز المصاعب في ظل غياب العائل.
أسر وأقارب المتعاطين للمخدرات أو مدمني المسكرات.
الطلاب المتسربون دراسياً نتيجة ظروف اجتماعية.
متخصصون في مختلف المجالات
*كيف يتم تقديم المساعدة وهل هناك تدخل مباشر من قبل الوحدة لحل المشكلات؟
نحن نقوم فقط بالتوجيه والارشاد وذلك بواسطة الاتصال على الهاتف المجاني المخصص للوحدة وهو 8001245005 والذي يتسع لستة خطوط حيث يوجد بالوحدة العديد من المتخصصين سواء النفسيين أو الاجتماعيين أو الشرعيين أو القانونيين وبناء على نوع المشكلة يتم تحويلها إلى المتخصص فمثلاً عندما يتصل شخص يعاني من مشكلة نفسية يحول إلى أخصائي نفسي وعندما يتصل شخص يعاني من مشكلة شرعية يحول إلى الأخصائي الشرعي وهكذا.
وعملنا في الوحدة «فقط» توجيه وارشاد ومساعدة.
علماً أن فترة عمل الوحدة يومياً ما عدا الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة مساء.
5700 مكالمة
* مضى عشرة أيام على بدء العمل بالوحدة كيف كان التفاعل وما هي أكثر المشكلات التي تلقتها الوحدة؟
حقيقة وجدنا تفاعلاً منقطع النظير فخلال عشرة أيام كان عدد المكالمات المرصودة حوالي 5700 مكالمة وهذا عدد كبير إذا ما علمنا أن عدد عملنا هو 3 ساعات يومياً علاوة على أن هذا الرقم هو المرصود فقط في ساعات الدوام فما بالك بالأوقات الأخرى ومعدل الاجابة هو «60» مكالمة في اليوم.
وحول أكثر المشكلات التي تقليناها فقد كانت:
الخلافات الزوجية وخلاف أحد الأبوين مع أحد الأبناء وخلاف بين الأولاد أنفسهم كذلك الاستشارات الزوجية وبعض المتصلين يبدأ اتصاله بالبكاء نتيجة ما كان يكتمه داخل نفسه وعندما يبدأ بعرض مشكلته ويحول إلى المختص ويجد منه التوجيه والارشاد يبدأ بالتفاعل مع مشكلته نجده ولله الحمد يختم اتصاله بالشكر والدعاء.
السرية أولاً
* ماذا بشأن «الخصوصية» هل يطلب من المتصل معلومات شخصية أم ماذا؟
أحب أن أطمئن الجميع بأن أساس عمل الوحدة هو السرية التامة ونحن لا نسأل المتصل عن اسمه أو عمره لأنه لا يهمنا بالدرجة الأولى ربما نسأل عن المدينة فقط لاجل مساعدته في الوصول إلى المساعدة عن طريق معرفتنا بالمدينة وبالتالي ارشاده ومساعدته بالذهاب إلى المكان الذي نرى أنه سيجد المساعدة من خلاله ناهيك عن أنه أي المتصل لا نسأله عن معلومات أخرى لتزداد العملية السرية وحتى لا يجد حرجاً ولو بنسبة ضئيلة.
نوجه ونرشد
* كيف تتم المساعدة الفعلية وما هي الآلية التي تتبعونها في المساعدة؟
ينحصر دورنا في التوجيه والارشاد ويدخل ضمن التوجيه مساعدة المتصل في الوصول للجهات التي من الممكن أن تساعده فنحن أيضاً حلقة وصل بين المتصل وبين الجهة المعنية في المساعد على سبيل المثال عندما تتصل امرأة )أرملة( وعندها أطفال وتعاني من ضائقة مالية وربما لا تعرف عن الآلية التي بواسطتها تحصل على المساعدة فإننا نقوم بالرفع من معنوياتها والتهوين عليها ونوجها لأقرب جمعية أو مركز خيري واعطائها الخطوات التي يجب أن تتبعها للحصول على المساعدة وارسالها للمركز أو الجمعية الخيرية التي تكون تابعة لها.
إذا اتصل شخص ما وأوضح أنه يعاني من مشكلة «تعاطي» أحد أنواع المسكرات أو المخدرات ويريد المساعدة في هذا الشأن فإننا نحوله إلى متخصص في هذا المجال وكذلك مساعدته في العلاج عن طريق اقناعه بالذهاب إلى مستشفى الأمل بالرياض وايضاح الصورة الحقيقية لهذا المستشفى وطمأنته بأنه لن يقع تحت طائلة العقوبات.
لقاءات مع أعضاء اللجنة
كذلك كان لنا لقاءات مع بعض أعضاء اللجنة الاستشارية لأخذ آرائهم وانطباعاتهم عن الوحدة الارشادية الاجتماعية..
حيث تحدث فضيلة الشيخ محمد المشوح فقال:
انها لفكرة عظيمة ورائدة وأعتقد ان وزارة العمل ممثلة بالوزير والعاملين في الوزارة قد أحسنوا فعلاً بهذا العمل لأن أفراد المجتمع بحاجة إلى من يقف معهم ويوجههم في ظل الأزمات الفكرية والتنوع الثقافي الذي يواجه الأفراد لا سيما وان النصح والتوجيه يعتبران أمرين شرعيين وأخلاقيين وأتمنى أن يوفق الله العاملين بهذه الوحدة الارشادية إلى كل خير وسداد.أما الشيخ عوض الجميلي فقال: انها لفكرة رائعة ومميزة وتعتبر في بدايتها وربما ما يميزها انها وحدة ارشادية اجتماعية متخصصة كل مجال فيه المتخصصون، ففي المجال الشرعي هنالك شرعيون وفي المجال الاجتماعي هنالك اجتماعيون وفي المجال النفسي هنالك نفسيون وهكذا وهذا مما يضفي عليها ميزة قوية ويعطيها قوة وشمولية..
أسماء أعضاء اللجنة:
الدكتور يوسف عبدالغني، الدكتور عبدالله بن
صالح الغصن، الأستاذ محمد سليمان المفدى، الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، الشيخ محمد المشوح، الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، الدكتور عبدالله ناصر العمري، الشيخ محمد عبدالله الدويش، الدكتور محمد السيف، الدكتور عبيد العمري، الدكتور خالد بن عبدالغفار كلنتن، الدكتور عبدالله البداح، الدكتور عبدالإله بن سعيد، الدكتور عبدالله بن سعد الجاسر، الدكتور زيد الزيد، الدكتور عمر المديفر، الدكتور حميد الشايجي، الأستاذ ابراهيم عبدالله الزامل، الشيخ خالد الشايع، الدكتور طلعت بن حمزة الوزنة، الدكتور ابراهيم بن مبارك الجوير، الدكتور صالح بن عبدالعزيز الغليقة
|
|
|
|
|