أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th June,2001 العدد:10491الطبعةالاولـي الثلاثاء 27 ,ربيع الاول 1422

الريـاضيـة

حزمة ضوء
كابوس رسالة مملة
خالد الطويل
**** يبدأ مقدّم الرسالة الرياضية التلفزيونية أسئلته محاطاً بكاميرا وبلاعب من الفريق الفائز وبعشرة رؤوس )لملاقيف( علموا أن هناك تصويراً يتم.
يستهل المقدم رسالته قائلاً: الحمد لله على السلامة.


يرد عليه اللاعب : الله يسلمك.
يسأله المذيع: وش اصابتك؟؟
يرد اللاعب بسرعة: بسيطة إن شاء الله.

يعود المقدم ويسأل بعد اشارة من المعد الذي كان يراقب المذيع كظله: يعني بتلعب المباراة الجاية؟؟
يستغرب اللاعب السؤال ويرد وهو يهم بالابتعاد وعلامات الغضب تعتليه قائلاً: أسأل طبيب الفريق!!
تنتهي اللقطة.
المقطع الثاني يبدأ فيه مقدم الرسالة المسكين سؤاله للاعب آخر قائلاً:
)وش( رأيك في الفوز؟؟
يستغرب اللاعب هذا السؤال ويرد بسرعة: يعني )وش( تتوقع رأيي، تعتقد أني زعلان؟؟
يصاب معد ومقدم الرسالة بالدهشة من طريقة رد اللاعب ، يلتقط المذيع زمام الحديث موضحاً وهو يبتسم: لا تفهمني غلط، قصدي )وش( رأيك في فوزكم اليوم؟؟
يصاب اللاعب بثورة خفيفة ويرد بغضب قائلاً: أكيد انت وهالمعد ما تفهمون، أكيد أنا مبسوط حتى لو فزنا على نادي أرطاوي الرقاص، وبالمناسبة هالأسئلة من عندك؟؟
يتلعثم المقدم فالرسالة أكبر من امكانياته ويجيب وهو يبتسم مرة أخرى: في الحقيقة هذي أسئلة المعد وأنا بس أسأل.
تنتهي اللقطة.
المقطع الثالث وفيه يسأل مقدم الرسالة أحد الجماهير تم اختياره )بعناية( من قبل معد الرسالة قائلاً: وش رأيك في الفوز؟؟
يرد صديق المعد بمحاضرة طويلة عن الفوز وأهمية الفوز وان هذا الفوز جاء فائزاً وان من يفوز الآن سيفوز دائماً وان من يفوز دائماً يفوز أبداً وان هذا الفوز هو على كل المنافسين وأن.. وأن..
يتدخل مقدم الرسالة المغلوب على أمره بسرعة بعد أن خشي أن يفلت زمامها من يده )رغم اصرار المعد أن يكمل صديقه حديثه( صارخاً بصوت مسموع: لو سمحت لا تتكلم في مواضيع ما لها علاقة بالرسالة الرياضية!!
تنتهي اللقطة.
تنتهي مقاطع الرسالة الرياضية التلفزيونية المملة، والتي يبدو أن معدها لا يدرك أنها تبث فضائياً ليراها كل العالم بمقابلة أجريت مع أحد جماهير الفريق الفائز، ويتكرر هنا نفس السؤال الممل الذي اختاره معد الرسالة بعناية: ما هو رأيك في الفوز؟
يرد المشجع بحماس قائلاً: شفت وشلون كسّرنا روسهم اليوم!!
يزيد سرور المعد وفرحه بهذه الاجابة فقد وجد من يماثله في مستوى اللغة والتفكير ويعطي اشارة سريعة إلى مقدم الرسالة المسكين بالاستمرار في الحوار مع المشجع المتحمس.
يكمل المذيع المغلوب على أمره حديثه مع المشجع قائلاً: شفت وشلون كلوها على روسهم!!
يعود إلى المشجع المتحمس بعض وعيه ويلاحظ غرابة الحديث، فيصرخ بخبث مبتسماً وهو يبتعد عن الكاميرا قائلاً: انت وهالمعد المفروض تمسكون طبول وطيران معنا في المدرجات بدال هالميكروفون!!
يدخل المعد لحظتها إلى الحوار ويصرخ للمصور قائلاً )ستوب(!!
تنتهي الرسالة الرياضية التلفزيونية التي تعد وتقدم دون حد أدنى من المهنية الإعلامية التي يفترض بها مخاطبة المشاهدين بشكل واع وحضاري يزيد من معارفهم وينمي مداركهم، بحركة لا إرادية حدقت فيها بعيني على الشاشة ثم لمست إذني ثم تساءلت: هل يملك هذا المعد محطة تلفزيونية خاصة وقعت عليها بالصدفة؟؟

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved