| الريـاضيـة
لي زميل دراسة.. ما له في الرياضة لا رغبة ولا انتماء ولا حتى ممارسة التقيت به مؤخراً في إحدى المناسبات الاجتماعية ومنذ الوهلة الأولى لمقابلتي له بادرته بسؤال - قديم - كان زملاء الدراسة «آنذاك» يتلذذون لسماع الإجابة منه.. خاصة وهو يملك نبرة صوتية - ما أروعها - كصوت بلبل طائر يشدو بأعذب الألحان.
* ماهي أخبار حصة التربية الرياضية معاك؟
- ممتاز.. ممتاز وبدرجة مية من مية
ولعل هذه الدرجة التفوقية دراسياً.. والفوقية علمياً قد لايتحصل عليها أي طالب دراسي.. مالم تكن لديه الموهبة الخلاقة كحاسة إبداعية أو - على الأقل - الرغبة الجامحة في ترسيخها ذهنياً كهواية ذاتية.
غير أن زميلنا «الممتاز» تحصل عليها على الرغم من أنه لم يرتد زياً رياضياً.. أو حتى أنه يتذكر يوماً أنه ركل فيه الكرة! سواء على مستوى المدرسة أو حتى الحارة.
دار بيننا الكثير عن الذكريات الشيقة ذات العلاقة بالطفولة والبراءة ويواصل الزميل ذكرياته ليتوقف عند حادثة كانت تمثل بالنسبة له.. موقفاً لا ينسى خاصة عندما يرسله معلم التربية الرياضية لمدير المدرسة بسبب عدم جلبه للزي الرياضي.. وعصا المدير تنهال على جسمه «السمين» ضرباً مع كلمات التهديد والوعيد ان كررها في المرات القادمة. وعلى هذا المنوال حتى نهاية المرحلة الدراسية.
وبينما نحن كذلك نتبادل الأحاديث.. سارع أحد الحضور في توجيه سؤال «القنبلة» ولكنه بالتأكيد لايحمل في طياته عناقيد من الغضب وإنما جاء سؤاله تداعياً وبصدر رحب.. محاولا من خلاله تفسير ذلك - السر الخفي - من جراء عدم الاهتمام بهذه المادة من قبل الجهات ذات العلاقة المباشرة بالتعليم؟! وذلك باعداد موجهين وآخرين مشرفين رياضيين.. كباقي المواد الدراسية الأخرى.
- على الأقل - كرفيقة دربها «التربية الفنية» التي تحظى باهتمام تعليمي كبير بالموجهين والمشرفين وآخر ما يصرف لأجل «ألوانها» من دعم معنوي يتمثل في صالات عرض ومسارح.. وندوات فنية ومعارض حضارية.. فضلاً عن الحضور المميز لها في ختام كل نشاط من قبل رجالات التعليم.. ومن لهم علاقة وتواصل بهذا الفن الجميل!
أما شخصي البسيط.. فإنني أقف متأملاً فيما قاله زميلي «الممتاز» أو الآخر «القنبلة» من حيث التأكيد أو النفي غير أن طموحي الكبير والذي لا أخاله هو الأمنية نحو رقي رياضتنا المدرسية مستقبلاً خاصة نحن لدينا رجالات كرام في اتحاداتنا الرياضية من رئاسة وأعضاء ينتمون للسلك التعليمي وتجدد الأمنيات أن تكون البداية عبر بوابات المعسكرات والمراكز الصيفية التي هي الأخرى على الأبواب أيضاً.
كلنا في الهم شرق
توقفت كثيراً أثناء اطلاعي على تحقيق صحفي تم نشره بالزميلة «الوطن» مؤخراً تحت عنوان «الفرق السعودية تدفع ثمن درس الجغرافيا الآسيوي» وكم كانت فكرة التحقيق رائعة من حيث المبدأ الذي يؤكد «تخبط» الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي بالتأكيد لم يكن وليد اللحظة كما أشارت «الزميلة» بل سبقه تاريخ حافل بمواقفه الغريبة ضد كل ما هو من غرب القارة لحساب شرقها.. وعلى وجه التحديد الرياضة السعودية أقول.. رصدت «الوطن» توثيقاً تاريخياً بالأرقام والمناسبات والبطولات عن تلك المواقف سواء من حيث القرارات أو حتى التباين فيها من مفارقات ووصفته على حد قولها بالارتجالية! ومما يبعث في النفس المرارة هو ذلك الجهل الواضح من قبل قيادة الاتحاد الآسيوي، فعلى الرغم من تلك الانجازات التي حققها غرب آسيا رياضياً بل تفوق على شرقها بفارق ثلاث عشرة بطولة على مستوى الأندية والمنتخبات ويكفي فخراً للقارة الآسيوية ان منتخبنا «الأشم» في مونديال 94 اسهم من خلال عروضه الجيدة ونتائجه الباهرة وتأهله غير المسبوق بين منتخبات القارة في رفع عدد المقاعد الممنوحة للقارة عالمياً في نهائيات كأس العالم إلى 4 مقاعد.. حيث أجبر الاتحاد الدولي «فيفا» على منح القارة مقعدين ونصف إضافية عطفاً على ما قدمه نجوم الأخضر في أمريكا. ومع هذا كله لايزال الاتحاد الآسيوي الذي لا أقوله عنه «متخلف» يتعلق بأعذار ومبررات واهية لا تستند على أي منطق عقلاني بدليل أن واقع غرب آسيا المضطهد يتفوق على شرقه المدلل!
آخر المطاف قالوا..
من حسن الصدف ان كلمتي الإدارة والإرادة تشتركان في نفس الحروف ولهما دلالات لغوية وعملية.. فتغيير حرفي الراء والدال من مكانهما يغير الكلمة من إدارة إلى إرادة والعكس صحيح.. ولكن الإدارة الحقة والفاعلة والمتميزة لا يمكن لها أن تكون ما لم تتوافر خلفها إرادة واضحة وصحية وجريئة.
mwahbe@hotmail.com
|
|
|
|
|