| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اشارة الى المقال المنشور بجريدة «الجزيرة» بتاريخ 30/1/1422ه تحت عنوان «مدينة الرياض والتحديات المستقبلية السكنية والسكانية» بقلم الدكتور عبد الله بن سالم الزهراني والذي استعرض فيه الكاتب الحقائق والأرقام الواردة في التقارير التي اصدرتها الهيئة العليا عن الاسكان في مدينة الرياض وتناول موضوع الهجرة الى المدينة وكيفية الحد منها وانها جاءت حسب ما ذكره الكاتب من نواتج الخلل في توزيع المرافق والخدمات على المستوى الوطني. كما تعرض الكاتب للتوسع الافقي للمدينة وتبني فكرة التوسع الرأسي بدلا من الافقي وتحدث عن موضوع المرافق العامة في المدن )ومن أهمها المياه( مشيرا الى انها تشكل عاملا من عوامل الجذب والهجرات الى المدن الرئيسية وانتهى الى القول بأن هذه الهجرات تؤثر سلبيا على مستوى مرافق وخدمات تلك المدن في المستقبل وظهور الحاجة الى التوسع في المرافق وبخاصة الطرق.
أفيد سعادتكم بأن موضوع الزيادة السكانية بمعدلاتها الحالية التي تصل الى حوالي 8% سنويا وكذلك موضوع التوسع الأفقي لمدينة الرياض يمثلان تحديا من التحديات التي تواجه المدينة والأجهزة القائمة على توفير الخدمات والمرافق العامة، ولهذا فقد تم طرح هذين الموضوعين ومناقشتهما ضمن أعمال ودراسات المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض الذي تقوم عليها الهيئة كما عقدت ورش عمل بهذا الخصوص وتم التأكيد على وضع الحلول الناجعة لذلك من عدة وجوه حيث تتم معالجة الحد من الهجرات من الريف والقرى الى المدن الرئيسية عبر السياسات الوطنية حيث تولي الدولة حفظها الله هذا الموضوع جل اهتمامها وذلك من خلال خططها الخمسية وكذلك خطة وزارة الشؤون البلدية والقروية المتعلقة باستراتيجية المملكة العمرانية والمكانية والتي تهدف الى الحد من الهجرات الداخلية الى المدن الكبيرة وتحقيق توزيع سكاني مكاني متوازن على مستوى المملكة بصورة عامة وذلك من خلال تطوير الخدمات والمرافق العامة في القرى والمدن الصغيرة والمتوسطة وايجاد توازن في توزيع تلك الخدمات والمرافق والتي اعتمدت مؤخرا من مقام مجلس الوزراء الموقر. من جانبه يعنى المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض الذي أقر من مقام الهيئة العليا بتهيئة الأجواء والمناخ الملائم لمتطلبات هذا النمو وحيث تم صياغة عدد من التوجهات بهذا الخصوص منها رفع الكثافات السكانية في المدينة بشكل يحقق التركيز المطلوب للنمو العمراني داخل مساحة محددة خلال العشرين السنة القادمة ووضع توجهات جديدة لأنماط من التطوير العمراني تتلاءم مع هذا التركيز كانشاء مراكز نمو حضرية فرعية ومحاور تنمية رئيسية في جميع اتجاهات المدينة المختلفة وذلك لاحتواء وتوفير المرافق المتعددة لاحتياجات سكان تلك المناطق.
كذلك قام المخطط الاستراتيجي بوضع استراتيجيات خاصة لكل قطاع من القطاعات التنموية لتتلاءم والرؤية المستقبلية لمدينة الرياض ومن ضمن هذه القطاعات قطاع المياه والصرف الصحي وقطاع النقل حيث تركز استراتيجية المياه والصرف الصحي بالمدينة على اللامركزية لمحطة الصرف وانشاء عدد من المحطات في اتجاهات المدينة تتفاوت في أحجامها بناء على الكثافات السكانية المحددة وقد تحقق هذا من خلال استراتيجية الصرف الصحي والتي أقرت مؤخرا من قبل مقام مجلس ادارة مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض كما ركزت الاستراتيجية على الاستفادة من المياه المعالجة في اعادة توزيعها على أحياء المدينة لاستخدامها في أغراض تشجير حدائق الأحياء والشوارع والمنازل الى جانب استغلالها في أغراض الخدمات الصناعية الخفيفة وغير ذلك.
وفي استراتيجية قطاع النقل تم وضع استراتيجيات وخطط تناولت جميع عناصر النقل بمدينة الرياض اشتملت على شبكات الطرق، النقل العام، والادارة المرورية في المدينة بجوانبها المختلفة وقد أقر مقام الهيئة العليا الخطة التنفيذية لشبكات الطرق الرئيسية والشريانية بمدينة الرياض حتى عام 1442ه والتي تشتمل على جميع احتياجات المدينة من الطرق سواء الدائرية أو الرئيسية والشريانية التي تربط أجزاء المدينة بعضها ببعض وتربطها بالمناطق الأخرى المحيطة كما تم عقد ندوات وورش عمل بخصوص موضوع النقل العام كان من أهم توصياتها اقتراح انشاء مشروع تجريبي للنقل العام بمدينة الرياض ويجري حاليا بحث سبل التعاقد حول تصميم هذا المشروع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ
عضو الهيئة العليا لتطوير
مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع
والتخطيط بالهيئة
|
|
|
|
|