| عزيزتـي الجزيرة
تبذل الدول المتقدمة الكثير من الجهود في سبيل تسهيل العملية السياحية وتطويرها وتصميم البرامج السياحية التي تتضمن تقديم الخدمات السياحية المتطورة لتضمن حصولها على المردود الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي المناسب.
ولقد أكدت الدراسات والإحصاءات أن عدد السائحين المشاركين في السياحة العالمية قد تضاعف منذ منتصف القرن الماضي الى حوالي سبعة عشر ضعفا، إذ قدر عددهم عام 1998م بحوالي 1.635 مليون سائح، وكانت عائدات السياحة العالمية من ذلك لنفس العام )1998م( حوالي )4.439( مليار دولار.
وبذلك يتضح وبشكل جلي أن هناك أهمية وفوائد متعددة تنعكس من الحركة السياحية، فالسياحة لها مردودها الاقتصادي والثقافي من خلال الاتصال مع الثقافات الأخرى والاطلاع على ملامحها وتفعيل العلاقات السياسية بين الشعوب.
والسياحة الداخلية التي نسعى إليها في هذا الوقت وسط هذه الظروف العالمية لن تنجح طالما أن أسعار السياحة الداخلية مرتفعة عندنا بهذا الشكل، وتوجد منافسات وعروض سياحية رائعة تتضمن تذاكر السفر ذهابا وإيابا والسكن في فنادق ذات مستوى رفيع بالإضافة الى العديد من المميزات الأخرى، وربما ضم العرض أكثر من دولة سياحية ذات طبيعة جاذبة وساحرة بأسعار خيالية تدعو السائح السعودي وقبله السائح الأجنبي الى التوجه الى بلاد أخرى غير بلادنا على الرغم من توافر بعض العوامل السياحية لدينا، مثل الآثار والطبيعة واختلاف التضاريس..الخ.
ومن الممكن إذا ما تم التخطيط بطريقة سليمة أن تكون المملكة من أفضل الدول في المنطقة سياحة إذا عرفنا وجود ميزة هامة في هذه البلاد أعزها الله وهي ميزة الأمن والأمان، بالإضافة الى توفر الطرق السريعة ووسائل المواصلات والاتصالات والفنادق وما إلى ذلك على أعلى المستويات.
والعمل على تطوير السياحة الداخلية لا شك سيكون له الأثر الإيجابي على الناحية الاقتصادية وإيجاد فرص عمل واستجلاب العملة الصعبة، ولكن يبقى عدم توافر الأماكن السياحية المناسبة وارتفاع الأسعار مقارنة بالدول المجاورة أيضا مشكلة فهل يعقل أن يستأجر مواطن شقة صغيرة بالمنطقة الشرقية )متوسطة المستوى( ب)400( ريال يوميا أو أن يركب قاربا لمدة ربع ساعة ب100 ريال ، أو أن يستأجر السائح شالية في مدينة جدة بسعر )2000( ريال لليلة واحدة، وهذا في حال توفر هذه الأماكن السياحية والتي يبذل السائح الوقت ويجد العناء في الحصول عليها نظراً لقلتها.
ونظراً للاهتمام المتزايد من قبل الدول بالسياحة واعتمادها كإحدى دعائم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأساسية، حيث إن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات المهمة في دخول كثير من الشعوب فالمطلوب هو أن يتوجه المستثمرون السعوديون للاستثمار في هذا المجال بقوة وتخطيط سليم، وأن يتم تهيئة البلاد للمواطنين ليجدوا فيها سياحة مناسبة لهم داخل بلادهم قبل أن يتم دعوة السائحين الأجانب لها من الخارج.
عبدالله بن عبدالرحمن الحميد
الرياض
|
|
|
|
|