أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th June,2001 العدد:10491الطبعةالاولـي الثلاثاء 27 ,ربيع الاول 1422

محليــات

مستعجل
ساعة في مجمع الرياض الطبي..
عبدالرحمن بن سعد السماري
** زرت قبل أيام مريضاً في مجمع الرياض الطبي.. وقد لفت نظري عدة أشياء.
** الأول .. الزحام البشري هناك.. ففي كل متر مربع.. تجد ثلاثة أشخاص على الأقل..
** زحام شديد.. وكتل بشرية قادمة وعائدة.. والممرات والطرق كلها مزحومة.. ومع ذلك.. فالبوابات الرئيسية كلها مغلقة.. وقد حول جميع المراجعين والزوار والموظفين وكل الناس.. الى باب صغير يقع تحت الدرج..
** أما الأبواب الرئيسية التي زُينت بالزجاج والرخام.. فقد أوصدت بكل قوة..
** الثاني.. المستشفى في الجملة.. نظيف.. ويظهر لك.. أن هناك محاولات مستميته للنظافة رغم تلك الأعداد الهائلة من البشر.. من مراجعين ومرضى وزوار وموظفين وعاملين.. إلا أن النظافة كما يظهر .. جيدة جدا.. بل تشاهد عمال النظافة يعملون باستمرار..
** الثالث .. عندما تقترب من هذا المستشفى .. تذكر تاريخه القديم.. ومتى افتتح .. ثم تذكر تلك الأفواج الهائلة من البشر .. التي تتردد عليه يومياً.. وعندما تصعد مع «الدرج» يقابلك أرتال البشر ويصعد معك مثلهم.. وهؤلاء البشر يملأون كل دور وكل ساحة في المستشفى. تمسك رأسك وتقول «الله يستر» فالمستشفى قديم.. والضغط متزايد.. والحمل ثقيل.. وعسى أن تكون العواقب سليمة..
** الرابع.. عندما تقترب من المستشفى .. أكثر ما يلفت نظرك.. العمائم البيضاء.. وعندما تدخل مع البوابة الرئيسية الخارجية.. يقابلك حديقة جميلة مليئة بأشقائنا من مختلف الدول العربية..
** ومن بين هؤلاء الأشقاء فئة من الشعب السوداني .. وهو شعب لطيف بشوش.. ولا يبخل بمساعدتك متى احتجت لذلك..
** الخامس.. يظهر لك أن المستشفى مليء جدا بالمرضى.. وقد استثمر كل شبر فيه ليوضع فيه مريض..
** وكم كنت أتمنى لو أن إدارة المستشفى أعلنت.. كم عدد المرضى المنومين لديهم في كل الأقسام وفي كل الأماكن.. فنحن نحتاج لهذا الرقم.. وأظنه يتجاوز الألفين.. «لا أظن ذلك».
** السادس .. تخيل عدد الأجنحة والأدوار وعدد المرضى .. ولا يوجد قسم للاستعلامات.. مجرد موظف.. من دولة عربية شقيقة يجلس على طاولة صغيرة في أحد الممرات.. وفوق الطاولة جهاز كمبيوتر صغير ويزدحم حوله الناس وهو في حالة قلق شديد «متخلِّق».
** وعندما يتجمهر الناس حوله بالعشرات يتضايق ويحك رأسه عدة مرات ويفرك جبهته و«لا تقضب شيئا» .
** أين قسم الاستعلامات.. وأين إرشاد المراجعين والزوار.
** لا أدري.. ربما يكون هناك قسم وقت الدوام.. لأن زيارتي كان يوم جمعة.. ولم أجد أحدا يرشدني.. ورجعت دون زيارة الشخص المعني.. لأنني لم أعثر عليه.. ولم أعثر على من يرشدني له رغم دور ساعة من الدوران مع تلك الممرات «القصيرة؟!».
** السابع.. أكثر الأشخاص الذين يقابلونك من العاملين والموظفين ممرضين.. عاملين.. إداريين.. كلهم «ضايقة صدورهم.. ونفوسهم شينة » ولا يريد أن يوجه لهم أي سؤال.
** حتى الأطباء .. تتحدث معه ويمشي ويتركك دون أن يلتفت لك أو يسمع ماذا تقول.. وربما لأن هؤلاء العاملين يرون أن المراجعين والزوار لهذا المستشفى.. هم من فئة أخرى لا تستوجب مثل ذلك الاصغاء واتعاب النفس واجهادها.. يعني «قروي.. من طقة» الدخل المحدود.
** المؤكد.. أن هذا المستشفى العملاق.. يحل الكثير الكثير من المشاكل والزنقات.. ويحوي بداخله مئات المرضى.. من الذين ليست أمراضهم هينة.. بل معقدة.. ويقدم خدمات طبية لا يمكن أن تتخيلها.. فهو مستشفى التجهيزات الطبية المتقدمة.. والخبرات والتأهيل .. ولولا توفيق الله ثم هذا المستشفى.. لكان الوضع غير ما نشاهده.
** عندما تزور هذا المستشفى.. سواء في وقت الدوام أو .. وقت الزيارة.. أو في أي وقت تذهل لهذه الكثافة البشرية فيه.. وتتساءل.. كيف يدار هذا المستشفى.، وكيف يمكن لإدارة مهما أوتيت من امكانيات وقوة.. أن تدير هذه الأعداد البشرية.. وهذا الحجم من العمل الكبير؟.
** عموما.. ورغم كل ما يقال ويشاع عن هذا المستشفى العملاق.. فهو مؤسسة طبية ضخمة وتعالج فيه ملايين البشر وليس آلاف البشر.
** هذه وقفة سريعة للغاية.. عن هذا المستشفى.. ورؤوس أقلام فقط.. أما الكلام الآخر.. فلعله يكون قريباً.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved