أفنى حياء أنوثتي صبرُ الفتاةْ
ولواعج الحرمان في جمر الأناةْ
وكوامنُ الآهات في أرق الدجى
وتمرّدُ الجريان في عين المهاة
أنا رفّة الطرف الحزين مكحّلاً
بصدى ابتسامات الشفاه الذابلات
أنا لهفةُ الطير المسافر لاهثاً
خلف السراب يظنه ماءً فراتْ
أنا لونُ أزهار الحقول وعطرُها
وظلال أشجار الجنان الوارفات
أنا دمعة الأحلام في جفن الرؤى
أنا ضحكة الأطفال في كل اللغات
أنا كل شيء .. غير أني صرتُ لا
شيئاً ! ..بكوني في عداد العانسات!!
الله أوجدني ومتعني بأن
أحيا كغيري من خلائقه الحياة
ولحكمة جعل الحياء جبلّتي
والصمت تعبيراً .. بغير المفردات
فإلى مَ يجهلني أبي ما أشتهي
وإلى مَ أمي لا تعير لي التفات
أحرى بها فهماً بدون الترجمات
وأخي تجاهل رغبتي وهو الذي
وحثوا على رمسي غبار الترّهات
وأدوايفاعي في لحود عيونهم
حتى يغالي قيمة المهر الغُلاة
أنا لم أكن مما يُباع ويُشترى
لخُطّاب.. وانتكست مساعي الخاطبات
جعلوا بلوغي مستحيلاً فانثنى ا
إن كان معنى المهر تكريماً فهل
يرخي على قدمي رفيف الوسوسات
أغلى المعادن في حجولي صاغر
عندي على بوحٍ .. «أحبُّك يافتاة»...
ما مالُ قارون الكثيرُ براجح
ومُدحتُ أني في صفوف المحصنات
قد خصني اللهُ العفاف خصيلةً
نظار.. أو تسري بأخباري الرواة
ليس الظهور وسيلتي كي ألفت الأ
لا بهرجات الكاسيات العاريات...
يضفي عليَّ كثيرُه بعض الصِّفاتْ
أحسست تقصيراً عن المتعلمات
شرف بأني الدرُ في أصدافه
فكبوتُ بين حواجز المتناقضات
أدركت نفسي بالتعلُّم عندما
قلقاً يساوره نزاعُ مرتّبات!...
أثبتُ في المضمار أني مهرةٌ
من جاء يخطبني يشاطر والدي
بِ .. وبين أعذار الحياة الواهيات
ضاعت حياتي بين آمالي العِذا
هيهات ترويني البحار المالحات!!
أجترُّ حرماني وأشربُ دمعتي
ثكلى .. تعذبني طيوفُ وليدي ال
شلالُ أغطية وغيمة هدهدات
رمش سرير للصغير وآخر
ما زلن دون حمى الأنوثة مسدلات
ورموشي الأخرى ستائر مخدع
مدفون في أحضان كل الأمهات
أغفو على حلمٍ يموج تثاؤباً
بشفاه أهداب العيون الناعسات
ويروعني الكابوسُ . أصرخ إنني
أأبى الرقود على فراش العانسات...