|
| الثقافية
يشبه الأفعى في سرعة اغتيال ضحيته كالعقرب في غدره في الليل تبرز أنيابه ليفترس عشرات الشباب ربما أزعجه أيضاً هذا الذي يسير بسيارة بسرعة جنونية. شاب في منتصف العمر، متفتح للحياة، ربما لحظات الفرح أنسته بشاعة خصمه، أو كان في لحظات تحد مع هذا الوحش الكاسر، الفرح أحياناً ينسي الإنسان غدر خصمه سرعته تزداد عن 140كم.
اتصل بزوجته وأخبرها أن تنتظره على السحور سيكون عندها قبل الإمساك لصوم أول يوم في رمضان، الكلمات كادت أن تنحرف عن طريقها وهو يعبر لها عن سعادته وفرحته. هذه آخر مدة أسير فيها على هذا الطريق المجنون سأتخلص من حياة الانتظار عندما يأتي يوم )الجمعة( كابوس سينقض عليّ لأنني سأسير على طريق )خريص( كل أسبوع وأنا ذاهب للعمل في الرياض، عندما أصل أعد الأيام والثواني حتى يأتي يوم الأربعاء لأعود اليك آه..آه.. آه لو تعلمين كم هي حياة العزوبية مملة وقاتلة.
اليوم سأنسى كل شيء لن تكون هناك حياة عزوبية ولا طريق خريص يوم الجمعة أو زحمة الباصات عند سوق )دعيدع(** ولاحجز القطار وما أدراك ما حجز القطار. هكذا كان شارد الذهن في مكالمته مع زوجته وكلما اقترب ازداد شوقه لزوجته وللأحساء معشوقته.
وفي لحظة غفلة تناسى فيها الزمن مد الطريق زراعيه سال لعابه كشر بوجهه، لم ينتبه إلا والسيارة تتقلب بين مخلب هذا الوحش، استطاع أن يلتهمه كما التهم عشرات الشباب قبله عندما أراد بعض العابرين نقله إلى الإسعاف أخذوا محفظته وأوراقه وجميع مايخصه ماعدا ورقة بقيت بالقرب من السيارة لم يلق لها بالاً أحد بينما ظل هو يحلم بها عشر سنوات.. عشر سنوات.
أما زوجته فقد أعدت له السحور، تزينت له كعادتها بعد لهفة الانتظار وطول اللقاء وتتردد في أذنها كلمته هذه آخر مرة أسير فيها على طريق خريص لن أتصارع مع هذا الوحش بعد اليوم.
* الطريق الذي يربط بين مدينتي الأحساء والرياض.
** من الأسواق الشعبية ومنه تنطلق باصات الطلاب والموظفين إلى الرياض.
|
|
|
|
|
