دم ذلك الحب المبعثر هل يُطلْ؟
ياقاضياً برجوع زوجي قد مَطل
أبحرتُ أُدلي للقضاء بحجتي
وجعلتَ تُرسي في مرافئنا الفشل
حتى شعرتُ لفرط ما وجهي ارتمى
بين المكاتب في المحاكم بالخجل
وكم انتهى وقت الدوام وما أتى
دوري! وإني ما تسربلتُ الملل
فعلام تنبش في عواطفنا الجوى
وعلام تُنبتُ في خواطرنا الوجل
أنا ما سئمتُ من انتظاري قدرَ ما
أخشى على الزوج المشرَّد أن يمل
أنا لستُ أخشى أن يملّ بقدره
أن يستعيض له بغيري ذات دَلْ
فعلام تتركه ينوء به الأسى
أم كيف تُجهض في مطامحنا الأمل
ويصارع الآلام بالآمال في
ليل يئنّ يئنّ من أينِ العلل
متمطّياً في بيد حزن يمتطي
صهوات فكرٍ من جفاف البيد كَلْ
وتلوكه أقسى الهموم كأنه
مَعنىً بأشعار الحداثة مبتذل
شرب الجوى حتى تبدّى للورى
في غمرة الوجد المعربد كالثمل
فمن التي تحنو عليه أنوثةً
إن عاد مُنهكاً اشتكى ثقل العمل؟
ومن التي ياشيخ تبسم إن أتى
متأففاً غضباً وتنسيه الجلل؟
رفقاً به لاتقس لا، فوطاؤه
قلبي وجفني أين حلّ أو ارتحل
وأنا التي صَغْوي إليه ولا أرى
إلا هواه بكل أعضائي اشتعل
من بعد ما كنّا لباسَيْ بعضنا
صرنا بأنات التذكر نشتمل!
كم قال لي: إني أحبك كم، وبي
كم شبّه القمر الوضيء إذا اكتمل
أنا كنتُ سكناه ففارق بيته
والآن آهٍ صرتُ أوحش من طلل
وأراد اسماعي )أحبكِ( إنما
من جارف اللفظ الحبيب إليَّ زلْ!
واليوم أمضغ لوعتي بفراقه
والقلب محتمل أسى لا يحتمل
أقتات شجوي في مهامه وحدتي
وأصاحب الليل البهيم إذا أظل
كم حفلةٍ لصويحباتي لم أرُحْ
أخشى إذا ساءلنني: ماذا حصل؟
ماذا أقول إذا رأيتُ بطرفها
كحلاً، وطرفي بالدموع قد اكتحل؟
ماذا أقول إذا أرتني بعض ما
أهدى إليها زوجها دهرَ العسل؟
أبكي إذا ما أرسلت أولادها
لأبيهمُ: «غداً الإجازة، مالعمل؟»
وأكتّم العبرات - لا حسداً - إذا
شاهدت فوق سريرها زهراتِ فُلّ
هذا الشباب يلمُّ عني رحلَه
فمتى الرجوع متى؟ أإن نزل الأجل!
حاولتُ استبقي الصبا لرجوعه
لكن على شمس الصبا الليلُ انسدل
حاولت أن أنسى، وحاول مثلما
حاولتُ، لكن المواضيَ تمتثل
هب أنني ياشيخ شاعرة، ترى
هل يقدر الشعرا على هذي الجمل؟
هذي حياتي )فِلْم( جرح فاضحٌ
كنت الضحية فيه والحبُّ البطل
هذا الذي يبدو وأملك قولَه
أما الذي يخفى رجاءً لا تسل