رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th June,2001 العدد:10491الطبعةالاولـي الثلاثاء 27 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
التهديد
أميمة عبدالله الخميس
يصنف علماء النفس الحاجة إلى )الأمن( من الحاجات الغريزية الأولية، التي تسبق الكثير من الغرائز الأولية في النفس البشرية، بحيث يجعل عالم النفس )ستيفنسن( الاحساس بالأمان موازياً ومعادلاً لغريزة الحياة وحب التواجد.
وفي صراع الانسان الأزلي مع الحلقات التي تربط مصيره، يكون بالتأكيد يطور أدوات وسبلاً لمزيد من السيطرة على محيطه وواقعه واحساسه الفائق بالخوف والأمن ازاء حتمية ضعفه البشري ومحدودية قدراته.
تلك المحدودية في القدرة تتجلى في أشكال متعددة.. وترسل رسالتها الخفية التي تظهر عبر القلق، أو تظهر عبر العدوانية والشراسة أو لربما تظهر بشكل مقنع عبر الغيرة..!
ومشاعل الغيرة هي الواجهة الأولى التي تقدم في طياتها إحساساً بالضآلة وعدم القدرة على المنافسة والتهديد الدائم من منافس قد يختطف منا أشياءنا الجميلة سواء كانت رزقا.. أو أضواء.. أو لربما قلب الحبيب بالنسبة للنساء..!
ولابد أن التاريخ يدخر لنا في ثناياه الكثير من الطرف والنوادر )أو لربما قررت الثقافة الذكورية أن تجعلها في باب الطرف والفكاهة كشيء مسل( على حين كانت تلك القصص معارك مصيرية وجودية في عالم النساء الطامحات جميعا بالحظوة في البلاط عبر قلب الذكر..!
ولا بأس من اضافة بعض القصص من العصر الحديث التي تتورط بها الإناث )الشيء( وليس الإناث )الإنسان( في حروب يومية صغيرة مهلكة ومستنزفة بحيث تقصيها عن ادوارها الأخرى المتعددة في الحياة.
فمن تلك التي كانت تخفي عن زوجها اغلفة المجلات خوفا من ان يلمح النسوة اللواتي يرتسمن فوقها، والأخرى التي ترفض ان يرافقها زوجها الى داخل المستشفى لان موظفة الاستقبال كانت بيضاء فاتنة.!!! وزوجة الطبيب التي تقوم بزيارات مفاجئة على غرفة انتظار عيادة زوجها للتأكد من استتباب الامن، وتلك التي تصبح آسيوية مرعوبة وتكدح من اجل لقمتها في موضع المنافسة وإياها..!!
وما المؤامرات والدسائس التي ينقلها لنا التاريخ عن بلاط الجواري الا حالة قلق وخوف وتهديد من اختطاف المكانة والحظوة عن المحظية والبعد عن الاماكن المتقدمة.. والمباركة الجمعية التي تخرج من تحت عباءته.
وطبعا هذا ينتج عبر ارضية تكرس وتصنع المرأة القابلة للاستبدال في حالة العطب او الكبر او على اقرب الاحتمالات الملل..، المرأة الفارغة من جميع المقومات التي ترفعها الى اطارها الانساني عندها تظل في نطاق الشيء الذي يسر ويسعد ويبعث على البهجة والقابل في الوقت نفسه للاستبدال أو الإحلال...!!؟
لم تستطع المرأة عبر التاريخ أن تطور )ميكانيزم( دفاعية بداخلها، تجعلها تطور جوانبها الابداعية الخلاقة، وتدعم جوانب شخصيتها بحيث تقودها الى جوانب متطورة من النضج، ذلك النضج الذي سيبلور تصورها السليم والعادل عن نفسها.. ذلك التصور الذي سيتقاطع بالتأكيد مع ارث المرأة الشيء ورعب الاستبدال وعواصف الغيرة، وينقلها الى واقع اكثر رأفة وانسانية في التعامل مع احساسها العميق بالضآلة وعدم احقيتها في شغل المكان الذي تشغله دون تضحيات هائلة قد تستنزف عمرها كله.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved