| مقـالات
الأمن مسؤولية مشتركة بين المواطن ورجل الأمن ولا يمكن أن يتحقق الأمن اذا رأى رجل الأمن أنه القادر وحده على فرضه على المجتمع برؤية أحادية تنقلب إلى نوع من الوصاية على الناس.
كما أن المواطن لا يمكن أن يعيش حالة أمنية مستقرة عندما ينظر لرجل الأمن كعدو له ينبغي رفضه والاستهانة به أو التعامل معه بسلبية.
إذن الاستقرار المجتمعي له ركنان هما رجال الأمن والمجتمع. وبدون الفهم المشترك بينهما لا يشعر أي من هذين الركنين بالأمان وتتحول العلاقة بينهما إلى شك ورفض واضح أو خافت تطور سلبياً كل ما اتسعت الهوة بينهما. وما يحدث في الجزائر مثال ساطع ودليل يكشف انفصام العلاقة بين المجتمع ورجال الأمن.
وقد حدد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في الكلمة التي ألقاها سموه أمام خريجي الدورة السابعة والخمسين من طلبة كلية الملك فهد الأمنية والدورة الثلاثين من الطلبة الجامعيين الفهم الحقيقي للمعادلة الأمنية بوعي الرجل المسؤول الحريص على استقرار المجتمع وسلامته.
لقد وصف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز العمل الأمني بالرسالة والرسالة مسؤولية.
بصورة أخرى فإن الأمن من مفهوم سموه، كما فهمته أنا رسالة.. والرسالة تتطلب منهجا وهدفا ومرسلا ومستقبلا. ولا يمكن تحقيق النجاح والإبداع في تطبيق هذا المنهج بدون سلامة الأداء والارتقاء لدرجة المسؤولية بين رجل الأمن والمواطن، ولا يمكن أن يطغى أحدهما على الآخر فلكل منهما مسؤوليات وحقوق، فإذا كان التعامل فيما بينهما في حدود هذه المحددات بوعي كامل وحرص متبادل فإن الرسالة بمناهجها وآلياتها تحقق الأهداف القريبة منها والبعيدة. مما يجعل المجتمع.. أي مجتمع يرفل في استقرار لا تشوبه أي شائبة.
يقول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية: «إن مسؤولية الأمن مشتركة بين رجال الأمن والمجتمع بحيث لن يتأتي لرجال الأمن تحقيق رسالتهم السامية على الوجه المطلوب مهما كان عددهم وكانت عدتهم... اذا لم يتعاون أفراد المجتمع معهم ويتفهموا أهمية دور رجال الأمن ومؤسساته في حياتهم .. كما أنه إذا لم يدرك رجال الأمن حقيقة وأهمية دور المواطن والمقيم في نجاح رسالتهم...»
إن حكمة سموه الكريم تكشف عن الفهم العالي لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين رجل الأمن والمواطن.
إن لإدراك كل منهما لحدوده وحقوقه وواجباته أهمية قصوى في تحقيق الأمن الشامل للجميع ففي تقديري بقدر ما يكون المواطن في حاجة لرجل الأمن لضبط إيقاع الشارع ووقف التعديات والمظالم. فإن رجل الأمن في حاجة لمساندة المواطن واستيعابه لدور رجل الأمن بالإضافة إلى وعي المواطن نفسه بحقوقه على رجل الأمن وبما عليه من مستحقات لرجل الأمن.
فاذا توفر الفهم المشترك بينهما فإن العملية الأمنية حتما سوف تسير في الاتجاه الصحيح.
واعتقد أن الأساس في تحقيق المعطيات الأمنية القوية الراسخة تكون عبر تأهيل رجال الأمن عسكرياً وثقافياً والإلمام بالأنظمة وخاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان وأهمية المحافظة على كرامته.. كما أن المجتمع المتحضِّر المتعلِّم هو أقرب إلى نجاح المعادلة الأمنية.
وهناك عناصر مهمة جداً تسهم في الاستقرار والسلم المدني.
كما أن عدم توفرها ثقوب قد تقلب المعادلة الأمنية.. ومن هذه العناصر شمولية العدالة الاجتماعية، والاقتصاد، وتوفر فرص التعليم والعمل وهامش حرية التعبير وتكافؤ الفرص.. وغيرها من العناصر ذات البعد الإنساني والاجتماعي والتربوي. إن هذه العناصر حلقات ودوائر مترابطة فافتقاد أحدهما يؤثر على الاستقرار والسلم المدني في أي مجتمع على هذه الأرض من أقصاها إلى أقصاها.
وبلادنا هي جزء من مكونات هذا العالم الموجود على هذه الأرض أو البسيطة وما ينطبق على العالم من حولنا ينطبق علينا.
وفَّق الله المخلصين في هذه البلاد لكل ما فيه خير للإنسان في هذه البلاد.
والله المستعان.
|
|
|
|
|