| القرية الالكترونية
في المقالة السابقة تكلمنا عن أهمية الأنظمة اللوجستية )Logistic Systems( في التجارة الإلكترونية وأهمية إدارتها و التحكم فيها بأساليب علمية حديثة.
واليوم نكمل الحديث عن ذكر بعض العيوب في البنية التحتية اللوجستية في المملكة واللازمة لإنجاح مشاريع التجارة الإلكترونية و نتطرق إلى الأساليب العلمية المتبعة للتحكم في الأنظمة اللوجستية العالمية وإدارتها بطرق مثلى تكفل نجاح لوجستيات التجارة الإلكترونية في المنافسة العالمية.
تحتاج الأنظمة اللوجستية في التجارة الإلكترونية إلى بنية متطورة وحديثة من المواصلات و الطرق والخرائط و أنظمة المعلومات الجغرافيةGIS ( )Geographical( informationsystems( وتحتاج كذلك إلى شبكة من الطرق والمواصلات المتطورة وتحتاج إلى وجود أساليب علمية مستخدمة في أنظمة التسمية للشوارع والطرق وترقيم المباني وعنونة البريد وغيرها من النظم الكفيلة بخدمة القطاعات الأخرى الحيوية وقطاع التجارة الإلكترونية على وجه الخصوص. وعلى الرغم من أن البنية الخاصة بالمواصلات والطرق والخرائط و أنظمة المعلومات الجغرافية قد تكون شبه متوفرة وجاهزة فإنني اجزم بعدم وجود نظام علمي أمثل متبع في أنظمة التسمية للشوارع والطرق و ترقيم المباني و عنونة البريد.
فالواقع الموجود في هذه الأنظمة المتبعة هو اعتماد تسمية الشوارع حسب الأشخاص والأعلام والمشاهير وهذا وان كان صحيحا من ناحية المبدأ إلا انه من غير الحكمة استخدام الأسماء الطويلة و الأسماء المتشابهة وغير المشهورة في هذه الطرق وهذه الشوارع فضلا عن أن الكثير من الشوارع والبيوت لا تزال قائمة بدون أسماء أو أرقام.
وهذه من الأشياء التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتطوير البنية التحتية للتجارة الإلكترونية. بخلاف الواقع في الدول الصناعية التي لا تعاني من هذه المشكلة إذ يمكن للسلع والخدمات أن تصل إلى الأفراد في بيوتهم بسهولة جدا بمجرد معرفة العنوان الخاص بكل فرد. بل إن طريقة توزيع الأسماء وترقيم المباني والعناوين في الدول الصناعية وضعت بطريقة يمكن بواسطتها تحديد هذه العناوين و اتجاهاتها ومواقعها بدون البحث عنها. هذا من ناحية البنية التحتية اللوجستية.
أما من ناحية استخدام الوسائل العلمية في تنظيم هذه الأنظمة اللوجستية فهوما تقوم به الشركات متعددة الجنسيات العملاقة في الدول الصناعية و هو أيضا الطريق الصحيح للشركات الوطنية والعربية إذا أرادت المنافسة مع هذه الشركات الأجنبية.
تقوم الأنظمة اللوجستية على مثلث أركانه المكان )location( و النقل )transportation(و الترتيب )Scheduling(. فالمقصود بالمكان هو الجزء الخاص بتحديد المكان أو الأمكنة المثلى للمخازن والمستودعات ونقاط البيع وكل ماله علاقة بالمكان على مستوى الدول والقارات. و أما النقل فهو الجزء المتعلق بكيفية نقل المنتج بدءاً من نقل المواد الأولية إلى نقل السلعة كاملة إلى المستهلك بطرق تؤدي إلى تغطية أكبر للمستهلكين و بتكلفة أقل.
وأما الترتيب أو التوزيع )Scheduling( فهو الجزء الخاص بتوزيع وتنظيم هذا الخليط من الأدوات والبشر بطريقة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية. و تهدف هذه الأركان الثلاثة في الحصول على اكبر كمية في تخفيض التكاليف وزيادة الفاعلية و تقليل الهدر في الموارد المالية والبشرية وزيادة الربحية للحصول على نظام لوجستي أمثل. ومن التطبيقات المستخدمة والمشهورة في هذا المجال تبرز البرمجة الرياضية )Mathematical programming( و تبرز كذلك المحاكاة )Simulation( و أنظمة المعلومات الجغرافية GIS( )Geographical( )informationsystem وغيرها من التطبيقات.
إن إدارة النظم اللوجستية والتحكم فيها بطرق علمية يجعلان شركات التجارة الإلكترونية الوطنية على وضع أفضل في المنافسة الدولية وخاصة إذا رافق هذا النظام أنظمة علمية مثلى في المجالات المختلفة الأخرى كتطبيق برامج إدارة الجودة الشاملة )Total Quality Management TQM( و نظام موارد الأعمال أو البرمجيات التي يتم عن طريقها التحكم في وظائف التجارة الإلكترونية آليا وآنيا أو كما تسمىEnterprise Resource Planning ERP(( . والى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله
http://www.alsalloum.net
Alsalloum@alsalloum.net
|
|
|
|
|