| المجتمـع
* تحقيق - ابراهيم المعطش:
ظلت وما زالت الكتابة على الجدران ظاهرة لاتخلو منها أي مدينة أو قرية في معظم بلدان العالم ورغم نجاح أساليب التوعية في الحد فترة من الزمن من هذه الظاهرة إلا أنها عادت وبطرح آخر يتجاوز حدود عدم المنطق وقلة الذوق فيما كان يكتب من عبارات بعضها يخدش الذوق العام ولايمت للحياء بأي صلة عن هذه الظاهرة وعودتها مجددا كانت تلك الآراء.
«نوع الكتابة اختلف»
في بداية حديثنا عن سبب الاختلاف يقول أحمد الدهام شاب جامعي على ابواب التخرّج: إن الشباب اصبحوا أكثر معرفة وثقافة لذلك تجد حتى الكتابة على الجدران اختلف مفهومها، فكل جدارتجد فيه مقطعا غنائياً والسبب انكباب الشباب على سماع الأغاني وإغراقهم في مفاهيمها، لذلك انعكس ذلك حتى على نوع الكتابات على الجدران فأصبحوا يكتبون كلاماً يميل الى وجود حب في انفسهم، هذا الحب قد لايعلمون لمن هو لكنهم يجدونه ويفرغون شحنته في هذا الجدار الذي يحتضن كل ما يريدونه من أعماق انفسهم.
ويضيف الدهام: تحول الشباب من الكلام غير النافع الذي كان يكتب قديماً الى كلام رومانسي ينم عن اشياء داخلهم، فلم نعد نرى تلك الكتابات التي لامعنى لها وأعتقد أن هذا التحول في كتابة الجدران نابع عن اختلاف الفكر من جيل الى جيل، لكن الأهم في الموضوع انه بالفعل هذه الظاهرة قد اختفت فترة من الزمن ثم عادت مرة اخرى لكن بشكل مختلف.
«لم تعد شخبطة»
عن هذا الموضوع يقول الشاب عبدالعزيز مصلحي طالب في جامعة الملك سعود: الكتابة على الجدران كانت ظاهرة سيئة، وإلى الآن لأن فيها تشويهاً للمناظر الحضارية خاصة الجدران التي تشكل واجهة للاحياء لكن بالفعل هناك شيء غريب وهو أن هذه الكتابات التي يحتويها الجدران لم تعد عادية أو «شخبطة» بل أصبح لها مدلولات كبيرة فمثلاً أنا أصبحت استمتع بقراءة ما يكتب على الجدران بخلاف الأول كان ما يكتب مجرد كلام لافائدة منه، وأعتقد أن هناك خواطر وأشياء يحبون أن يعبروا عنها من خلال الجدار، أغلب ما يكتب على هذه الجدران من اسماءالأغاني مثل«أحبك ليه أنا مادري»، «وشفيك غايب» وأيضاً«رحل» و«وداعية» و«المسافر» و«مقادير» وأعتقد ان التحول الى كتابة هذه الأغاني على الجدران انما يعني أن المفاهيم لدى الشباب قد تبدلت وتغيرت فأصبحوا يتأثرون بما يستمعون إليه من أغان أو قصائد، حتى كتابتهم للاسماء المستعارة لها معنى وبعد آخر، وهذا هو «المهتني» والذي أعتقد أنه وجد شيئاً ما جعله مهتنياً، وأيضاً «المحروم» و«F15» وأرى بل من المؤكد أنه يعمل في الدفاع الجوي، و«سراب» ويبدو هذا انه لاتعجبه الحقائق.
«تنفيس عن ما يجول بالخاطر»
صلاح عبدالمجيد.. يقول: الكتابة على الجدران بهذا الشكل أعتقد أنه تنفيس عن كبت نفسي لبعض الشباب الذي قد يستمتع بقراءة ما يكتبه بين الفينة والاخرى لذلك فإن مشكلة الكتابة على الجدران مشكلة أزلية ولن يكون لها نهاية رغم مرورها بمراحل كان أهمها مرحلة كتابة الخواطر وكلمات الغرام عليها، وبدوري ادعو أن يكون هناك أماكن تبنى من أجل ان يتم الكتابة عليها، ففي أمريكا مدينة كاملة يقوم البعض منهم بالذهاب الى هناك خاصة أوقات العطلة، وذلك من أجل تفريغ شحناتهم التي في أنفسهم، وهنا قد يتبين الابداع عند البعض.
رأي تربوي
عبدالله الحميدان المشرف التربوي الذي سبق له أن تعامل مباشرة مع طلبة هوايتهم الكتابة على الجدران قال عن هذا الموضوع.. لا شك أن الكتابة على الجدران ظاهرة غير حضارية تعكس تدني مستوى السلوك لدى الفرد.. فمن يكتب على الجدران كما يقول الحميدان تجد أن مستواه العلمي متدن وأن الشقاوة والإهمال صفات يتسم بها في مدرسته.. ومهما كانت المبررات فإن الكتابة على الجدران أمر غير مقبول فهو يساهم في تشويه صورة المدينة أو القرية والتي دفع في سبيل إظهارها بالمظهر الجميل الكثير من المال والعمل المتواصل.
ويواصل الحميدان حديثه قائلاً.. لقد قامت بعض المدارس بحملات ضد هذا النوع من الممارسة وشجعت طلابها على إزالة هذه الكتابات وهذا أمر يساهم بلا شك في غرس السلوك الحسن في نفس الطالب.
الكتابة ليست مرضا
وأخيرا يتحدث لنا بأهمية الموضوع أخصائي الطب النفسي الدكتور عطيه حامد.. مؤكدا أن ممارسة الكتابة على الجدران سلوك سيئ يعكس واقع وبيئة من قام بالكتابة على الجدران.. كما يعكس أفكاره وتوجهاته اذا كانت رياضية فيكتب عن الرياضة أو اذا كانت فنية فيكتب عن الفن وعموما ليس هذا مرضا بقدر ما هو نوع من العبث وعدم النضج فالكبار الناصحون كما يؤكد د. عطية لا يمارسون الكتابة على الجدران إطلاقاً.
|
|
|
|
|