|
| مقـالات
üü بشر كثيرون.. هم أكثر الناس صدقاً..
وهم أكثر البشر استحقاقاً لحب البشر..
يوصفون بأنهم «الجدار القصيّر»
ويرون هم أنفسهم بأنهم «المقماز السهل»
الذي يتجاوزه الجميع
ويقفزه الجميع
ويتخطاه الجميع للوصول إلى غاياتهم..
وهو الجدار القصيّر الذي يمكن لأي أحد مهما تضاءل حجمه وقدره أن يعلق على هذا الجدار مشجباً ويعلق عليه اخطاءه..
واولئك البشر الصادقون الذين يوصفون «بالمقماز السهل» هم أكثر الناس إحساساً وتداعياً للمشاعر..
وهم يقبضون على مشاعرهم..
تماما كالقابض على الجمر..
يشعرون ويستنشقون رائحة قلوبهم وشياط حريقها يزكم أنوفهم..
لكنهم ومن أجل هؤلاء الذين يحافظون على الود معهم..
اولئك الذين يشتعلون تماما كما الجمر من أجل بقاء ابتساماتهم
من أجل تصاعد نجاحهم..
من أجل اكتمال سعادتهم وعدم جرح أحاسيسهم
فإنهم يظلون يضحون بحقوقهم
يصمتون..
وهم يرون الاشياء تتجاوزهم وتتخذ منهم شماعة
لحل مشكلاتها..
هم يرون ويقبلون
لأن ثمة قلوبا مختلفة
ترقد بين أضلعهم..
هي قلوب بشر
لكنها ليست كقلوب
كل البشر
إنها القلوب الحساسة جداً.. التي «تبلع» الكثير حتى لا تخسر القليل من المشاعر.. ومن الحب..
انها تضحي.. وتصمت وتقبل بالواقع والتواءاته من أجل أن تظل بعيداً عن لحظة المكاشفة
لحظة الصدام..
لحظة الخسارة الفادحة التي لا تحتملها قلوب كهذه رقيقة شفافة..
ترى.. وتفهم.. وتستوعب كل التفاصيل..
لكنها تشيح بصمتها عن المواجهة..
عن المصادمة..
هل يظل اولئك الذين نراهم في حياتنا..
نشعر بهم.. نحس بأنينهم الصامت..
هل يظلون كما بدأوا أول مرة..
قابلين لواقعهم راضين بدور
«المقماز القصير» الذي يلعبونه في الحياة..
أم أن لكل جدار قصير زلزالاً مؤجلاً.. قد ينفتح بين لحظة واخرى.. قد ينفجر.. ويبعثر الجميع
زلزالاً بشرياً لا يخضع لمقاييس «رختر»
أو غيره
زلزالاً ممضاً وقاتلاً ومربكاً.. لكن هل يحدث حقاً!!
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|
