| مقـالات
من ثوابت الأمة أن الجميع يد واحدة على من عاداهم ويقوم بذمتهم أدناهم ولهذا يمكن القول بأن المواطن الصالح محسوب على رجالات الأمن ومحسوب على رجال الحسبة ومحسوب على رجال المنافذ برية كانت او بحرية او جوية، ومحسوب على رجال الصحة ومحسوب على رجال التعليم ومحسوب على رجال البلديات وعلى رجال الضمان الاجتماعي ... الخ وبالتالي فهو جزء من كل، والكل كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر البدن بالسهر والحمى، فالكل في خندق واحد، والكل على ثغر من ثغور الحياة ذلك أن مسؤوليته الدينية ومسؤوليته الوطنية تجاه افراد أمته وتجاه وطنه تقعان في الصميم من عميق اهتمامه. ولا مندوحة للمواطن العاقل من انتظامه في صف الأمة حفاظاً على أمنها واستقرارها. وليس معذورا بحال من الأحوال حينما يضعف عن القيام بواجبه الديني وواجبه الوطني إذ الجميع على ظهر سفينة واحدة..
اذا خانك الأدنى الذي أنت حزبه
فواعجباً إن سالمتك الأباعد
ولا يخفى ان المواطن الصالح ينطلق من معين الاخلاص الذي لا ينضب بدافع قوي من الأمانة والغيرة على مصالح أمته ومكتسبات مجتمعه وبدافع متميز من الولاء والمحبة والنصيحة فلا يحصل من جانبه تقصير في ضبط ما هو مؤتمن عليه فلا يفوت مصلحة ولا يرتكب مفسدة ولا يقرها، ولا يعتريه عجز عن الوفاء بالالتزام ولا عجز عن جلب مصلحة يمكن تحقيقها من طرفه، فهو أمين بحزم.. قوي بلا تهور.
* عضو مجلس الشورى سابقاً وعضو مؤسسة الجزيرة للصحافة.
|
|
|
|
|