| مقـالات
كثيرون يترقبون حلول الإجازة الصيفية.. ينتظرون انتهاء اختبارات العام الدراسي وظهور النتائج أو حتى قبل ظهورها، وكأنهم على موعد مع لحظة الإفراج عن السجين.. وربما أعد البعض منهم خطة مدروسة بعناية لقضاء الإجازة هنا أو هناك.. طالما أن ميزانية الأسرة تسمح بتوفير مصاريف الترويح وبرامج الرحلة والتنقل.
الحقيقة أن الإجازة الصيفية فرصة ثمينة لاكتشاف المهارات وممارسة الهوايات وبعض الأنشطة لجميع أفراد الأسرة. وبعض الهوايات والمهارات يمكن أن تتم بشكل جماعي أو على الأقل بمشاركة الكبير مع الصغير والأخ مع أخيه.. إنها فرصة زمنية ثمينة تتيح لكل فرد إظهار مواهبه واكتشاف كنوزه الداخلية: الفكرية واليدوية والتعبيرية والروحية باستخدام كل الأساليب الممكنة داخل وخارج البيت. إضافة إلى الاجتهاد في كسب مهارات جديدة تقنية ورياضية وفنية تلك هي باختصار أهمية الإجازة الصيفية كفرصة لا تقدر بثمن يمكن استغلالها واستثمارها على أكمل وجه. فقد تكون الإجازة نقطة تحول كبيرة في حياة الأسرة أو أحد أفرادها وربما تفتح أبواباً لم تكن في حسبان أحد ولم تخطر على بال أحد لمكاسب مادية كبيرة أو أرباح طائلة عن طريق بيع وشراء وعمليات تجارية بسيطة.
وإذا كانت الدولة قد وفرت أندية أدبية وجمعيات خيرية ومراكز للشباب رياضية وثقافية وغيرها فإن للفتيات هوايات أخرى عديدة يمكن ممارستها في منتهى الحرية داخل البيت والمكتبة العربية حافلة بالكثير من الكتب التي تتحدث عن أنواع هذه الهوايات وتشرح للفتاة كيفية ممارستها والتفوق فيها بل وتحقيق مراكز عالية للحصول على جوائز قيمة تنظمها الجمعيات أو الجهات التعليمية وما في حكمها. انهم في اليابان وبعض الدول وفي بعض مراكزنا ومدارسنا الأهلية على حد علمي يدرسون للفتيات تنسيق الزهور، وهي هواية رائعة تعلم الفتاة كثيراً من الذوق والرقة وحسن التعبير إلى جانب الثقافة الخاصة بهذه الهواية حيث المعلومات المتعمقة عن أسماء الزهور ومناسبات استخدامها ودلالاتها وتاريخها والدول التي تنتجها وتصدرها ومنها السعودية وحجم الانتاج بالإضافة إلى أهميتها في المنزل وفي الحديقة المنزلية وفي عش الزوجية وضرورتها على مستوى البيئة النقية وهكذا إن تنسيق الزهور أحد الفنون الجميلة الراقية التي تناسب كل فتاة تريد أن تضيف إلى شخصيتها علماً وأناقة إنها هواية محببة إلى نفوس الناس، تدخل فوراً ومباشرة إلى قلوبهم قبل عقولهم. وهناك مجموعة أخرى من الهوايات التي تناسب فتياتنا منها الرسم الفني ويأخذ عدة أسماء أخرى وطرقاً فنية وجمالية بديعة مثل الرسم على الزجاج والرسم على الحرير والرسم على ألواح خشبية. وهناك فنون أخرى للرسم يطلقون عليها التشكيلي والتجريدي وهناك هواية تعلم الطبخ ومن الهوايات المفيدة للجميع القراءة والاطلاع وهي أهم الهوايات التي تبني الشخصية وتوسع المدارك وتنمي العقل وتزيد حكمته ومعرفته بالناس والحياة والكون وتلخص له تجارب الدول والشعوب وغير ذلك كثير لذلك فهي رأس المعرفة وأصل الهوايات ففي القراءة والاطلاع ثقافة عامة وحصاد معلومات ومعارف في شتى الميادين إنها المفتاح السري للثقافة الأصلية لكل شاب وفتاة ينشد الحياة الطيبة. ولا يمكن أن ننسى في خضم الحديث عن استثمار الإجازة الصيفية أهمية التقرب إلى الله بحفظ كتابه الكريم والتفقه في أصول الدين وثوابت الشريعة )ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين(. إن اشغال وقت الفراغ في الإجازة الصيفية مسؤولية الآباء لحماية أبنائهم من الزلات والانحرافات وعليهم توجيه طاقاتهم فيما يضيف إليهم علماً نافعاً وهواية مفيدة والهوايات المطلوب معرفتها وممارساتها لدى الشباب كثيرة جداً فهي تصقل مواهبهم ومهاراتهم.
الحديث عن الاستغلال الأمثل للإجازة الصيفية حديث ذو شجون وهو حديث طويل ولا تكفيه هذه السطور. لكن لابد لكل شاب وفتاة من تدبر العبرة وحسن استثمار أسابيع وأشهر الإجازة والوقت الطويل فيما يفيد ولا ينسى كل منهما أن يحدد أهدافه ويرتب وقته وأن يجتهد في تعلم الجديد في مجال اللغة والكمبيوتر باعتبارهما أهم أدوات العصر الحديث لمن يتطلع إلى تحقيق آماله العريضة في المستقبل.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين وحث الشباب على استثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم وعلى وطنهم ومجتمعهم بالنفع والاستفادة مما وفرته الدولة من إمكانات ومنشآت ومراكز صيفية في أنحاء المملكة في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في 19/3/1422ه حرصاً منه حفظه الله على أبناء الوطن المعطاء وتوجيههم لما ينفعهم.
للمراسلة: ص.ب 783 الرياض 11421
|
|
|
|
|