| العالم اليوم
أن يكشف النقاب عن جرم ارتكبه يهودي ... فالذي يكشف ذلك الجرم ويفضح المجرم، فهو في رأي الصهاينة من يهود ومن حلفائهم في الغرب معادٍ للسامية..!!
أن يعارض كاتب أو يكتشف باحث أو دارس حادثة تاريخية أو رواية، بل حتى بديهية لا تعجب اليهودي.. فذاك إذن معادٍ للسامية...!!
أن تقوم مؤسسة إعلامية دولية طالما خدمت اليهود، بإعداد برنامج وثائقي عن مجزرة صبرا وشاتيلا ويبحث معدو البرنامج عن دور الإرهابي أرييل شارون ومسؤوليته عن المجزرة.. فهذه المؤسسة الإعلامية الدولية العريقة معادية للسامية بنظر الحكومة الاسرائيلية.
جميعنا نعرف هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» رغم أنها أنشأتها وتصرف عليها الحكومة البريطانية وبالتالي وضعت لخدمة المصالح البريطانية إلا أنها وبمهنية عالية تحرص على مستوى عال من المصداقية والحياد الموجه بذكاء طبعا لخدمة بريطانيا أولاً وأخيراً.
هذه الهيئة الإذاعية الدولية توجه معدو برنامج بانورما هذا الأسبوع إلى كل من له علاقة بمجزرة صبرا وشاتيلا، فلسطينيين ولبنانيين واسرائيليين سمعوا من الجميع وسجلوا لهم، وكل طرح ما لديه ومن ضمن الذين التقتهم هيئة الإذاعة البريطانية المدعو رعنان غيسين الناطق باسم الارهابي أرييل شارون ويظهر أن هذا الرعنان قد استدرج من قبل مذيعي ومعدي الإذاعة البريطانية الذين يتمتعون بمهارة ومهنية لاستنطاق من يخفون المعلومات وتكلم عن دور «سيده» في الإرهاب شارون وأن الكلام سيكشف حقيقة من يرأس حكومة اسرائيل والذي يفترض أن يقدم للمحاكمة كمجرم حرب دولي.
المهم أن رعنان ومسؤولين اسرائيليين آخرين بدؤوا يستشعرون الخطر من الحديث عن ماضي شارون الإرهابي، فبالإضافة إلى برنامج هيئة الإذاعة البريطانية الذي سيذاع اليوم «بانوراما الاسبوع» والدعوى التي أقامها شخصان للمحكمة العليا في بلجيكا لمحاكمته على ارتكابه جرائم ضد الإنسانية والدعاوى التي يجرى الإعداد لتقديمها إلى المحاكم الفرنسية إضافة إلى الدعاوى المقدمة إلى المحاكم في لبنان ومصر وقريباً في الأردن.
نقول إن هذا الكم الذي يتزايد يومياً من الدعاوى لمحاكمة شارون كمجرم حرب جعلت الاسرائيليين يلوِّحون مرة أخرى بتهم معاداة السامية التي ما عاد يجدي التلويح بها خاصة ضد أشخاص هم في الأصل ساميون وأكثر أصالة في ساميتهم من شارون البلاروسي الذي بينه وبين جدنا سام ابن نوح قارات وبحار ومحيطات...!!
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|