| الثقافية
عصر ذات يوم ركبت سياراتي متوجهاً صوب احدى المكتبات، فاذا هي مكتظة بعشاق الكتاب زحام شديد ناحية الكتب، شخص يسأل عن لسان العرب فبادرته سائلا ومستغربا ألا يوجد عندك؟ فأجاب بلى ولكن اريده لابني الذي استقل في منزله الجديد،
وشخص آخر يطلب ثلاثين نسخة من قاموس )مختار الصحاح( الحجم الصغير الذي يوضع في الجيب ومن باب الفضول أوحب الاستطلاع او سَمُّوه ما شئتم سألته ثلاثين نسخة لمن؟ فقال لزملائي في الصف الثاني ثانوي بتوصية منهم وتوجيه من معلم اللغة العربية.
خرجت من المكتبة تفاديا للزحام وقلت اعود ليلاً توجهت الى مقر النادي الادبي فلم أجد موقفا لسيارتي قرب النادي وقفت بعيداً وجئت أهرول الى النادي دخلت مكتبته فاذا هي مزدحمة بالرواد ولم اجد كرسيا فارغاً ففزع المسؤول عن المكتبة وأحضر كرسيا، فأخذت كتاباً وتصفحته على طاولة المسؤول،
خرجت من المكتبة ومررت بصالة مطالعة الصحف فاذا هي الاخرى مزدحمة بالمطالعين. الله ما هذا النهم الثقافي..!؟
وقرب منتصف الليل عدت الى المكتبة المزدحمة عصراً لأشتري بعض الكتب فوجدت الزحام خفّ شيئا ما، فانتظرت حتى يصلني الدور واخذت كتبي وعدت الى البيت )وللمعلومية المكتبات تفتح ابوابها للهزيع الأخير من الليل لتلبية رغبة رواد الكتب الكثيرين.
الكتاب في هذا العصر يتألق، المطابع تعمل باستمرار لطباعة الكتب، المؤلفون يعملون على قدم وساق، وكم من مؤلف نفد من مؤلفه الطبعة الاولى مائة ألف نسخة عربات القطار مشحونة بالكتب الواردة الينا وكذا الشاحنات زخم ثقافي فريد، ،احتفاء بالكتاب لا مثيل له والمؤلف هو الآخر.. يجد كل دعم وتشجيع ومؤازرة وما ان ينزل مؤلفه الى الاسواق الا وتبادر الجامعات لتشتري منه مئات النسخ لتودعها مكتباتها بجميع فروعها، وتشتري منه مئات النسخ الاندية الادبية والمكتبات العامة والوزارات.. و.. و.. الخ..!!
وفي عصر ذات يوم ذهبت للمكتبة العامة فاذا الرواد والباحثون قدموا لها من كل حدب وصوب، ولاحظت ان المكتبة مزودة بأحدث الكتب والاصدارات ويعمل فيها شباب مؤهلون، مدربون وقد استحدث في المكتبة جميع التقنيات الحديثة التي تخدم الباحثين والمطلعين..!!
وفي صباح ذات يوم رأيت الناس يتهافتون لشراء وقراءة الصحف، بل ان الكثير منهم ليس بوسعهم صبراً لان تصل الصحيفة لحين توزع في الاسواق بل يبادرون الى سيارات التوزيع لشراء ما يريدون من صحف ورأيت صناديق الصحف معلقة على معظم اسوار المنازل والمنازل التي لا تحتوي اسوارها على صناديق للصحف تكاد تعد بالاصابع..!!
حب للكتاب، وشوق للقراءة، وشغف للثقافة..!!
نظرات الي بني قومي فاذا هم جميعهم مثقفون.. عفواً ما كتبت آنفا ما هو الا أماني ليس الا.
|
|
|
|
|