أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th June,2001 العدد:10489الطبعةالاولـي الأحد 25 ,ربيع الاول 1422

المجتمـع

المعاناة مستمرة في اختيار الطريق الأنسب لمواصلة التعليم
طلاب الثانوي في دائرة القلق والحيرة
عدم الدراية بواقع الكليات ومستقبلها يزيد الأمور تعقيداً
* تحقيق:ابراهيم المعطش
فرحة نجاح الأبناء وتخرجهم من الثانوية العامة هذه الايام لن تكتمل ولن تدوم، ففي وسط الفرحة والسعادة يفاجأون بعقبة تواجههم ومشكلة تزعجهم وتدخلهم في دائرة من القلق والحيرة وتتعلق بمستقبلهم ووجهتهم بعد المرحلة الثانوية حيث يحتارون ويترددون في سلك الطريق المناسب نحو اكمال حياتهم التعليمية وذلك في ظل افتقادهم للتوجيه الصحيح والتخطيط السليم. في هذا التحقيق حاولنا اخذ آراء الطلاب وحاولنا البحث عمّا يجول في خواطرهم وعن الحلول السليمة التي تضمن لهم اختيارا مناسبا لقدراتهم.. وعن دور أولياء الامور في هذا الموضوع:
أعيش في حيرة
في البداية يقول الطالب خالد الحميد الحقيقة انني اعيش في حيرة من امري حيث بعد تخرجي من الثانوية بتقدير جيد جدا افكر كثيرا في التخصص او الجهة الدراسية التي اكمل فيها دراستي.
وبدأت تكثر التوجيهات فهناك من يشير عليَّ بأن التحق بكلية عسكرية وان مستقبلها مضمون جدا فمجرد الدخول فيها يعني انك ستجد وظيفة ولكن المشكلة في هل سيتم قبولي أم لا، وهناك من يشير عليَّ بأن ادخل في الجامعة وأنها ذات سمعة جيدة وتعطي انطباعا عن الطالب ولديها القدرة على تفتيح مدارك الشخص وتوسيع علاقاته، وان الحياة الجامعية اكثر علاقة بالمجتمع من غيرها.
ويضيف الحميد قائلا: وفي ظل هذه الاختيارات اصبحت حائرا والامور لا تقف عند هذا الحد، بل تزيد عن ذلك فمبجرد ان يعلم اي شخص اني انتهيت من الثانوية فيبدأ بالتنظير وإلقاء محاضرات عن كليات يعتقد انها الأفضل.
سألناه: ألم تحاول استشارة شخص خير.
اجاب: بلى.. سألت اخي الأكبر الذي يملك خبرة حيث انه متخرج من الجامعة ويعمل منذ فترة لكنه زاد من حيرتي وقال لي: حسب رغبتك وما ترتاح له.
وانا الآن اقوم بمحاولات جادة للبحث عن افضل جهة تضمن لي دراسة متكاملة وتؤهلني للعمل.
أي قسم.. لا أدري
وعن هذا الموضوع يقول هيثم البدري، وهو خريج قسم علمي من ثانوية الصديق: سأتوجه للجامعة لا محالة لانها كانت الحلم الذي طالما انتظرته ولكنني واقع الآن في شراك اختيار الاقسام.. ويقول بهذا الصدد كنت انوي أن أتجه الى كلية الحاسب لاني ارى ان الحاسب هو المستقبل القادم والجميل، لكن هناك من ينصحني بالطب لانه مجال نادر وليس كل شخص قادرا على خوض غماره، والبعض يرى ان كلية الهندسة لها رونق خاص وجميل خاصة حينما يطلقون عليك لقب مهندس، وفي ظل هذه الاختيارات اصبحت في دائرة من الحيرة لا اعلم ماذا اختار ولا ادري ما الذي سيناسبني.
ويواصل حديثه قائلا: لقد طلبت من احد المدرسين ارشادي الى أي الاقسام والكليات، لكني لم استفد منه لان هذا الدليل يخبرك عن النسبة التي يتطلبها كل قسم والاحتياجات فقط، ولا يقوم بارشادك حسب قدراتك، وحاولت البحث والتقصي والسؤال ومازلت محتارا اين اذهب وماذا اختار.
مشاكل مع المرشد الطلابي
عن هذه المشكلة يحدثنا المرشد الطلابي في مدرسة الملك سعود الثانوية عبدالله العودي حيث يقول: عند نهاية كل سنة تكثر اسئلة الطلاب الذين على ابواب التخرج وتتمحور اسئلتهم حول التخصصات الافضل وعن النسب وعن الوظائف التي ستؤهلهم لها هذه الكليات، وبحق فإنهم يقعون في حيرة من امرهم فبعضهم يجد ضغوطا من أهله من اجل الدخول في قسم معين او كلية معينة قد لا يرغبها ولكن تحت اصرار الاهل يوافق وهذه الفئة قد لا تستمر في الجهة التي توجهوا اليها، وهناك فئة تبحث عن الاقسام البسيطة والسهلة دون النظر في عواقب دخوله رغم ان بعضهم يكون قد تخرج من قسم علمي وبدرجات تؤهله الى الدخول الى اي كلية لكن كسله دفعه الى ان يختار قسما او كلية سهلة من اجل ألاّ يتعب في الدراسة، واعرف عددا من الطلبة المتميزين الذين دخلوا مثل هذه الاقسام وتخرجوا منها ولم تتح لهم فرصة الوظائف لعدم توفرها في هذه الاقسام وللاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة الى المتخرجين من هذه الاقسام.
وهناك فئة تتخرج من الثانوية لا تعلم اين تذهب ولا تضع في بالها قسما معينا انما )مع الخيل يا شقراء( حيث يأخذون شهاداتهم ويقدمون على اي من هذه الجامعات او الكليات دون وضع خطة معينة او استراتيجية وهؤلاء بالذات لا يعلمون ما هو مصيرهم ومستقبلهم فإن ساروا في الجهة التي دخلوها فإنهم يواجهون ايضا بعدم توفر الوظائف او بعضهم يتعثر في دراسته ثم ينتقل لكلية اخرى او مجال آخر.
وبصفتي مرشدا طلابيا فإن الطلاب الذين يكونون على ابواب التخرج يعدون من اكثر الفئات حيرة وضياعا والمشكلة الكبرى ان اي شخص يحاول تحديد مسار الطالب قد يجهل بعض الصفات او المزايا التي يتمتع بها هذا الطالب، واعرف بعض المرشدين الطلابين نصحوا بعض الطلاب بالتوجه الى قسم معين في الجامعة ومع فشلهم القوا اللائمة على هذا المرشد الذي اكدوا انه لا يعرف التوجيه السليم وبالطبع هذه تهمة باطلة لان المرشد الطلابي يحس ان هذا الطالب لديه القدرة على الدخول في قسم الهندسة من خلال درجاته في المواد العلمية لكن الطالب قد لا يجتهد ولا يجد فيكون ضحية اهماله وعدم اهتمامه، لذلك يلقي البعض باللائمة على المرشد الطلابي.
دور أولياء الأمور
ترى ماذا عن دور الآباء والامهات والاسرة بشكل عام على اختيار الطالب للتخصص والكلية التي يريدها بعد التخرج، عن هذا الموضوع يقول فهد النصار وهو ولي امر احد الطلبة احاول عدم التدخل في توجه ابني المتخرج حديثا من الثانوية، والسبب في ذلك لكيلا اتحكم او اؤثر على توجهه، لكن لو استشارني فإني لن اتركه بل سأنصحه للدخول في تخصص مميز، ورغم انه قد حدد وجهته مسبقا حيث انه ينوي الدخول في كلية الآداب قسم اللغة العربية فهو شغوف ومتميز في اللغة، الا اني أراه لا يزال في السؤال المستمر والبحث عن افضل الاقسام والتي قد تؤمن مستقبله الوظيفي ورغم انه حصل على علامات كبيرة في القسم الادبي والتي تؤهله للدخول في كليات اخرى واقسام خاصة وقد اقترح عليه أحدهم الدخول في كلية عسكرية لكنه رفض ذلك لاقتناعه ان قسم اللغة العربية يناسبه كثيرا. وهذه السياسة اتبعها منذ تخرج اول ابن لي والذي توجه الى كلية الهندسة والثاني توجه الى كلية الملك خالد العسكرية ولم اتدخل في توجه اي واحد منهما والحمد لله فقد حالفهما التوفيق.
البحث والاستفسار
اما منيف الوايلي والذي يستعد اثنان من ابنائه الدخول الى المرحلة الجامعية فيقول: انا لا املك الخبرة الكافية من اجل توجيه ابنائي الى افضل كلية او قسم انما احاول الاستفسار دائما ممن يملكون الخبرة وبعض المختصين لكي اضمن افضل التخصصات لأبنائي الذين تخرجوا من الثانوية العامة القسم العلمي واحاول ان يكون الاثنان في مكان واحد او كلية واحدة لكي يعين كل واحد الآخر، مع ان امهم تشير اليَّ بدخولهم في الكليات العسكرية.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved