| العالم اليوم
مع أنه من السابق لأوانه التأكد من نجاح تطبيق خطة مدير ال C.I.A جورج تينيت والتي أجبرت السلطة الفلسطينية على القبول بها، لأن إفشال الخطة سواء من قبل الفلسطينيين المعارضين لها، أو الإسرائيليين الذين يريدون إلغاء كل شيء فلسطيني، وكلا الطرفين قادران على إفشال الخطة بخرق أي بند منها، فيكفي أن يقوم استشهادي بعملية داخل العمق الإسرائيلي أو حتى عند المواقع الإسرائيلية داخل أرض السلطة الفلسطينية، أو يطلق قناص رصاصة على إسرائيلي مستوطنا كان أو ضابطا كالذي حصل يوم الخميس الماضي، أو تطلق بضع قذائف هاون، إلا ويجد الإسرائيليون حجة في نقض الاتفاق.
كما أن المستوطنيين وغلاة الإسرائيليين من متطرفين أومتشددين لهم أساليبهم العديدة في خرق الاتفاق فهم لايحتاجون الى محرض لمواصلة عدوانهم على الشعب الفلسطيني .
إذن فإن خطة تينيت تواجه احتمالات الفشل، والانهيار خاصة وأنها اهتمت بمعالجة الظواهر دون الاهتمام بالأسباب فالعنف الذي يصر الأمريكيون والإسرائيليون على وصف الانتفاضة به، ما كان يحصل لو أن الشعب الفلسطيني حصل على حقوقه المشروعة، فحتى الحد الأدنى من هذه الحقوق التي تضمنتها اتفاقيات أوسلو وواشنطن والقاهرة وشرم الشيخ لم ينفذ منها أي شيء هام، وحتى الذي تحقق انتهكته إسرائيل، فالأرض التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية والتي اعتبرت محررة، أعيد احتلالها ودخلت الدبابات المناطق الفلسطينية «المحررة» ودمرت المنازل وجرفت المزارع وانتهكت الطائرات حرمة السماء الفلسطينية وهدمت مقرات السلطة الفلسطينية العسكرية والمدنية.
المواطن الفلسطيني الذي ظل يحلم بوطن فلسطيني حر ودولة مستقلة أفاق على صواريخ أرض أرض، وصواريخ اخرى تطلق على منازل مدنه من طائرات الأباتشي وطائرات الإف 16 والمدفعية تدك بيوت أهله وجيرانه وأبناء شعبه..!!
آفاق من حلم الدولة وهو يرى حتى المدن الفلسطينية معزولة عن بعضها البعض ومحاصرة بالدبابات بحيث يتعذر على امرأة حامل تواجه المخاض الوصول الى المستشفى فتلد عند حاجز إسرائيلي..!!
المواطن الفلسطيني أفاق من حلم التمتع بوطن حر مثله مثل أي إنسان آخر، على واقع مر لا يجد فيه لقمة عيش، ولا عملاً ولا أماناً ولا احتراماً، فضلا عن مصادرة حريته...!!
المواطن الفلسطيني الذي ساوى بين الحجارة التي يقذف بها محتليه بالصواريخ التي تنهال على رؤوس أبنائه.. فطلبوا منه الالتزام بوقف إطلاق النار.
هل يمكن أن نتصور أن يصمد وقف إطلاق نار يساوي بين الحجارة والصواريخ..؟!!
هل يمكن أن نتصور أن يصمد اتفاق بين شعب فقد كل شيء ولا يوجد لديه شيء يخاف على فقده.. و «شعب» يملك كل شيء ويتمتع بكل شيء.. من الطائرة التي تقتل إلى وقوف كل الدول إلى جانبه؟!!
هل يمكن أن نتصور أن يصمد اتفاق بين إنسان جائع ومحروم.. وبين آخر متخم بالأكل والغرور..!!
هل يمكن أن يصمد اتفاق بين ظالم مغرور ومقهوريائس؟!!
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|