هل الشاعر الشعبي سطحي الثقافة؟
هل هو قليل الاطلاع على مصادر المعرفة؟
هل قراءات الشاعر الشعبي بعيدة عن الكتاب قريبة من المجلات الشعبية والفنية فقط؟
هل وصلت ثقافة شعرائنا الشعبيين إلى مرحلة الإقناع؟
هل كل ما سبق مجرد اتهام يردده شعراء الفصحى لسحب بصيص من الضوء ظل ولفترة طويلة يضيء طرقات الشعراء الشعبيين؟
وهناك سيل من الأسئلة والاستفهامات تدخل في إطار الحيثية المطلة بهامتها على فضاءات ساحاتنا الشعبية.
لست متحيزاً مع الفصيح ضد العامي أو مع القديم ضد الجديد، ولا أرى أن امكانات الشعراء المعاصرين تقل عن إمكانات من سبقهم، ولكني أرى أن القضية تكمن في التوظيف والتعبير بأقصى درجات الوعي والثقافة، فالشاعر الشعبي في قفص الاتهام لحملة هجومية تفرزها بعض الانطباعات والكتابات حول حصيلته المعرفية ومستوى إدراكه ووصف مفرداتها بالدونية.
وقراءة سريعة لنتاج شعرائنا الشباب في هذه المرحلة وإن استثنينا منهم القلة نجد فيها من التكرار الممل داخل القصيدة الواحدة والتصنع والادعاء وعدم التوظيف المناسب للمفردات والصور بشكل لايخدم النص إبداعياً أو فنياً.
ولأن إطلاق مثل تلك التهم جزافاً لا يتواءم البتة مع بعض شعراء نلمس فيهم تنوع الحصيلة المعرفية والرؤية العالية والإدراك المستنير بثقافة عميقة ارتوت من مصادر وأوعية المعرفة المختلفة.
وبعد..
فلا يزال الوعي الثقافي مطلب الساحة الشعبية وأحد أهم حاجاتها في هذه المرحلة ومازلنا نتأمل القصائد التي تجود بها قرائح شعرائنا المعاصرين نبحث من خلالها عما يمكن أن يكون جديداً وفريداً.
هذه الحاجة تفرضها عقلية المتلقي المعاصر في عصر ثورة الاتصالات وتفجر المعلومات.
الجهة الأخيرة:
للشاعر الحميدي الثقفي: