| الريـاضيـة
الرياضة لغة عالمية لنشر المحبة والسلام والوئام بين الشعوب، وهي عالم رحب للسلام والتنافس الشريف. ورغم هذه الأهمية للرياضة فإنها لم تنج من المشاكل والمنغصات التي تسيء لها ومن ذلك ظاهرة التشجيع الرياضي والسلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض الجمهور بعد نهاية المباريات، حيث تعتبر ظاهرة التشجيع الخاطئ وغير المتزن وكذلك السلوكيات الخاطئة التي تقوم بها بعض الجماهير بعد نهاية المباريات من الظواهر الاجتماعية والنفسية التي بدأت تظهر في مجتمعنا.
ومما يبشِّر بالخير ولله الحمد أن ما يظهر في المجتمع السعودي لا يصل إلى ارتكاب الجريمة أو العبث بالممتلكات ولكن تزايد هذه الظاهرة يبعث على الخوف ويتطلب منا ان تتضافر الجهود من جميع الجهات المسؤولة للحد من تطور تلك التصرفات غير المسئولة من قبل بعض الجماهير حتى لا تتطور وتصبح مشكلة يستعصي حلها والقضاء عليها.
إن المنافسات الرياضية بين الأندية ما هي إلا قوة كبيرة دافعة في المجتمع لتحقيق مفهوم التكامل الرياضي وتحقيق مفهوم الروح الرياضية الإيجابية إلا أنه للأسف الشديد يلاحظ بعض السلوكيات غير المسؤولة من قبل بعض الجماهير وخصوصاً بعد نهاية بعض المباريات مثل استخدام السيارات بشكل غير لائق مثل التفحيط أو السباق وإطلاق الأصوات المزعجة مثل أجهزة التنبيه وأجهزة التسجيل أو تعطيل حركة السير أو التجمعات بعد المباريات أو حدوث المشاجرات. وكل هذه التصرفات غيرلائقة بمجتمعنا المسلم، فديننا الإسلامي حث على الرفق واحترام الطريق.
ü وقد أولت وزارة الداخلية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبدالعزيز حفظه الله هذا الجانب اهتماماً كبيراً وما تلك القرارات الأخيرة التي صدرت بحق بعض الجماهير الذين يمارسون تلك الظواهر السلبية بعد المباريات إلا دليل على حرص القيادة الحكيمة حفظها الله على القضاء على تلك التصرفات الدخيلة على مجتمعنا المسلم.
إن التعبير عن الفرح والانتصار حق للجميع ولكن يكون بالصورة التي تكفل الأمن والاستقرار للآخرين دون إيذاء أو إزعاج. وقد أولت الرئاسة العامة لرعاية الشباب هذا الموضوع أهمية كبيرة حيث سعت إلى اتخاذ الوسائل والتدابير المتنوعة لمواجهة هذه الظواهر والقضاء عليها إن شاء الله.
ü وللإعلام دور كبير وعلية مسئولية عظيمة في هذه الظاهرة واستعمالها فالقنوات الفضائية والصحافة تلعب دورا كبيرا في استثارة الجماهير وزيادة انفعالاتها حرصاً منا على جذب المستمع والقارئ إليها، فبعض هذه المؤسسات الإعلامية يكون همها الجذب والربح فقط دون النظر إلى الآثار السلبية التي قد تحدثها مثل تلك الأطروحات فكما نشاهد اليوم في بعض القنوات الفضائية والصحافة، فإننا للأسف لا نشاهد أو نقرأ إلا الجوانب السلبية من خشونة أو تحكيم أو أخطاء أخرى ويغفلون النواحي الإيجابية لهذه المناسبات الرياضية فأصبح الهم الأول لتلك المنابر الإعلامية استثارة الجماهير وجذبها بأي طريقة ومهما كانت النتائج. وكل ذلك يعود على رياضتنا بأضرار كبيرة ويهدم ما تم بناؤه وتأسيسه منذ سنوات طويلة.
وختاماً فإنه حري بنا كشباب مسلم أن نتجنب هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وأن يكون للفرح حدود وضوابط يجب ألا نتجاوزها كما أنه من الأهمية كذلك المحافظة على مشاعر الآخرين من المواطنين أو المقيمين وكذلك المحافظة على المكتسبات الحضارية لمملكتنا الحبيبة.
وأرجو من الله العلي القدير أن تكون كل أيامنا أفراحا وأن تتواصل انتصاراتنا السعودية في كافة المجالات والا نعكر صفو هذه الانتصارات بتلك التصرفات الخاطئة.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه.
*معلم التربية البدنية
مدرسة مرات المتوسطة
|
|
|
|
|