أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th June,2001 العدد:10488الطبعةالاولـي السبت 24 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

لماذا إلغاء الشؤون الصحية بالقريات؟
لا نريد تطويراً يحمل مسمى ويفعل عكسه!!
عزيزتي الجزيرة:
منذ ما يزيد على الشهر ولا حديث لاهالي القريات الا قرار الغاء الشؤون الصحية بالقريات.. بين مؤكد للقرار وأنه جدي ولا رجعة عنه وبين مكذب له وغير مصدق لجديته وبين رأي يؤكد بأن الشؤون الصحية هي الاولى ولن تكون الاخيرة في ظل سلسلة اجراءات ادارية يتوقع منها الغاء الكثير من الاجهزة الفاعلة على الصعيد الخدمي والتنموي وبقيت الامور بين مد وجذر وترقب وانتظار يغلفه جو دخاني عاصف لا يمكنك من الرؤية بوضوح، لكنه تبين ان الامر ليس مزحة ولا هو تهويهم او تهويش وان الامر جدي. وامام هذا المستجد والذي ينطوي على امور غاية في الاهمية.. نتوقف عند نقاط عدة تفضي بنا الى مداخلة حوارية اساسية تتعلق بجانب امر خدمي وتلك النقاط نلخصها بتساؤلات قد تبين الحقيقة التي غابت او هي غُيبت وتتمثل في:
هل يعني ان تطوير الخدمات الصحية بالقريات والنهوض بها يعيقه وجود مديرية للشؤون الصحية ولا يمكن تطويرها الا بالغائها او على الاقل تغيير المسمى حسب ما يؤكد عليه مدير عام الشؤون الصحية بالجوف خلال زيارته للقريات يوم الثلاثاء 13/3/1421ه بمداخلة له مع )الجزيرة(، فهل العائق المسمى؟
نحن نؤمن بأن ما من عمل يأتي كاملاً وطالما هناك حركة فالوقوع بالخطأ امر وارد، فهل يعني ان ايجاد مديرية للشوون الصحية بالقريات كان قراراً خاطئاً؟
وان كان كذلك ألم يكتشف الا في عام 1422ه اي بعد ست عشرة سنة؟ سؤال منطقي ويحتاج لاجابة منطقية.. واذا اقنعنا )وذلك بعيد(. فهل يعني التطوير في فهم من يروج له التراجع الى الوراء؟؟ خاصة وان إحداث المديرية جاء بعد ان كانت صحة القريات وكذلك صحة الجوف ترتبطان مع مديرية الشؤون الصحية بعرعر ورأى ولاة الامر حفظهم الله ان المصلحة العامة تقتضي ايجاد مديرية بالقريات لترعى الخدمات الصحية وتسعى لتطويرها والارتقاء بالخدمة المقدمة وبعد ان كانت ملاك صحة القريات مستشفى واحداً وعدداً محدوداً من المراكز الصحية احدثت هذه المديرية فهل نسعى للتطوير اليوم بالالغاء وملاك هذه الجهة ثلاثة مستشفيات وواحد وعشرون مركزاً صحيا ومحجرا صحيا ومركزا تخصصيا لطب الاسنان ولدى الوزارة مشروعان لانشاء مستشفيين احدهما بالحديثة والآخر في العيساوية وبسعة خمسين سريراً لكل مستشفى )وأخشى ان يلغيا او ينقلا الى موقع آخر( فأي الوضعين يستوجب ايجاد المديرية؟ هذا الوضع ام ما كان سابقا؟؟ وايهما يتطلب اشرافا مباشراً وقريبا يعطي العمل مرونة وسرعة أداء؟؟؟
لا يغيب على الفطن بديهيات واضحة وضوح الشمس ويسأل ببراءة ونقاء.. هل هذا تطوير؟؟ ام ماذا يطلق عليه من تسمية؟؟
فان كان الامر سعياً للتطوير فالذي نعرفه ان الدولة اعزها الله تفعل كل ما من شأنه رقي الخدمات بشكل عام والصحة بشكل خاص وتغدق عليها الشيء الكثير والامر في واقعه ليس تطويراً ولا تحديثا وهذا مخالف لخطط الدولة بقيادتها الرشيدة بل هو يعني تحجيماً للخدمات الصحية بالقريات وتكبيلا لها وعودة بها الى الوراء سنين وهذا ليس دأب الحكومة ابدا ان تلغي ما فعلته لمواطنيها سعيا لخدمتهم على أفضل مستوى وحرصا على تطوير مناطق بلادنا وتنميتها وتحضّرها ولم يسبق ان حصل مثل هذا على الاطلاق!!
ان اقنعنا بهدف التطوير الا يحق لنا ان نسأل لماذا لم يتم ربطنا مع ادارة للشؤون الصحية تعاني ما تعانيه القطاعات المسؤولة عنها من ترد والادلة هي وضع الخدمات الصحية بالجوف نفسها وهي غير قادرة اصلا على تطويرها والمواطن هناك يشتكي من سوء خدماتها بل وترهلها فكيف نطلب منها ان تطورنا؟
يا للعجب!! ياللعجب!!!؟
لقد عانت القريات كثيراً في خدماتها والتي لها ارتباط مع جهات خارج القريات وسبق ان تمرسنا في تعليم البنين وتعليم البنات ولم يتطورا الا في ظل وجود ادارتين تمارسان مهامها بكل اخلاص وبقينا في قطاعات مازالت )مكانك راوح( فهل يراد لنا العودة الى حيث كنا؟؟
الذي اعرفه ان ما من قرار يتخذ وهو يمس مصالح المواطنين لا يعمل به ولا ينفذ الا بعد دراسة مستفيضة وتمحيص وتدقيق يجعلان صاحب القرار يصدره وهو مطمئن لسلامة الاجراء فهل بني قرار الالغاء على دراسة اعتمدت في تشخيصها على المعلومة الدقيقة وغلبت المصلحة العامة فيها؟ وهل تبين لها سلبيات الالغاء الكثيرة والكثيرة جدا والايجابيات المعدومة تماما. ام ان القرار اتخذاستجابة لرغبات لمعلومات مغلوطة وتفتقر للمصداقية؟؟؟ من الصعب جدا حين تكتشف الخطأ ان تستمر عليه وبعد مضي وقت من اتخاذه فكيف ننفذ قرارا خاطئا من وقت اتخاذه؟؟؟
انني اتمنى من معالي وزير الصحة د. اسامة شبكشي وقد عرف عنه الاخلاص والتجرد وتغليب المصلحة العامة والنظر بجدية والعمل في ترجمة تطلعات حكومتنا الرشيدة والهادفة لكل ما من شأنه تحقيق افضل الخدمات الصحية للمواطنين في القرية والمدينة والهجرة وعلى حد سواء. فهل يتفضل معالي الوزير وقد عهدته كما عهده كل مواطن مؤمنا برسالة وزارة الصحة واهدافها ومتطلعا للارتقاء بالقطاع الصحي والنهوض به ان يتأمل القرار وان يعيد التدقيق في مبرراته ويقرأ ما بين سطورها ويضع تساؤلاته عن كل النقاط المدرجة والتي ألبست الزهو والبريق وهي جوفاء عارية؟؟ فالقريات وسكانها راضون بالخدمة المقدمة ولا نريد تطويراً يحمل مسمى ويفعل عكسه وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وان يحق الحق والله الموفق.
سليم صالح الحريّص

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved