أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th June,2001 العدد:10488الطبعةالاولـي السبت 24 ,ربيع الاول 1422

محليــات

لما هو آت
العصا لمن لا عصا له)1(
د. خيرية إبراهيم السقاف
من الموضوعات «التربوية» التي تستحق الدرس، والتفكير، ووضع الضوابط، وآليات التنفيذ موضوع «العقوبة»،...
ومبدأ العقاب، والجزاء ... مبدأ سلوكي إجرائي يتعلق بضوابط «بقاء» و«ممارسة» الإنسان في الحياة ... وإن لم يكن، تحولت الأمور إلى «انفلات» لا تحسن نتائجه ...
ولكلِّ «موقف» إنساني ما له من «العقوبة» أو «المثوبة» ، تبدأ بالتنبيه الإشاري فالقولي، وتنتهي «بالمادي»، سواء عند ابتسامة الشكر، أولمحة الرفض ... ،
وتتدرَّج هذه المبادئ القيَمية في شكلها ومضمونها وأساليبها وتنفيذها حتى تصل حدود التعزير والقتل، أو المكافأة المجزية...
والمثوبة والعقاب لا يقفان في أمر التعامل بين الواحد والآخر في الحياة اليومية ضمن العلاقات البشرية ... ، بل تتخطى إلى المجتمع المؤسساتي بكامل فروعه، وأنماطه، وأدواره ... وبعدد ما فيه من «بشر» بدءاً بالمجموعة الصغيرة داخل حجرة، أو انتهاء إلى مصنع يضم المئات ...
من هنا أُسند أمر العقوبة والمثوبة في التنظيم المجتمعي الصغير أوالكبير إلى ذي قرار، بدءاً بالراعي الأول في الأسرة الصغيرة «البيت» أو الأول في الأسرة الأكبر «المدرسة» أو المجتمع ذي الجماعات العديدة الأكثر اتساعاً «الوطن»...
فالآباء الأولياء، والمدراء الأولياء، والحكام الأولياء هم ذوو القرار في تحديد العقوبة والمثوبة لكلِّ من ينضوي تحت مظلة رعايتهم...
ولقد نُظَّمت أنماط وأنواع وأساليب وطرق العقوبة والمثوبة في تقنينها وفي تحديد نوعها وطرقها في المجتمع البشري على الأرض منذ عقوبة آدم بنزولة إليها ، ومنذ غراب قابيل ، ودماء هابيل...
ولم يترك «الاسلام» الدين القويم أمر الإنسان مطلقاً للإنسان، بل حددَّ الشاردة في هذا الأمر والواردة، والصغيرة والكبيرة ... ولم يكتف بذلك، بل جعل هناك ضابطاً أكبر وهو «الشهود»، وقرائن الاثبات، ثم ربط كلَّ ذلك بالخفايا في الصدر وجعلها معلقة بالإيمان وبتقوى الله وبالخوف منه...، ولم يقتصر على ذلك، بل جعل النَّصيب الأوفر في تقدير العقوبة ونتائجها ممن يجريها، ولمن تقع عليه، وكذلك المثوبة إلى أمر الله تعالى فيها...
فكلّما زادت التقوى كلّما كان الخوف من الله تعالى، والأمل فيه هو مناط: متى تتم العقوبة، أو تُمنح المثوبة، وكيف تتحققان ... لأنَّ الله تعالى وحده من يختم العقوبة والمثوبة بنتائجهما على من يجريها وعلى من تقع عليه.
من هنا جاء مبدأ الصدق والعدل والحكمة في أمرهما...
فإن خلصنا من هذا إلى موضوع العقوبة والمثوبة في المحيط التربوي أي في بيئة التعلُّم والتعليم أي بين فئات البشر في مجتمعهم «الأسرة الأكبر» المدارس من دارسين يُمثّلون الرعاة، والمدراء والمدرسون يُمثّلون الراعين وتساءلنا كيف هو حال العقوبة والمثوبة في هذه البيئة ... لوجدنا أنفسنا أمام ما يترى من أخبار، وما يُنشر عن أحداث تقع في المدارس بين الرعاة والراعين بحيث يدعو الأمر إلى «استعجال» في التَّدخل كي يعاد النظر في ضوابط هذا الأمر...
فالضرب في المدارس يقع من المدرسين على الدارسين بمثل ما أوردت هذه الصحيفة في عدد الأمس الجمعة 23/3/1422ه في الصفحة الأخيرة عن ضرب لا يمتُّ إلى السلوك الإيماني قد وقع من «مدرس» و«وكيل مدرسة» على طالب في «المرحلة المتوسطة» وأضع خطوطاً عريضة تحت «المرحلة» كي أُلمح إلى «عمر» الطالب الذي يحتاج فيه إلى رعاية شاملة من جميع الجوانب بل الرعاية «النفسية» أشدها إلحاحاً من التعليمية في هذا الشأن في هذا العمرعلى وجه التحديد.
ويقع من الدارسين على مدرسيهم كما نشرت الصحف قبل ذلك عن أحداث في هذا الأمر...
والأمر لا يترك لاجتهاد أب، أو دارس، أو مدير، أو مدرس، أو قاريء، أو كاتب، أو مجموعة من «التربويين» ينفردون بالاجتماعات وبنتائج المقترحات وفق منظور شخصي يمثِّل وجهات نظرهم، الموضوع يحتاج إلى ما هو أبعد...،
يتبع في الغد


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved