أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th June,2001 العدد:10488الطبعةالاولـي السبت 24 ,ربيع الاول 1422

القرية الالكترونية

وحي المستقبل
الانتساب الإنترنتي في الجامعات هل هو حل لمشاكلنا؟ 13
د. عبد الله الموسى
في هذه الأيام تكثر الشكاوى والآهات من الآباء والأمهات حول مصير فلذات أكبادهم الذين تخرجوا حديثا من التعليم العام. ذلك إن الوالدين في الوقت الحاضر بدأوا بالبحث عن مقاعد لأبنائهم في الجامعات، ومنهم من عقد العزم على الدراسة في الخارج. وقبل البداية هنا فإنني أحب أن أشير أنه من المعلوم عالميا أن التعليم العالي هو اختياري. ذلك أن الإعداد العام الذي يتم بنهاية المرحلة الثانوية هو الأساس في جميع دول العالم، ومن ثم يبدأ ما يسمى بالإعداد الفني أو التوجيهي أعني بذلك اختيار التخصص الذي يرغب الفرد سواء أكان فنيا أو نظريا أو غيرذلك. ورغم أن وزارة التعليم العالي قامت مشكورة بفتح قنوات للتعليم العالي منها «دبلوم الجامعات السعوديه»؟ الكليات الأهلية. فدبلوم الجامعات السعودية حقق الكثير من الإيجابيات، إلا أن الرسوم العالية وقفت عائقا أمام بعض التخصصات، وعلى صعيد الكليات الأهلية فقد أعلنت الوزارة قبل ستة أشهر عن لائحة الكليات الأهلية الربحية إلا أننا لم نسمع بل لم نر أي كلية بدأت في التطبيق أوعلى الأقل أعلنت بداية الدراسة.
في هذا العام خريجات المرحلة الثانوية من البنات فقط 124 ألف طالبة ومن البنين 114341 طالبا . وقد أعلنت الرئاسة أن الطاقة الاستيعابية في كلياتها هي50 ألفاً والجامعات سوف تستقبل عددا قليلا من الطالبات وليكن 10 آلاف، وهذايعني أن لدينا فقط أكثر من 60 ألفاً ولنقل أن 30 ألفاً )50%( غير راغبين في الدراسة فهذا يعني أن لدينا حوالي 30 ألف طالبة لا يوجد لهن مقاعد في المملكة.
وعلى صعيد البنين فإن المقاعد الموجودة في الجامعات والكليات العسكرية والفنية تقارب هذا العدد أعني 50 ألفاً؟ وهذا يعني في الحقيقة أننا في أزمة وطنية كما ذكر الدكتور خليل الخليل في مقاله يوم الجمعة الماضي «يجب معالجتها من جذورها». والسؤال أين يذهب هؤلاء؟ وهل تساعد التقنية الحديثة وخاصة الإنترنت بتوفير الحلول المناسبة وخاصة للطالبات؟ وكيف ذلك؟ وما الفرق بين الانتساب الإنترنتي والتعليم عن بعد؟ سوف أجيب في هذه الحلقة والحلقات القادمة عن هذه الأسئلة والحلول المناسبة التي توفرها الإنترنت.
يعتبر التعليم عن بعد أحد المفاهيم الحديثة القديمة بنفس الوقت، فهو وإن أعطي اسما جديدا إلا أن الهدف واحد، وهو محاولة التخلص من حضور الطالب/ الطالبة في التعليم العالي خاصة إلى مقعد الدراسة ومتابعة دراسته عبر الكتب ؟ أوعبر وسائل الإعلام الحديثة وخصوصاً الإنترنت. والمتتبع للتطورات التي مر بها التعليم عن بعد يجد أن عناصر العملية التربوية ليست مكتملة فنظام الامتحانات غير موجود، وكذلك التفاعل المباشر مع الطلاب هو الآخر غير موجود، كما أن بيئة التعلم ليست موجودة ذلك أن الطالب قد يتعلم في بيئة غير منظمة ولا يتوفر فيها أدوات التطبيق وخصوصاً المعامل فهو يتلقى التعليم النظري فقط. وهذه عناصرأساسية في العملية التعليمية وبالتالي فإن مخرجات التعليم عن بعد أيا كان نوعه يكون أقل من التعليم النظامي.
ومهما يكن من أمر فإن المتابع لتاريخ التعليم عن بعد يجد أنه يركز على العلوم النظرية وليس العلوم التطبيقية إلا أنه في الوقت الحاضر وباستخدام الإنترنت، وبعد أن وجد ما يسمى بالفصل الافتراضي والحقيقة الواقعية التي أتاحت الفرصة للتفاعل الحي بين الطالب وبين جامعته، وبين كليته كما أن البرامج التعليمية الحاسوبية المعتمدة على التفاعل جعلت من الممكن التعليم عن بعد حتى في المعامل.
ولكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون فإن الإنترنت ساهمت مساهمة فعالة بالتوسع بهذا النوع من التعليم ولاسيما بعد إمكانية متابعة الطالب بالصوت والصورة بنفس الوقت؟ يعتبر التعليم عن بعد )Distance Learning( أحد الوسائل الرئيسة التي يمكن استخدامها كوسيط للتعليم بين المؤسسة التعليمية وطلابها في مختلف أنحاء العالم.
وقد تعددت التعاريف لهذا النوع الجديد في التدريس فقد عرف على أنه استخدام وسائل الاتصال لنقل المعلومات للطلاب عندما يكونون في مكان والمعلم في مكان آخر. بينما عرف بعض التربويين التعليم عن بعد بأنه «النظم والطرق التي يمكن بواسطتها إتاحة الفرصة للمتعلم للحصول على أكبر قدر من المعلومات».
وقد أصبح التعليم عن بعد عنصرا أساسيا في سياسة التعليم ونظامه وخططه في التسعينيات ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال بل إن الطلب سيزداد على هذا النوع من التعليم في القرن الحادي والعشرين.
والمتابع لواقع التعليم عن بعد يجد أنه يستخدم الوسائل المعينة في وقته، ففي وقت كان الورق هو الوسيلة المثلى لهذا النوع من التعليم ويتم التراسل بين الطالب والمؤسسة التعليميةعبر البريد العادي؟ وبعد فترة ليست بالوجيزة تم استخدام محطات التلفزيون والراديو والأقمار الصناعية لنقل الصوت والصورة إلى أماكن محددة ومراكز معنية في بعض دول العالم ويقوم الطلاب بأداء الامتحانات والحضور أحيانا إلى تلك المراكز.
ثم بدأ هذا التعليم بنقل الدروس عبر الأقمار الصناعية وخصوصاً بعدظهور المحطات الفضائية. كل هذا يؤكد أن التعليم عن بعد استفاد من التقنيات المتاحة في وقتها.
والمتتبع لواقع التعليم عن بعد يجد أن الإنترنت لعبت دورا مهما في تغيير أشكال استخدام التعليم عن بعد. فبعد أن كان التعليم عن بعد مقتصرا على مكان معين أصبح أكثر سعة وانتشارا وأصبح بإمكان الجامعات ربط مواقع كثيرة في أماكن متعددة في العالم بتكلفة يسيرة وبكفاءة عالية، كما فعلت جامعة ويسكانسن )Wisconsin of University( حيث قامت بربط أكثر من معهد بشبكة واحدة لإلقاء الدورات التدريبية.
وللحديث بقية
*جامعة الإمام محمد بن سعود
almosa@almosa.net

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved