| الثقافية
* كتب عبدالحفيظ الشمري:
اختتمت الاسبوع الماضي فعاليات معرض تونس الدولي التاسع عشر للكتاب والتي شارك فيها 60 دولة وأكثر من 200 ناشر إضافة إلى إسهام العديد من المنظمات الإنسانية العربية والعالمية.
ويعد معرض تونس للكتاب هو نقطة الالتقاء بين المشرق العربي ومغربه إذ تعد هذه التظاهرة الكبيرة للكتاب بمنزله تجديد التواصل والتعرف عن كثب على أهم ما تطرحه دور النشر في العالم العربي والذي يعد حصيلة إنسانية ثرية تسجل حضورها في المشهد الحضاري والثقافي.
استمر المعرض وعلى مدى عشرة أيام في تقديم آخر الاصدارات والمؤلفات بمختلف اللغات ووفق عدد من القنوات وأوعية المعلومات المتطورة من حاسب آلي ونظم حفظ واسترجاع ووسائل تعليم وايضاح وتصوير ورسم وزخرفة إضافة إلى أنشطة ثقافية وأدبية مصاحبة لفعاليات المعرض.
شهد الأسبوع الأول من أيام المعرض عدداً من الفعاليات الثقافية والندوات المصاحبة إلا أن الاعلان عنها والتنويه لم يكن كافياً حتى جاءت هذه الندوات بمنزلة أنشطة مستقلة لا تأتي من سياق مايقدمه الناشر مثلاً أو القارئ الذي تشغله مثل هذه المناسبة حتى إن المتابع لأنشطة المعرض شعر في اختفائها تماما في الاسبوع الثاني إذ تسلط الاهتمام على مايعرض في الصالات الثلاث في قصر المعارض بالكرم خارج العاصمة )تونس( وهو توجه أوحى إلى أن القارئ يرى في المادة المطبوعة أهمية تفوق مايقال في هذه الندوات والمحاضرات التي أقيمت بشكل هادئ جداً.
كتابنا وأدبنا إلى أين ؟!
إبداع الأدباء السعوديين كان له حضور واضح في ذهن الكثير من زوار معرض تونس الدولي للكتاب إلا أنه يختفي من أرفف المكتبات ودور النشر في المعرض.. حتى إنك لو تجرأت على السؤال عن إبداعات كتاب المملكة العربية السعودية ستجد ان الإجابة غير واضحة من أصحاب دور النشر والذين ينظرون إلى أدبنا ونشرنا بشيء من الاستخفاف ربما أو عدم الاهتمام.
فرواد المعرض لايمكن أن يرووا انتاج أي أديب أو مبدع أو مفكر لأسباب لا ندرك مغزاها حتى إنك ترى أن هناك كتابا عرباً مغمورين تبرز أعمالهم التي طبعت بأعوام سابقة ولا ترى أي جديد من أدبائنا.
قد يبرر لك صاحب هذه الدار أو تلك بأن الكمية قد نفدت أو أن الكاتب لم يلتزم بتخويله طباعة العمل من جديد إلا أن هذا فيما يبدو محط افتراء..
فهذا العام لم يعرض سوى كتاب الناقد محمد العباس )ضد الذاكرة( عن المركز الثقافي العربي بالمغرب في وقت يمكن ان تعدد فيه عشرات الكتب والمؤلفات التي صدرت لأدباء وكتاب من المملكة من أمثال د.عبدالله الغذامي، د. عالي القرشي، د. تركي الحمد، رجاء عالم، ليلى الجهني، د. حسن النعمي، وأحمد الدويحي، ونجوى هاشم، وكتاب آخرين أثروا الحركة الثقافية والأدبية بعدد من الاصدارات والمؤلفات.
جناح المملكة... العرض لايكفي..
سجل جناح المملكة العربية السعودية حضوراً متميزاً في فعاليات معرض الكتاب في تونس هذا العام إذ اشتمل الجناح على عدة جهات أسهمت في عرض ما لديها وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب، جمعية الثقافة والفنون، جامعة الملك سعود بالرياض، جامعة أم القرى بمكة المكرمة، الرئاسة العامة لتعليم البنات، وزارة التعليم العالي، دارة الملك عبدالعزيز، وزارة الخدمة المدنية، مكتبة الملك عبدالعزيز، مكتبة الملك فهد، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والمؤسسة العامة للتعليم الفني إضافة إلى إسهامات الملحقية الثقافية بتونس والتي أخذت على عاتقها مهمة التعريف بما لدى هذه الأجنحة من مؤلفات، مسهمة مع وزارة التعليم العالي بالربط بين هذه الجهات من أجل تقديم الكتاب السعودي والمطبوعات الأخرى ورواد هذا المعرض.
إلا أن ما يلاحظ على جناح المملكة هو انتهاجه أسلوب العرض إذا استثنينا تجربة جامعة أم القرى بمكة المكرمة والتي أقدمت على خطوة بيع الكتاب مما أخرجه من مأزق )انظر فقط(.
إصدارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض والأثرية الأدبية بمختلف مناطق المملكة كان لها حضور متميز وشهد إقبالاً من رواد المعرض وتكررت الأسئلة عن عدد من المؤلفات الأدبية بغرض التعرف عن قرب على ما لدى الأديب والكاتب السعودي.. فيما تم عرض عدد من الإبداعات القصصية والروائية التي تم نشرها من قبل الجمعية والأندية الأدبية.. ومازال السؤال يتردد طوال إقامة هذا المعرض عن سر عدم البيع والاكتفاء بالعرض فقط.
كما شهد ركن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إقبالاً متواصلاً نظراً لقيام المجمع بتوزيع القرآن الكريم على رواد المعرض مجاناً مما تسبب في تزاحم الرواد على جناح المملكة بطريقة غيرمسبوقة في حين أسهمت الجهات الأخرى بالتعريف بما لديها من مطبوعات من خلال الشرح والعرض والتعريف بهذه المطبوعات.
أنظار القارئ تخطفها مغريات التقنية والذي يلاحظه الزائر لمعرض الكتاب الدولي في تونس هو انصراف المتلقي إلى تقنيات النشر الحديثة وأوعية المعلومات المتطورة إذ يلمح أن هناك ازدحاماً واضحاً على دور العرض لأجهزة الكمبيوتر والوسائط الالكترونية الخاصة في تقنية المعلومات.. في وقت حافظ الكتاب العربي على هدوئه.. وانزوائه حتى ان الناشرين يحاولون في هذا السياق أن يلفتوا انتباه القارئ والمتلقى من خلال عرض بعض الكتب التي تقترب في الوصف الحسي والتصوير الجسدي والحديث عن أدق التفاصيل في محاولة فيما يبدو استمالة القارئ واستدراجه إلى الكتاب العربي الذي بدأت تزاحمه انثيالات التقنية المعلوماتية الهائجة.
|
|
|
|
|