أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th June,2001 العدد:10488الطبعةالاولـي السبت 24 ,ربيع الاول 1422

المجتمـع

قصص واقعية ترصدها «الجزيرة» على ألسنة أصحابها
السياح السعوديون عرضة للإهانة والابتزاز
* تحقيق فهد المطرفي
ماذا يحدث للسائح السعودي في الخارج؟ سؤال غريب بعض الشيء لان السياحة عموماً مرتبطة بالسعادة والاوقات الممتعة ولكن ما يحدث لأي سائح في العالم شيء وما يحدث للسائح السعودي )بالذات( شيء آخر وخصوصاً في بعض الدول العربية )الشقيقة( وسبب ذلك يعود الى ان بعض شعوب هذه الدول السياحية لا تنظر للسائح السعودي بانه مجرد سائح بل تنظر اليه على انه منجم من الذهب يجب عليهم استثماره بكل الوسائل لتحقيق اكبر ارباح ممكنة خلال فترة بقائه في بلدهم في اجازة الصيف.
وذنب هذا السائح الوحيد الذي اقترفه انه فضل قضاء الاجازة في هذا البلد تاركاً الكثير من البلدان الاخرى.
كلامنا هذا له ما يبرره ولدينا الامثلة الكثيرة والمتنوعة حول ما يقوم به كثير من الاشخاص في تلك الدول اثناء فترة اجازة الصيف وحتى قبل بداية الاجازة استعداداً لقدوم السائح السعودي الذي يعتبره البعض من هؤلاء )محفظة نقود متنقلة( نقدمها لكم في الأسطر التالية:
البداية من المطار
وانت في الطائرة متجه الى احد هذه البلدان ترسم اجمل الصور عن هذا البلد وتفكر كيف ستقضي هذه الصيفية واين ستذهب وترسم الاحلام الوردية عن هذه الرحلة التي تتمنى ان تكون موفقة وجميلة. ولكنك ستصطدم بالواقع.. فعندما تحط الطائرة على ارض المطار يقابلك العديد من الاشخاص الذين يكون همهم تسويق خدماتهم وعرضها على سياح معينين بطريقة استفزازية متكررة من شخص الى اخر حتى يظفروا بالريالات وهم يحققون ذلك لان السائح امام الحاح هؤلاء المرتزقة لا يمكن له الا ان يدفع حتى ولو لم يكن راضياً.
وطبعاً هذه التصرفات لا تعمل مع اي سائح يفد إلى هذه البلدان بل ان سياح النفط هم الوحيدون الذين يتعرضون لهذه الاستفزازات هذا الامر يحدث لمن يحضر لهذه البلدان بالطائرة اما من يسافر بالسيارة وتكون له فرصة الوقوف على الحدود فهذا له وضع آخر مختلف.
على الحدود
اذا لم تكن محظوظاً وقدر لك ان تسافر عن طريق البر فإن الوضع سيتضح لك تماماً. وننصحك بأخذ اوراق نقدية من الفئة القليلة لأنك ستضطر مرغماً الى توزيع هذه الاموال على كل من تقابل في مركز الحدود ابتداء من )اطلق شنب( الى العامل الصغير او البائع على الحدود لأنه لن يتم منحك تأشيرة الدخول او الختم على جوازك والسماح بالعبور الا )بالدفع( لكل هؤلاء.
ويروي محمد الحربي قصة ما جرى له على حدود احدى الدول العربية فيقول قررت الذهاب مع اسرتي لقضاء الصيف في احدى الدول العربية القريبة وكنت اعتقد ان الامر سهل ولن يأخذ وقتاً يذكر ولكن ما جرى ان الموظفين في مركز الحدود كانوا يتعاملون بطريقة استفزازية وكأن لسان حالهم يقول )ادفع او لن نختم على جوازك!( واذا قررت عدم الدفع فتحمل ما سوف يأتيك، وللاسف انا لم افهم ما كان يجري لذلك رفضت دفع اي مبلغ ولذلك فقد مكثت على الحدود مع اسرتي اكثر من ثلاث ساعات بالاهانات والاستفزازات. وعندما سارت الامور وقرروا اعطاءنا جوازاتنا كان رميها على كل شخص من بعيد هو أسلوبهم حتى ان بعضها كان يتساقط على الارض.
ويضيف الحربي: لقد احسن السدحان والقصبي في مسلسل طاش ما طاش عندما صوروا ما يجري تماماً على حدود الدول العربية.
بعد دخولك بالسلامة عبر الحدود فإن المشاكل لم تنته بعد حيث تبدأ قصة اخرى في البحث عن مكان للسكن الذي قد يطول الى ان تجد مكاناً مناسباً وستضطر لدفع ضعف المبلغ المطلوب حتى تستقر.
في الشقة أو مكان السكن
عندما تسكن في الشقة ويعرف اهل المنطقة ان ساكن هذه الشقة )سعودي( فتحمل ما تلاقي من المشاكل وعدم الراحة حيث يروي لنا خالد المزيني ما جرى له فيقول: ما ان عرف اهل الحي اننا نسكن في هذا المكان حتى بدأت قصة جديدة من الصداع ووجع الرأس. فقد كانوا يأتون الى الشقة بشكل يومي واكثر من مرة وكل منهم يحمل اوراقاً تدل على مرضه وحاجته لبعض المال لاجراء عملية عاجلة!
لذلك يجب الا يستغرب السائح عند توافد مثل هؤلاء عليه. وهذه ليست المشكلة الوحيدة بل يضيف المزيني انه في احد الايام ذهبنا للتنزه في احد الاماكن وعدنا الى الشقة مبسوطين ولكننا تفاجأنا بأن احداً ما قد دخل الى الشقة وعبث بها وكأنه كان يبحث عن اشياء لم يجدها، لأننا كنا حريصين على اخذ كل ما هو ثمين معنا في السيارة اينما نذهب لذلك لم يجد هذا اللص الا اشياء لا تستحق اخذها ومضى.
ويضيف المزيني انه ورغم وجود حارس للبناية الا انني اعتقد ان للحارس دوراً في السماح لهذا اللص بالدخول والعبث في شقتنا.
قصة اخرى يرويها ايضا فيصل الوابلي فيقول: ذهبت مع بعض الاصدقاء الى دولة عربية وسكنا في احدى الشقق وكانت هناك خادمة تأتي لتنظيف البيت كل يوم. وبعد يومين من وجودنا في هذه الشقة اكتشف احد الاخوان اختفاء 500 ريال من محفظته وحدث اختلاف بيننا تحول الى خلاف ولكننا اكتشفنا بعد ذلك ان هذه الخادمة هي من قامت بسرقة هذا المبلغ وعادت المياه الى مجاريها بين الاصدقاء.
وقصة اخرى حدثت في العام الماضي عندما قام مجموعة من الشباب بالسفر الى دولة عربية وبعد استئجارهم الشقة دخل عليهم مجموعة من اللصوص وهم نيام وقاموا بضربهم بشدة وتم توثيقهم بالحبال وقام هؤلاء اللصوص بأخذ كل ما يملك هؤلاء من اموال ومتاع ولاذوا بالفرار، وعندما ابلغ هؤلاء الشباب مركز الشرطة لم يفعل رجال الشرطة لهم شيئاً ولم يرسلوهم الى المستشفى بعد ذلك غادر الشباب هذا البلد الى المملكة ومن المطار الى المستشفى.
سعودي في السوق!
لا تستغرب اخي السائح عندما تسير في السوق وخلفك جيش من المتسولين يسيرون وراءك. واذا عطفت على احدهم وفتحت محفظتك لتعطيه شيئاً فالامر يزداد سوءاً لأنك ستخرج من السوق وليس معك شيء. فعندما تعطي احد هؤلاء فإن البقية يريدون منك ايضاً ان تعطيهم وسيلاحقونك حتى تعطي آخر واحد منهم.
يقول علي العطوي عن قصته في السوق: خرجت يوماً لاشتري بعض الحاجات من السوق ولكن ما جرى لي جعلني اهرب من هذا السوق بدون ان اشتري اي شيء مما خرجت لأجله لأنهم عندما عرفوا انني )سعودي( بدأ الكل يريد ان يكسب من ورائي فكل محل امر من امامه يقوم صاحب المحل )بجري( بقوة للدخول الى محله ليس ذلك فحسب بل ان الاطفال الصغار يسيرون ورائي يطلبون مني اعطاءهم بعض المال وهذا الامر يحدث اينما توجهت في الاسواق وغيرها.
ويضيف العطوي قائلا اما عن الاسعار فإن )السعر السياحي( كما يسمونه هو الذي يحز في النفس لأنك ترى ان البيع لغير السعودي بسعر وللسعودي بسعر آخر مضاعف اكثر من مرة ولا يكون امامك الا الدفع لان جميع المحلات متفقة على ذلك، ولن تجد احداً منهم يشذ عن هذه القاعدة.
احذر «المتسعودين»!
قد تصادف عزيزي السائح بعض الذين يدعون الحاجة ويقلدون لباس وهيئة ولهجة السعودي او الخليجي بصفة عامة ويطلبون بعض المال لأنهم سرقوا او حدثت لهم قصة ما في هذا البلد.
يحدثنا احد الذين )نصب( عليهم هؤلاء حيث يقول سعيد الغامدي: كنت في العام الماضي في لندن وكنت مع اهلي نسير في السوق حيث تفاجأنا بشاب من هيئته بدا لنا انه شاب سعودي اقترب مني وعرف بنفسه وقال قصته التي فحواها انه جاء هنا لقضاء شهر العسل وانه من اسرة معروفة في جدة، وان اللصوص قد سرقوا كل ما يملك ولن يستطيع الرجوع الى المملكة ويضيف ان الفندق الذي يسكن فيه يحتجز زوجته لانه لم يدفع. يقول الغامدي عندما سمعت هذا الكلام اخذتني النخوة وقمت بسحب ما معي من نقود وقدمتها له وطلبت منه ان يحدثني بمكان سكني اذا احتاج الى اي شيء.
والغريب انني في الغد ذهبت مع اسرتي الى نفس المكان فرأيته يستجدي غيري من السياح الخليجيين وبعد ذهابه سألت احد السياح من دولة الكويت الشقيقة عن هذا الشخص فقال لي انه يراه كل يوم هنا ويغير لسانه على كل لهجة فالكويتي يتحدث معه باللهجة الكويتية ويقول عن نفسه انه كويتي تقطعت به السبل ويقول ذلك للسعودي لذلك هو نصاب محترف اغلب الظن انه غير خليجي تماماً.
الحل ربوع بلادي
وبلا شك فان الحل يكمن في البديل )المحلي( لاننا نملك كل ادوات السياحة الجميلة والنظيفة وخصوصا واننا بدأنا نلحظ في السنوات الماضية ايجابيات كثيرة تتمثل في التنافس الحاصل بين مدننا السياحية لجذب اكبر قدر من الاموال وهي امور تفرح لأن المال يخرج من جيوبنا ويعود اليها والمهم هو مصلحة الوطن.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved