| مقـالات
رغم كل ما قيل ويقال.. ورغم تعصب البعض لأعراقهم ولغاتهم.. الا أنه ليس أجمل ولا أروع ولا أكثر بقاءً ونقاءً وجمالاً من لغتنا العربية..
للغة العربية جمال مختلف وإيقاعات موسيقية يميزها عن سواها، ورغم انها تعتبر من أصعب اللغات تعلماً )نحواً وصرفاً( خصوصا على غير الناطقين بها.. رغم ذلك الا انه تبقى لها خصوصية عذوبة مميزة تجعلك تحبها كلما تعمقت في دراستها.. يكفي انها لغة القرآن الكريم كي تكون بهذا الجمال وهذه العظمة..
أستاء كثيراً الى درجة الألم حين أستمع الى من يلحن في اللغة أو يبعث بمفرداتها بلا علم أو هدى.. ولا أقول بأني أريد من الجميع ان يكونوا فطاحل وعباقرة في اللغة العربية ولكن لا أقل من أولئك المذيعين والمذيعات أو من شابههم من أولئك الذين يجدون أنفسهم مطالبين بإلقاء خطابات في التجمعات والمحافل الرسمية أمام الملأ سواء كانت أمسيات شعرية أو قصصية أو ندوات عامة.
الأكثر عجبا من ذلك أنك حين تستنكر أو تعترض او تبدي ملاحظة على خطأ في مفردة ما يتعجب البعض منك ويجعلونك أنت موضعاً للاستنكار والدهشة كأنما يرون بأنك تهتم بما لا طائل تحته ولا غاية منه.. هي كلمة او عبارة تُلقى فلا ضير كيف تنطق.. فعلى سبيل المثال جاء شعار الأسبوع الصحي لهذا العام تحت عنوان:
«َلنْ نُغْفِلَ الصحة النفسية ولن نخذل مرضاها»
«َلنْ نُغْفِلَ» أصبح البعض ينطقونها نطقاً نشازاً غريباً )يَغْفِل نَغْفَل( كل يضع الحركات كيف يشاء بينما هي تُنْطَق «نُغْفِل» هناك خطأ آخردائما أجده يتكرر في الخطابات التي تلقى في الاحتفالات الرسمية وهو )هذه المقوُلة( أسمع من ينطقها هذه المقوَلة )بفتح الواو( وأنا أقول وهذه الكارثة.. فماذا تفهم من هذه المفردة حين تفتح واوها.. إذاً هناك خصوصية للغة العربية وهي انها تتميز بتلك الحركات التي توضع على الحروف.. إذ قد تجد مفردة واحدة من حروف واحدة تتكرر الا أنها تأخذ أكثر من معنى بسبب تغير الحركات على سبيل المثال:
رَجُلْ رَجِلَ رَجَّلَ
عَلِمَ عَلَّمَ عِلْم عَلَمْ
لن أشرح لكم معاني الكلمات أعلاه ولن أسترسل في ذلك فهذه من المبادىء البسيطة التي نتعلمها في مراحلنا الدارسية الأولى ولكن المشكلة ان الكثيرين ينسون ما تعلموه ويصرون على النطق الخاطىء للمفردات ويرون في حديثك حول هذا الأمر تفاهة وتمسكاً بالقشور بينما ذلك هو جوهر الأمر.. اذ كيف أفهم ما تريد ما دمت تنطق المفردات نطقاً غريباً نشازاً كيفما اتفق؟!
** وفي هذا المقام أذكر أن زميلة متعلمة تخرجت من الجامعة وعقدتها كما تقول اللغة العربية.. قالت: بأنها لا تستطيع التمييز فيما إذا كانت كلمة )تجربة( اسماً أم فعلاً؟!! فهي تعتقد بأنها فعل لأنها تدل على فعل!! ألا ترون معي أن السؤال بحد ذاته يبدو مرعباً حين يصدر ممن أنهى دراسته الجامعية!!
email:fowzj@hitmail.com
ص.ب 61905 الرياض الرمز البريد 11575
|
|
|
|
|