| مقـالات
تعامل المسؤولين مع المواطنين بمثالية.. وشفافية.. وأداء المهام الموكولة اليهم بتجرد.. ونزاهة.. وإخلاص.. وقضاء حوائج الناس كان ولا يزال وسيظل محل اهتمام.. ومتابعة خادم الحرمين الشريفين.. وولي عهده.. والنائب الثاني الذين يدعون يحفظهم الله في كل مناسبة الى حسن الأداء كما وكيفا وفق الأنظمة واللوائح.. وتلبية احتياجات المواطن الذي يمثل وفق رؤية ولاة الأمر الصائبة الثروة الحقيقية لهذا الوطن.. ولعل المراقب للاصلاحات الادارية في السنين الأخيرة يلحظ بجلاء حرص الدولة على تفعيل العمل الاداري ليحقق تطلعات القمة.. والقاعدة.. الدولة.. والشعب.. لكن.. هل الذي يحدث في أروقة الوزارات والمصالح يسير في هذا الاتجاه؟!
بعض المسؤولين يعيشون في أبراج عاجية الوصول اليهم أصعب من الوصول الى قمة أفريست يحيطون أنفسهم بهالة مصطنعة من الأهمية في صورة استحكامات بشرية «وبروتوكولية» تستعصي على الاختراق.. مديرو مكاتب.. وسكرتاريون.. يخلطون بين الواجب و«البريستيج»!! مبرمجون يتحركون بقرون استشعار تدار عن بعد!! لديهم قدرة فائقة على امتحال المعاذير.. وخلق الأسباب للحؤول دون مقابلة.. أو محادثة المسؤول.
هذا واقع ينقل بالتواتر.. ويعرفه كل من قدر له مراجعة وزارة.. أو مصلحة.. أو ادارة حكومية ما يتنافى مع ديننا.. وأخلاقنا.. وتراثنا الحضاري.. وإرثنا الثقافي!!
الاجابات المعلبة تصك الاسماع.. «في اجتماع.. مشغول.. أو غير موجود» وسيارته الفارهة.. ذات الرقم المميز تسد في استحياء مدخل المقر!!
الغريب ان بعض هؤلاء يبدأون أول تسنمهم مهامهم بداية مثالية.. تواضعا.. وأداء لكنهم تحت سياط المدح.. وتضخيم الذات من بطانة السوء تتغير المفاهيم.. ويتبدل السلوك بعد اكتشافهم فجأة انهم من فلتات العصر.. والزمان!! المفارقة وهي ليست غريبة ان مسؤولين كباراً.. أمراء.. ووزراء يستقبلون المراجعين.. وذوي الحاجات في بيوتهم في أيام معينة اضافة الى استقبالاتهم اليومية في مكاتبهم.
هناك من المسؤولين من هو ملء كل عين.. وكل أذن.. لا يزيده المنصب إلا تواضعا.. والتزاما بأمانة المسؤولية.. وخشية ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. في داخله روح نقية.. تلتمس الحق وتعمل به.. روض نفسه على الكثير من الصبر.. وسعة الصدر.. والتحمل.. واضافة كل يوم من العطاء جديدا.. لا يزايله اليقين لحظة انه مجرد مواطن مؤتمن على مصالح الدولة.. والشعب.. هيهات لملء الأرض نفاقا وتزلفا ان تنال من أخلاقه ومفاهيمه. وقناعاته!!.
* صورتان متناقضتان.. الصورة الأولى تفتقر لأدبيات التعامل الاداري.. وتعكس نقصا في ادراك معنى.. ومتطلبات المصلحة العامة.. وعجزا فطريا أو مصطنعا عن ادراك مسؤولية المواطنة الصادقة وواجباتها!!.. أما الصورة الثانية فتبعث على الاحترام وتستثير الاعتزاز والتقدير.
* ورغم الرقابة الصارمة.. والضوابط الملجمة للسلبية.. والتهاون وغير المبالاة.. أخشى ان تقضي هذه النوعية على أبسط مقومات العمل الاداري الناجح.. واتساءل لم لا يربط بقاؤهم في مراكزهم بالأداء الجيد.. والممارسة الفاعلة.. والسمعة الحسنة؟.. لماذا لا تحدد مدة معينة لكل مسؤول تمدد وفقا لأدائه وانجازه أسوة بأعضاء مجلسي الوزراء والشورى.. ومجلس المنطقة؟ سؤالان في محل اقتراح قبل ان يتسع الشق على الراقع، وتضيع تحت وطأة هذا التصرف مصالح المواطنين.. وهي جزء لا يتجزأ من مصلحة الوطن.
|
|
|
|
|