أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th June,2001 العدد:10488الطبعةالاولـي السبت 24 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

كل سبت
شعراء بلا دواوين
عبدالله الصالح الرشيد
أعجب وأستغرب وأنا أرى فئة ملحوظة من شعراء النبط أو من فئة مايسمى بالشعر الحر أو المنثور وهم يبادرون الى نشر نتاجهم على علاته ومن ثم الاسراع في اعادة اصداره في دواوين في ورق صقيل وإخراج جميل ويتم بالتالي جمع هذه الدواوين وإعادة اصدارها من جديد تحت مسمى «المجموعة الكاملة» رغم ان الكثير من هذا النتاج وخاصة فصيلة الغث والهزيل لا يتزحزح عن الأرفف والطاولات التي وضع عليها منذ البداية.. ولكن في المقابل أعرف شعراء هزوا المنابر بإبداعهم وعطروا المناسبات بأريج تواصلهم وأذكوا الهمم بشعرهم الحماسي الرفيع، بقرائحهم الفياضة ومواهبهم المتعددة المتجددة في اغراض ومساحات الشعر العربي الفصيح الأصيل، وكان لهم صولات وجولات على أديم الصفحات الأدبية والنوادي الثقافية على مدى عقود متتابعة وحتى الآن.. ومع ذلك كله تفتقر وتفتقد الساحة الادبية المحلية والعربية الى جمع واخراج ونشر هذا النتاج الزاخر الحافل في دواوين باقية تحتل مكانتها المنتظرة في المكتبات العامة والخاصة وفي دور العلم ومناهل المعرفة والثقافة.. وفي هذا الحيز المحدود في هذه الزاوية لانستطيع الاحاطة والتوسع في هذا الموضوع ولكن لنأت بأمثلة مختصرة ولكن حية وفاعلة من بلادنا منبع الشعر ومهد العروبة فنجد مثلا من واقع مانعرفه شاعراً كبيرا وموهوبا مثل الاستاذ محمد العبدالله المسيطير ومنذ اكثر من نصف قرن في العطاء والابداع وحتى الآن فرغم انتاجه الغزير الحافل الرصين الموزون والمقفى لم يقم باصدار ديوان واحد على الاقل او يعطي الضوء الاخضر لإحدى دور النشر للقيام بهذه المهمة.
ونجد ايضا شاعرا كبيرا فاض شعره في السنوات الاخيرة هو الاستاذ صالح بن حمد المالك يذكرنا بعطائه ونحن نتابعه ونقرأه بتمعن بنتاج فحول الشعراء قديما وحديثا فقصيدة له تشبه الملحمة نشرت قبل اكثر من سنتين بجريدة الرياض في قافية الباء يستحث فيها ابناء امته العربية ويدعوهم الى النهوض والكفاح واعادة امجاد العروبة في ماضيها المجيد ودحر اعداء الأمة الغاصبين والمتآمرين.. هذه القصيدة لاتقل شأناً في معناها وجزالتها وبدون مبالغة عن بائية أبي تمام التي مطلعها السيف اصدق انباء من الكتب وفي قصيدة اخرى نشرت له فيما بعد في الجزيرة الغراء عن قضية فلسطين تحفل بالنخوة والحماسة وتؤجج المشاعر هي الأخرى لجزالتها تقف في المعنى جنبا الى جنب مع قصيدة الملاح التائه الشاعر الكبير علي محمود طه الذي صاغها وابدع فيها ابان نكبة فلسطين قبل خمسين عاما واشتهرت فيما بعد عندما تم تلحينها وانشادها على مستوى العالم العربي.. وما أشبه الليلة بالبارحة ولله الأمر من قبل ومن بعد.. بقي في النهاية أن أعود الى عنوان الموضوع فأستحث شاعرينا الكريمين وامثالهما بالمبادرة الى الاحتفاء بنتاجهم الحافل.. وترجمة هذا الاحتفاء هو جمعه واصداره في دواوين متتابعة لتستفيد منه اجيال الحاضر والمستقبل وليظل عنوانا على الوفاء والتواصل والشعر كما قيل ديوان العرب والله ولي التوفيق.
إضاءة:


ويح العروبة كان الكون مسرحها
فأصبحت تتوارى في زواياه
كم صرفتنا يدٌُ كنا نصرفها
وبات يملكنا شعب ملكناه

الفاكس 4786864 الرياض


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved