|
| مقـالات
من المعلوم أن الإنسان هو الوسيلة وهو الغاية في نفس الوقت في مجال الدعوة فالداعي والموجه والمرشد هو الإنسان والمدعو والمطلوب إرشاده وتوجيهه هو الإنسان ذاته. والدعوة إلى الله قربة وعمل صالح والسعي في هداية الإنسان وإسعاده من أجلِّ الأعمال وأزكاها، وإذا كان المدعو مسلماً فهي تذكير له وشحذ لهمته وإعانة له وإن كان غير مسلم فحاجته إلى من يدعوه إلى هدايته وإلى ما فيه سعادته ونجاته ملحة هي الأخرى وهو مفتقر الى ذلك أشد الافتقار، ومن يقوم بهذه المهمة من المسلمين المؤهلين لهذا الأمر على بصيرة فله أسوة حسنة برسول الهدى صلى الله عليه وسلم إذ الدعوة إلى الله وظيفة الرسل والأنبياء «قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين» ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» وإذا كانت البشرية في حاجة ماسة إلى من يدعوها ويرشدها في عصورها المختلفة فانها الآن أشد حاجة وأكثر اضطراراً في وقتها الحاضر، من هذا المنطلق تتضح أهمية الدعوة وتتعاظم مسؤولية الدعاة ليساهموا بفعالية في كشف الشبهات وكبح جماح الشهوات. ولينقذوا المجتمع البشري من ويلات الانحراف ومنزلقات البدع والخرافات ولقد حان الوقت للاستفادة المنظمة والمتقنة والمبرمجة من وسائل الاتصال المتطورة الحديثة في مجال الدعوة. ولاشك ان اهتمام وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد بهذا الجانب وإقامة المعارض لتفعيله وقد جاء في وقته المناسب وهو نشاط يقدر لها وتشكر عليه وهي خطوات بناءة ما كان لها أن تحصل لولا الدعم والتأييد والمساندة من ولاة الأمر فجزاهم الله خيراً، وهي سنة حميدة توارثوها خلفاً عن سلف خدمة للاسلام وللمسلمين وللبشرية جمعاء «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
عضو مجلس الشورى سابقا وعضو مؤسسة الجزيرة للصحافة
|
|
|
|
|
