|
| الريـاضيـة
بعدما انتهت مراسم القرعة الآسيوية للمنتخبات العشرة المشاركة في التصفيات النهائية للتأهل لكأس العالم والتي أجريت في تايلاند وقع منتخبنا الوطني في المجموعة الحديدية والمكونة من إيران والعراق والبحرين وتايلاند.
وكان هناك تحفظ من الكثيرين حول ترشيح الإمارات على ر أس المجموعة الثانية معللين ذلك بأن إيران هي المنتخب الأحق والأقوى والأجدر بترؤس المجموعة الثانية حتى تتساوى الفرص للمنتخبات ليتأهل المنتخبان الجديران بتمثيل القارة الآسيوية خير تمثيل ومن ثم المطالبة بزيادة عدد مقاعد القارة الآسيوية في كأس العالم القادمة.
وقد كانت ردود الفعل بالنسبة لنا إيجابية إلا أن الكثير منا متفائل جدا وعاطفي لدرجة كبيرة مستندين في ذلك الى موقع وترتيب منتخبنا في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي وتأهلنا لكأس العالم مرتين متتاليتين وحصولنا على كأس آسيا ثلاث مرات وعلى مركز الوصافة في آخر بطولة آسيوية.
ويعتقد الكثيرون أن منتخبنا متأهل لا محالة والمسألة ما هي إلا مسألة وقت ليس إلا.
لكني شخصيا أعتقد أن منتخبنا سيواجه صعوبة كبيرة في التأهل للنهائيات من خلال هذه المجموعة وقد يقول البعض بأنك غير متفائل وكيف يحصل ذلك ونحن أبطال آسيا وأفضل فرق المجموعة من حيث النتائج والمستوى والتصنيف ولدينا اتحاد وفر لنا جميع الامكانات اللازمة للتفوق ونملك لاعبين محترفين على مستوى عال من المهارة والنجومية وتم التعاقد مع جهاز تدريبي جديد مؤهل لقيادتنا للتأهل لكأس العالم للمرة الثالثة على التوالي.
وأقول ببساطة إن الكرة مستديرة وليس لها أمان كما هومعروف والوصول للقمة صعب ولكن المحافظة عليها أصعب.
ومدربنا جديد حتى الآن لم نتعرف على إمكاناته وكفاءته من خلال مشاهدتنا لأداء منتخبنا ونتمنى أن يكون عمله داخل المستطيل الأخضر يتناسب طرديا مع كثرة اجتماعاته وتصريحاته وتوجيهاته وآرائه الفنية والإدارية.
وإن كنت لا أعرف حتى الآن سببا مقنعا لضمه لبعض العناصر الجديدة التي لم يشاهدها في المنافسات المحلية؟؟!! إلا إذا كان مساعده أو أحد أوصى بذلك فأعتقد أن المسألة ليست مسألة تجارب الآن أو توقعات وإنما هي قناعة لا بد أن تأتي من المشرف الأول على الفريق ولا مانع من الاستشارة بعد المشاهدة والاقتناع.
ولنعد بالذاكرة للوراء قليلا في تصفيات كأس العالم السابقة ونتحدث بصدق وذلك من أجل مصلحة منتخبنا ولا غير ذلك «فطرح الآراء حاليا وفي هذا الوقت أعتقد بأنه مجد لأنه ليس هناك ضغوط على المنتخب تستوجب المصلحة العامة الصمت وعدم التعليق».
فهل كان مستوى منتخبنا مقنعا لنا في تلك التصفيات ؟ علما بأن المنتخبات المشاركة في مجموعتنا ذات مستويات متوسطة ومتقاربة ولا ننسى صحوة قطر المتأخرة التي كان لها دور كبير في تصدرنا المجموعة وهزيمتها لإيران على أرض الأخيرة كانت هي نقطة التحول لصالح بقية المنتخبات وخصوصا منتخبنا والدليل على أن مستوانا لم يكن مقنعا لنا ولم يصل للتطلعات اتخذ المسؤولون ا لقرار الحاسم الذي يقضي بتغيير الجهاز الفني أثناء التصفيات وهذه مخاطرة غير مضمونة النتائج ولكن الحمد الله أتت الأمور على ما نتمناه وتحسن أداء المنتخب نسبيا ونفسيا وتأهلنا ولكن ليس كل مرة تسلم الجرة وتصحو قطر..
وفي الختام أتمنى أن يتأهل المنتخب بأقصر الطرق وباعتماده على نتائجه لا على نتائج الغير وأن يكون المدرب في مستوى التطلعات وأتمنى ألا نرشح أنفسنا قبل أن نبدأ وبهذا الشكل المبالغ فيه أو نفرط في التفاؤل لأن هذا يسبب ضغطا نفسيا عاليا على لاعبينا وأجهزتنا الفنية والإدارية وخصوصا عندما نتعرض لأول خسارة لا سمح الله «وهذا شيء متوقع في عالم كرة القدم» وتبدأ تختلط الأوراق ومن ثم يضطر المسؤولون مجبرين لتغيير الجهاز الفني أثناء التصفيات لعل وعسى كما حصل في التصفيات السابقة.
وإجمالا علينا الاستفادة من الأخطاء السابقة وأن نتذكر كلمة سمو الأمير سلطان بن فهد في تصريحه بعد القرعة عندما قال «علينا أن نقدِّر المنتخبات الأخرى» وهذه الكلمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني حيث إنها كلمة واحدة تحمل معاني كثيرة من أبرزها احترام المنافس الذي يبحث عن التأهل كما نبحث نحن عنه وهذا حق مشروع للجميع لذلك يجب إعطاء المنافس حقه من التقدير والاحترام وعدم الاستهانة به أو التقليل من شأنه مهما كان مستوى أو اسم هذا المنتخب.
وأننا لن نتأهل حتى نحصد النقاط التي تؤهلنا لذلك أما غيرها فلا ثم لا، وهذا لا يأتي إلا بعمل مخطط ومدروس من جميع الجوانب ومن كافة المسؤولين عن المنتخب من لاعبين وإداريين وفنيين بعيدا عن الارتجالية والاتكال على نتائجنا السابقة المشرفة وليكن شعار منتخبنا احترام الخصم خارج الملعب مهما يكن وهزيمته داخل الملعب.
*مدرب وطني
|
|
|
|
|
