آه.. بماذا أبدأ كلامي وحديثي ولأول مرة في منبر الصحافة؟ آه.. كيف سينطلق قلمي بم ينطق ويخفق في قلبي !؟ من للآهات الجوفاء.. القاسية يهدئ ويخفف من روعها وحزنها وألمها؟
نحن أبناءك.. فلذات تلك الكبد الطاهرة.. أعيانا السهر ونحن مازلنا في أول شهر.. الحمد لمن هو أهل للحمد والثناء، الحمد لمن لايحمد على مكروه سواه جل جلاله.
لقد توفي «الحنان» و«الأمل» و«الرعاية»، إنه والدي المغفور له ـ ان شاء الله ـ حمود حمد عقيل السرور.. آه كم تذرف دموعي كلما نطقت ذلك اللفظ الكريم «أبي».
كان معنا في حياتنا كلها وقد تجرع من العناء والصبر الشيء الكثير - عانى من «الفشل الكلوي» أعواماً كثيرة.. صبرا على ذلك، وكان يجري عمليات الغسيل كل يومين وثلاثة أيام، كان يبحث بمشقة عن الصحة ليستمتع معنا ويمتعنا، بحث هنا وهناك وحاول السفر عدة مرات خارج المملكة كانت آخرها تلك الرحلة التي أشغلت القلوب مكث في باكستان ما يقارب الشهرين وتحمل مصاريف عديدة لأجل بلوغ الدواء وشراء «كلية» من تلك الدولة، وأجرى العملية بعيداً عنا.. نعم آلاف الكيلوات تحجبه عنا، ونحن ليس لنا إلا أن نعد الساعات والدقائق والأيام والأسابيع في انتظار عودته بكلية طبيعية تريحه من الأمراض وتمكننا من الاستمتاع بمقابلته على طول المدى .. آه لن أكمل فقد كتبت له المنية عندما كانت المؤشرات تبين أن الأوان سيحين لعودته، لتظهر الشمس المشرقة بعد أفول ولكن!؟ جاءنا الخبر كالريح العاتية.. وكالأعاصير المدمرة..
هل أسأل نفسي..؟ كم كنت أتمنى لو أنه لم يغادر حائل لأي بلدٍ كان؟ ولكن هذا هو القضاء والقدر وهذا أجله ويومه..
رحمك الله يا والدي وأسكنك الفردوس «اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام،ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفرله، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس»..
وفي آخر حديثي.. أتضرع الى الله أن يغفر لوالدي ولعموم المسلمين وأن يعينا على الحياة الشاقة. ولا يفوتني الشكر والدعاء لكل من واسانا في فقيدنا الغالي وجزاهم الله خيراً.. والدعوة كل الدعوة لهذه الجريدة التي تقف مع الجميع وأثاب الله العاملين بها جميعاً.
كتب الأمير عبدالله الفيصل: