| أفاق اسلامية
* لندن خاص ب«الجزيرة»:
يؤكد مدير المركز الثقافي الإسلامي في لندن الدكتور أحمد بن محمد الدبيان ان المراكز الإسلامية تفتقر الى التنظيم الإداري الفاعل، حيث إن النظم المعمول بها تستحق النظر والدراسة والتقييم، مقترحاً في الوقت نفسه على وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد اصدار كتاب وثائقي عن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الخاصة بالمراكز والمؤسسات الإسلامية حتى يتم الاستفادة منها.
وأشار في حواره مع «الجزيرة» الى قضية زواج المسلمات في الغرب بأنها مشكلة قديمة تزداد تعقيداً بسبب اختلاف الثقافات بين الزوجين واختلاف مناحي التفكير والعادات واللغة.
وقال د. الدبيان: ان هناك عدة عوامل واسباباً وراء تعرض الإسلام للتشويه والتزوير في الإعلام الغربي عامة، وكذلك في كثير من الكتب المدرسية، محملاً جزءاً من المسؤولية على المسلمين أنفسهم.
كما تطرق الحوار الى جملة من الموضوعات والقضايا في الساحة الإسلامية، وجهود المملكة على وجه الخصوص في دعم العمل الإسلامي.. وفيما يلي نص الحوار:
* هل ترون أن المراكز الإسلامية قد أدت رسالتها في المجتمع الغربي بصفة عامة، والمركز الثقافي الإسلامي في لندن بصفة خاصة؟
أصبحت المراكز الإسلامية اليوم احد مكونات الوجود الإسلامي في العالم الغربي خاصة، ولا شك ان وجودها جاء في الاصل انطلاقا من حاجات دينية واجتماعية وثقافية احست بها الجاليات المسلمة في موطنها الجديد في الغرب أو أحست بها الجهات الرسمية في البلدان الإسلامية.
ومنذ إنشاء هذه المراكز وهي تسير في عملها لتأدية الرسالة التي أنيطت بها لخدمة الجالية، وخاصة في الجانب الديني الإسلامي. ويصعب القول: ان المراكز ادت رسالتها مطلقا بالصورة المثالية الكاملة، وذلك لاسباب عديدة ترجع الى طبيعة المهمة ونوعها، ومن هذه الأسباب:
1 ان الحاجة متجددة دوما، وهي اكبر من ان ينهض بها مركز او مدرسة، وقد تغيرت الحاجات الإسلامية للمسلمين في الغرب، فبعد ان كانت الحاجة محصورة في توفير مكان للصلاة عند قدوم الجاليات وبداية الوجود الإسلامي في الغرب تحول الامر الى حاجة تعليمية منظمة ورعاية اجتماعية ودواع ثقافية لحفظ الهوية الاسلامية والدين الإسلامي مع وجود الحاجات القديمة ثابتة.
2 هناك في أكثر المراكز الإسلامية افتقار في الاعم الاغلب الى التنظيم الإداري الفاعل، ولهذا أسباب كثيرة، ولكني احب هنا أن انبه الى انه لابد للمسلمين من التقدم واتخاذ خطوات في هذا السبيل المهمة، وفي تكوين أسس للعمل في المراكز والهيئات الإسلامية، خاصة بعد مضي ما يقارب الخمسين سنة على بدء النشاط الفعلي المنظم للمسلمين في الغرب، وهي مدة تستحق النظر والدراسة والتقييم.
والمركز الإسلامي في بريطانيا ليس استثناء من المراكز والمؤسسات الأخرى فهو يواجه كثيرا من الحاجات المتجددة والمتغيرة ويسعى دوما الى تجديد برامجه وتنويعها استجابة لهذه الحاجات، وحسبي ان اذكر هنا ان لدى المركز بجوار اقامة الصلوات والشعائر الاسلامية والخدمات الثقافية والتعليمية هناك خدمات منوعة منها مثلا في مجال العمل الاجتماعي:
1 برنامج الخدمات الاجتماعية:
وهي خدمة يوفرها المركز لمدة يومين في كل اسبوع يقدم فيها استشارات قانونية للمشاكل الاجتماعية خاصة، ويشرف عليها اثنان من المحامين المسلمين.
2 صندوق الزكاة:
لدى المركز صندوق خيري لجمع الزكاة يهتم بإيصالها الي مستحقيها من المسلمين ومساعدة المحتاجين.
3 صندوق الإغاثة:
وهو صندوق خيري يقدم مساعدته للجمعيات والمؤسسات الإغاثية بالدرجة الأولى في المناطق المنكوبة في العالم.
وهناك مجموعة أخرى من البرامج المشارك فيها المركز بصورة دائمة في الخارج، وهي ذات طبيعة ثقافية واجتماعية مشتركة كما ان منها ما يخدم الصحة والبيئة.
4 برنامج التوعية الصحية للجالية المسلمة:
بالتعاون مع وزارة الصحة البريطانية، وهدفه تنظيم برامج توعية صحية كمكافحة التدخين والمخدرات وزيادة الوعي حول البيئة ونوعية الطعام والإجراءات الوقائية.
5 مجلس خدمات المسلمين في السجون:
وهو بالتعاون مع مجموعة من المنظمات الإسلامية والمراكز والمساجد وهدفه تقديم خدمات ورعاية دينية للمسلمين في السجون.
وغير ذلك من البرامج التي لم تكن موجودة في الاصل لكنها ولدت مع حاجات متجددة فرضتها الظروف وآلت اليها احوال الناس، والمراكز تسير على الطريق في تحقيق هذه الاهداف ومتابعة هذه المستجدات.
* ما دور المركز في تصحيح صورة الإسلام في المجتمع البريطاني، وخاصة ما تثيره وسائل الإعلام البريطانية تجاه المسلمين والإسلام؟
تتعرض صورة الإسلام في الإعلام الغربي عامة وكذلك في كثير من الكتب المدرسية للتشويه والتزوير بصورة عامة، ويرجع ذلك إلى عدد من العوامل والاسباب منها:
* قلة المعرفة عن الإسلام والمسلمين فيجتهد المؤلف او الكاتب الصحفي في تفسير ظواهر إسلامية ووقائع لها خلفيات دينية لا يفهمها بسبب عدم المعرفة، فيقع في التشويه والتحريف، وهنا تقع مسؤولية كبيرة على المسلمين في التعريف بدينهم بصورة افضل ومنهج جديد وحديث.
* أسباب فكرية ايديولوجية موجية لتقديم صورة غير صحيحة عن المسلمين ، وعادة ما يكون وراء هذا النوع من التشويه المنظم توجيهات سياسية او صهيونية مقصودة لخدمة اهدافها. وهذا النوع من التشويه يحتاج الى وجود إعلام ومنظم ودعاية مضادة، وهذه المهمة فوق قدرة المراكز الإسلامية في الغرب فيه تحتاج الى هيئات متخصصة ذات تأهيل وعلاقات بالدوائر الإعلامية والسياسية.
يسعى المركز من خلال قنوات العلاقات فيه الى تقديم صورة مشرقة عن الإسلام، وهناك مساهمات للمركز عن طريق التأثير بالمدارس الانجليزية وزياراتها، كما ان المركز عضو في مجموعة الحوار الديني «انتر فيث» مع مجموعة من المنظمات والهيئات الدينية المسلمة وغير المسلمة ويرمي المركز من وراء ذلك الى تحسين صورة الإسلام وتقديم مزيد من المعرفة عنه لدى الآخرين، مع النظر القضايا التي تهم جميع الاطراف الدينية ومحاولة التنسيق فيما بينها لذلك كتشجيع الحوار والاحترام المتبادل. وهناك مشروع إعلامي جديد في هيئة الاذاعة البريطانية BBC لتقديم برامج ومطبوعات عن الإسلام سيبدأ قريباً وللمركز دور كبير ولله الحمد في توجيهه ومتابعته مع الاجتهاد في توفير مقترحات جيدة ليخرج العمل بالصورة المطلوبة.
* من المعروف ان مشكلة زواج المسلمات في الغرب مشكلة قديمة، فما دور المركز في هذا الجانب؟
هي فعلاً مشكلة قديمة، ولا يوجد في العالم الغربي حسب علمي مؤسسات إسلامية متخصصة في حل هذه المشكلات، ولكن المراكز الإسلامية والمؤسسات تضع لجانا وبرامج لسد هذا الفراغ، وهي بصورة عامة لا تزال في حاجة إلى التطوير. ومشاكل الزواج مشاكل اجتماعية تزداد تعقيداً في الغرب بسبب اختلاف الثقافات بين الزوجين واختلاف مناحي التفكيروالعادات واللغة. ويقوم الأئمة في المركز وهم من جمهورية مصر العربية جزاهم الله بمساهمة فعالة في هذا الجانب، ويعد المركز العدة الآن لبرنامج خاص اسمه برنامج الأسرة المسلمة يشرف عليه الشيخ محمد عويس أحد أئمة المركز مع باحثة اجتماعية متخصصة، وهدفه توفير بعض النصح والتوجيه في القضايا التي تهم الأسرة، وله لقاء أسبوعي.
* ما الخدمات التي يقدمها المركز للمسلمين في السجون البريطانية؟
كنت ذكرت لكم ان المركز عضو في مجلس خدمات المسلمين في السجون وهو مجلس يضم مجموعة من المنظمات الاسلامية والمراكز وهدفه تقديم خدمات ورعاية دينية للمسلمين في السجون برفع مستوى الأئمة والتفاهم مع الجهات الرسمية لتسهيل أدائهم لشعائرهم الاسلامية وحصولهم على الطعام الحلال.
ويتبين لنا من الاحصائيات ان المسلمين في السجون البريطانية يبلغ عددهم 5000 سجين تقريبا، منهم حوالي 850 امرأة. وقد أصبح من الممكن ولله الحمد الآن زيارة السجون وارسال من يتفقدها، وينظر في حاجات المسلمين الدينية ويطالب ادارة السجن بتوفير مكان لصلاة الجمعة مثلا وتمكين المسلمين من ممارسة الصلوات والوضوء، وتوفير اللحوم الحلال ونحو ذلك.
ولدى المركز الآن مشروع للسجون لمدة عام واحد، نسأل الله ان ييسر له النجاح، وهو يضع في خطته تنفيذ الآتي:
* تكليف موظف من المركز لهذا الأمر يتولى الزيارات للمسلمين في السجون وتوعيتهم وتفقد أمورهم وزيارة أئمة السجن.
* توفير 2000 سجادة للصلاة، للأفراد، لعدم تمكنهم من الصلاة جماعة في كل وقت.
* توفير نسخة من القرآن الكريم لكل سجين، وهذه من مجمع الملك فهد حفظه الله.
* طباعة مطبوعات عن الصلاة والصيام وأحكام الطهارة وبعض القضايا الايمانية والمواعظ بلغات مختلفة لتوزع في السجون ولتكوين مكتبات اسلامية في السجون.
* تأمين وجبات خفيفة وحلويات في المناسبات كالأعياد وتمور لشهر رمضان المبارك.
ولاشك أنكم تعرفون أهمية التوعية الدينية لمن هم في السجن، خاصة بعد ان تقطعت بهم الأسباب أووقعوا في حبائل الجريمة وغيرها، وقد لمسنا حاجتهم الى الرعاية الاجتماعية والتوعية الدينية، وحاليا يقوم اثنان من الإخوة في المركز بصلاة الجمعة والخطابة في اثنين من السجون ولله الحمد.وسوف تسهم وزارة الشؤون الاسلامية مشكورة بإذن الله بنصيب كبير في هذا البرنامج باعداد المطبوعات وتوفير المصاحف.
* ما مدى التعاون مع المراكز الاسلامية الأخرى وأثر ذلك في نشر رسالة الاسلام الصحيحة؟
التعاون من الأسس المهمة جدا في مجال الدعوة الاسلامية، وخاصة لسد الحاجة القائمة المتنوعة كما ذكرت لك سابقا في مهمة المراكز الاسلامية، والحمد لله يوجد بين المركز والمراكز الأخري تنسيق وتعاون في بعض البرامج والأعمال. هناك تعاون بين المركز ومكتب الدعوة الاسلامية التابع لوزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد وهناك كذلك لجنة تنسيق بين المركز ومجموعة مهمة أخرى من المراكز الاسلامية للجالية العربية في لندن. والمجال والمجموعات التي يشارك فيها المركز أو يرأسها هي أيضا من صور التعاون ومنها مثلا:
مجلس الشريعة بالاشتراك مع مجموعة من العلماء والمشايخ في المراكز والمساجد ومهمة المجلس النظر في القضايا الشخصية والحالات الاجتماعية التي تهم المسلمين حسب الشريعة الاسلامية.
وهذه الصلات والتعاون مما يخدم الدعوة والعمل الاسلامي في عدة أمور منها:
1 معرفة ما لدى المراكز الأخرى من مناشط للاستفادة منها ومن نتائجها وأفكارها.
2 التعاون في بعض البرامج التي تفوق قدرة المركز الواحد وامكاناته المتاحة، فاجتماع عدد من المراكز للعمل في خطة واحدة كفيل بنجاحها بصورة أفضل.
3 تبادل الخبرات في العمل وتطوير الخبرات الذاتية لكل مركز.
* هل يمكن ان تقدموا لنا فكرة موجزة عن المستفيدين من المركز؟
المستفيدون من المركز الثقافي الاسلامي في لندن كثير ولله الحمد ، وقد ساهم في ذلك ان المركز قديم ويحظى بسمعة طيبة في الأوساط الرسمية وغيرها.. وكي تتبين لنا صورة جيدة عن المستفيدين من المركز لابد من ذكر طبيعة بعض البرامج المتعددة فيه.
ويمكن القول: ان المركز يقدم خدمات لقطاعات كبيرة ومنوعة من المسلمين في أعمار مختلفة.
وقد ذكرت لك في أول هذا اللقاء مجموعة من البرامج الاجتماعية التي تخدم قطاعات أخرى مختلفة كذلك.
* من الخدمات المهمة لجنة الفتوى التي يشرف عليها فضيلة الدكتور أنس أبوشادي نائب مدير المركز، وهي ذات أهمية خاصة في بلد لا يوجد فيه جهات شرعية رسمية للمسلمين، ويستفيد منها عدد كبير من المسلمين من لندن وخارجها، خاصة بعد وجود ركن الفتوى في شبكة الانترنت.
* وفي مجال التوعية الاسلامية والتوجيه الديني يقدم المركز الدروس والمحاضرات اليومية التي يقوم بها المشايخ والأئمة في المسجد، وهذه موجهة للكبار.
* ويقدم المركز كذلك مجموعات كبيرة من كتاب الله الكريم على سبيل الاهداء الى الأفراد والجماعات ويبلغ ما يقدمه في الشهر الواحد حوالي 5000 مطبوعة من قرآن وكتب ونحو ذلك، ويبلغ التوزيع ذروته في شهر رمضان المبارك فعلى سبيل المثال بلغ التوزيع في العام الماضي أكثر من 21000 نسخة. وهذه المصاحف من مطبوعات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وهي من المآثر التي تذكر وتشكر لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله.
* ويستفيد من المركز كذلك الناشئون والشباب عن طريق مجموعة من الخدمات التربوية، وأهمها مدرسة نهاية الأسبوع )WEEK END SCHOOL( وهي مدرسة تضم 480 طالبا وطالبة في الوقت الحاضر، وتهدف الى تقديم تعليم تكميلي اسلامي، ولها فرعان: الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية، والدراسات العربية باللغة العربية. وقد تمكنت هذه المدرسة بحمد الله من تحضير الطالب للحصول على شهاة )GCSE( حسب النظام البريطاني ولقيت اعترافا بذلك لدى الجهات الرسمية. ويتألف جهازها الاداري والتعليمي من 4 اداريين و16 معلما. ويبلغ عدد الذين استفادوا من المدرسة منذ انشائها سنة 1980م حوالي 000.20 طالب من أبناء المسلمين في لندن.
* أما الصغار والأطفال في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية فيستفيدون من برامج المركز بالدورات التربوية الاسلامية، وقد افتتح المركز قبل مدة قصيرة مجموعة من دورات التربية الاسلامية للأطفال )ISLAMIC EDUCATION COURSES FOR CHILDREN( وهي دورات بدأت بتحفيظ القرآن الكريم، وانطلقت بداياتها منذ سنة 1998م على هيئة دورات لتحفيظ القرآن الكريم برعاية أحد المحسنين جزاه الله خيرا ثم تم التعديل فيها سنة 2001م لتشمل دروسا تربوية في الأخلاق كالصدق وبر الوالدين وأساسيات العبادة التي تهم الطفل كالوضوء والصلاة مع حفظ مجموعة سور من كتاب الله الكريم. وهي أربعة مستويات حسب العمر، وتضم حوالي 100 طفل مسلم.
* ولدى المركز للصغار جدا في عمر الحضانة روضة الأطفال )NURSERY( وهي روضة اسلامية يومية تحظى باعتراف الجهات الرسمية المختصة وتشرف عليها، ويبلغ عدد الأطفال فيها الآن 30 طفلا، وعدد العاملات فيها 4 مربيات متخصصات.
* وللمسلمين الجدد هناك مجموعة اسلاميك سيركل )Islamic Circle( وهي حلقات توعية أسبوعية خاصة بالمسلمين الجدد. وهدفها توعية وتعليم للمسلمين الجدد وتبصيرهم بأمر دينهم وتقوية الروابط والعلاقات بينهم.
* ولغير المسلمين كذلك مشاركة في البرامج الصحية في المركز، كما ان المدارس البريطانية تزور المركز كل يوم على مدار العام كله.
* ما دور المملكة في دعم المركز الثقافي الاسلامي لاداء رسالته وفي أي شيء يتمثل ذلك الدعم والمساندة؟
للمملكة العربية السعودية دور كبير جدا في دعم المركز لاداء رسالته وذلك في اطار جهودها المباركة في تعزيز الدعوة الاسلامية ونشر العقيدة الصحيحة والحقيقة ان دور المملكة في هذا الصرح الثقافي المميز يحتاج الى وقفة خاصة فهو يعود الى الأيام الأولى التي اسس فيها المركز في الأربعينيات من هذا القرن في عهد مؤسس المملكة العربية السعودية جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله بما لقيه المسلمون من تأييد في ذلك الوقت امام الحكومة البريطانية للحصول على اذن وارض لإقامة المركز، ثم برز الدور بصورة كبيرة بعد اعادة تأسيس المركز وبنائه في السبعينيات، وتواصل هذا العطاء ايام الملك فيصل والملك خالد غفر الله لهم جميعا وهو الآن مستمر في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بما خصصه حفظه الله من وقف للمركز وكذلك من صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ومن صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز رعاهم الله وسدد الى الخير خطاهم ويتمثل الدعم في الدعم المالي الذي ينهض بجزء كبير جدا من اعباء المركز المالية وميزانيته السنوية، كما ان منصب مدير المركز الذي تعينه المملكة من ابنائها هو من صور هذا الدعم القائم والمستمر وما يحصل عليه المركز من مطبوعات من المملكة ومصاحف من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومناشط مع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ومطبوعات من الجامعات السعودية هو نصيب من هذا الدعم المبارك الذي اسأل الله ان يجزي عليه خادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو اعظم الجزاء واحسنه.
ومما يذكر ويشكر من صور هذا الدعم المستمر للمركز ان معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا وايرلندا الدكتور غازي القصيبي وهو نائب رئيس مجلس الامناء، وهو يتابع باستمرار اعمال المركز وتطوراته، ونجد في معاليه دوما كل مساندة وتوجيه مشجع لنا على التقدم والتطور، كما ان هناك مساندة للمركز بمن يزوره من اصحاب الفضيلة العلماء والدعاة من المملكة باستمرار وخاصة في فصل الصيف، وقد تعاون المركز مع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في مناسبات عدة باقامة دورات شرعية ولقاءات منوعة.
* قبل مدة قصيرة زار المركز معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ فماذا تمثل لكم هذه الزيارة؟ وما الاثر الذي تتوقعونه منها؟
زيارة معالي الوزير حفظه الله خطوة مباركة وكسب مهم تشرفنا به جميعا في المركز وكان لها تأثير كبير في نفوس العاملين فيه بما تضمنته من تشجيع ومؤازرة وابراز لدور المركز في هذا الميدان المهم واتيح لنا في هذه الزيارة اطلاع معاليه على اجهزة المركز ومرافقه فجاءت استمرارا وتتويجا لمجال التعاون بين الوزارة والمركز، وقد ابدى معاليه فيها حرصه المعهود حفظه الله على امور الدعوة وما ينفع الجالية المسلمة، فكان لنا فرصة قيمة باستماعنا لبعض توجيهات معاليه النافعة فيما يتعلق بالعمل.. ومن المؤكد ان هذه الزيارة معززة ومقوية اكثر للتواصل الموجود بين الوزارة والمركز إذ إن الوزارة برعاية معاليه وما فيها من خبرات وامكانات وتخصص في المجالات الاسلامية على اختلافها تمثل مرجعية مهمة ليس للمركز وحده ولكن لهذه المجالات بصورة عامة.
* ملتقيات خادم الحرمين الشريفين بحثت الكثير من الموضوعات التي تهم المسلمين في الخارج ومنها عن المراكز الاسلامية فهل تعتقدون ان ما تم بحثه في تلك الملتقيات له دور كبير في معالجة الكثير من الصعوبات والمشكلات التي تواجه المركز؟
فكرة ملتقيات خادم الحرمين الشريفين فكرة مباركة جزى الله خادم الحرمين الشريفين والقائمين عليها خيرا ولاشك ان لها دورا كبيرا في دعم الدعوة الاسلامية واضاءة الطريق حول كثير من العقبات في سبيل العمل كما انها مهرجان كبير يقدم فرصة نادرة للقاء الشخصيات الاسلامية الفاعلة في الساحة، وهاتان فائدتان كبيرتان جدا على المستوى الاكاديمي العلمي والمستوى التنسيقي التعاوني، وهي في حقيقة الأمر جزء مما توليه المملكة رعاها الله للدين وللمسلمين على اختلاف بلدانهم من خدمات جليلة.وهنا اسمحوا لي ان أسجل هذا الاقتراح وهو انني اتمنى لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المنفذة لهذه الملتقيات ان تتمكن بعد هذه المسيرة المباركة النافعة ان تنتقي بعض بحوث هذه الملتقيات المهمة لتصدر في كتاب توثيقي مفيد يكون مرجعا نافعا للمراكز والعاملين في الساحة الاسلامية كافة فالخبرات التي تجتمع في هذه الملتقيات خبرات كبيرة ومنوعة ورائدة تحتاج جهودها الي توثيق ورصد جيد حتى تسهم في تقدم العمل لدى الجميع في كل مكان.
* أخيرا سمعنا ان المركز الثقافي الاسلامي في لندن قد ناقش قبل مدة قصيرة رسالة للدكتوراه فكيف تم ذلك؟
لدى المركز امكانات كبيرة لخدمات النشاط الاسلامي على اختلاف انواعه ولذلك تقصده كثير من الجهات الاسلامية والاكاديمية لتنفيذ بعض اعمالها فيه او بالتعاون مع المركز والرسالة التي نوقشت كانت رسالة دكتوراة في علم الاصول من الجامعة المفتوحة في امريكا واحد المناقشين هو فضيلة الدكتور انس ابو شادي نائب مدير المركز والمركز ليس جهة اكاديمية تعليمية بحتة ولكنه ينفذ برامج تعليمية واكاديمية بالتعاون مع جهات اخرى.
|
|
|
|
|