رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th June,2001 العدد:10487الطبعةالاولـي الجمعة 23 ,ربيع الاول 1422

أفاق اسلامية

خلال الإجازة الصيفية:
طاقات نسائية تمتلك الطموح وينقصها التوجيه
* تحقيق يوسف بن ناصر البواردي:
أليس من الغريب حقا ان تخرج مجموعة من الفتيات مع السائقين ليطفن بالسيارات ارجاء المدينة دونما محرم او حاجة بحجة قضاء أوقات الفراغ في الإجازة الصيفية؟
أليس من المقلق لذوي العقول السليمة ان تتجول بعض المراهقات في الأسواق التجارية، وكل ذلك التجوال ليس لهدف يذكر غير قضاء الوقت وتمضيته في هذه الاجازة الصيفية؟
ثم ألا نتفق جميعا على ان الكثير من الطالبات في الاجازة الصيفية بحاجة الى ملء أوقات فراغهن نظرا لما يسببه لهن هذا الفراغ من سآمة وملل؟
الكثيرون يطرحون الاسئلة في وجود البديل ونحن بدورنا نعرض البديل المناسب عبر هذا التحقيق الذي تناول الدورات والمراكز الصيفية النسائية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم فإلى ثنايا هذا التحقيق:
أهمية تعلم المرأة للقرآن الكريم
في البداية تحدث فضيلة الشيخ سعود بن عبد العزيز العمار مدير ادارة المدارس النسائية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم عن اهمية تعلم المرأة المسلمة للعلم الشرعي، وفي مقدمة ذلك تعلم القرآن الكريم حيث قال: إن الناظر لشخصية المرأة يجد انها من اعظم الاركان في بناء الاسرة المسلمة والمجتمع المسلم فهي الام والزوجة والاخت والبنت بل هي المعلمة والمربية ولكن شتان بين من تحمل كتاب الله تقرؤه وتعمل به وتعلمه ابناءها وبنات المسلمين ونساءهم فتكون سببا باذن الله في حفظ نساء المسلمين من ان يَفتن او يُفتن وتكون ممن يقود سفينة المجتمع حتى يوصلوها الى بر الامان وبين من قصرت نظرتها وجعلت ممن تتمسك بكتاب ربها وتحفظه انها تسير في ركب التخلف والرجعية، وممن جعلت همها ما تلبس وما تأكل وما تأثث به منزلها ومن شغلت وقتها بالزيارات التي لا طائل من ورائها حتى جعلت كل ذلك عوائق تمنعها من الالتحاق بركب الصالحات ممن يتعلمن القرآن ويعلمنه مشيرا العمار إلى ان الناظر في حال المرأة اليوم يجد ان الحرب معها من قبل اعداء الله حرب ضروس لإخراجها من بيتها وجعلها في مصاف اعداء الله ورسوله لتكون سهاما من سهامهم يضربون به الاسلام واهله ولا منجى من هذه الحرب والانتصار فيها الا بتمسك المرأة بكتاب ربها حفظا وتعلما وتعليما، ثم انه بتعليم المرأة المسلمة لكتاب ربها ينشأ لنا باذن الله اجيال مسلمة متربية على القرآن الكريم لأن الام كما قيل مدرسة فبصلاحها يصلح الكثير لهذا فان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يغفل اهمية تعلم المرأة لكتاب ربها وما فيه من احكام حتى جعل لنساء الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين يوما يعلمهن فيه كتاب ربهن وامور دينهن بعدما طلبن منه ذلك.
ويستطرد الشيخ العمار في حديثه قائلا: وهذه البلاد تتمتع بخصوصية فريدة فهي مهبط الوحي والتنزيل ومنطلق الرسالة وارض الحرمين الشريفين وانطلاقا من نهجها الريادي في جهودها الخيرة في خدمة الاسلام والمسلمين واداء الامانة على عاتقها تجاه الاسلام وكتابه المنزل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم جعلت المملكة حفظ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من اهم مقاصدها والتزمت بالعمل بهما في نظام حكمها ولقد من الله تعالى على ابناء هذه البلاد بالرغبة المخلصة في خدمة كتاب الله تلاوة وحفظا وتجويدا وتفهما وتدبرا فأنشىء فيها منذ فترة طويلة جمعيات خيرية لتحفيظ القرآن الكريم بغية تعليمه لابناء المسلمين وبناتهم وانيطت هذه الجمعيات بوزارة الشؤون الاسلامية فأولتها باهتمامها ورعايتها ماديا ومعنويا، وحرصت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض على العناية بتعليم كتاب الله تعالى لجميع فئات المجتمع من بنين وبنات انطلاقا من اهتمام المسؤولين فيها وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان امد الله في عمره وألبسه لباس الصحة والعافية فجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء على اهمية ربط المرأة المسلمة بكتاب الله عز وجل لتتخلق باخلاقه وتتأدب بآدابه حيث إن المرأة ركن في بناء الاسرة وإبرازاً لهذا الادراك تم فتح العدد الكبير من المدارس بالتعاون مع الرئاسة العامة لتعليم البنات مشكورة وتضافرت الجهود الرسمية والذاتية على ابراز هذا العمل وجعله حقيقة يفاخر بها بحمد الله وفضله ولقد شهدت تلك المدارس اقبالا يثلج الصدور ويبهج القلوب فتسابقت الامهات والطالبات في حفظ كتاب الله وشمرت المعلمات للقيام بمهمة تعليم القرآن الكريم وتحفيظه رغبة فيما عند الله والدار الآخرة وقد اثمرت هذه الجهود المباركة ثمارا يانعة نساء يحملن كتاب الله في صدورهن امضين جزءا من حياتهن في تدبر كتاب الله تلاوة وحفظا، فكان ذلك خير لهم، ولمن حولهن، وحتى يمكن ان يسير في هذه المدارس على أسس علمية منظمة وخطط دراسية منتظمة برزت اهمية انشاء الادارة العامة للمدارس النسائية لتتولى الاشراف والتوجيه والمتابعة لهذه المدارس والعمل على رفع مستواها.
الصحة والفراغ
ولأن في خروج المرأة من بيتها أضرارا كثيرة نهى الشارع الحكيم عنه الا في أضيق الحدود وذلك فيما ينفعها في دينها ودنياها لذا فقد يلتبس هذا الامر على بعض الناس في التفريق بين خروج المرأة المحمود والمذموم يوضح هذا الجانب المهم فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم حيث يقول فضيلته: لاشك ان خير ما للمرأة المسلمة بيتها كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى الصلاة المفروضة التي يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم )لا تمنعوا إماء الله مساجد الله( لكنه يقول: )وبيتها خير لها( لكن التشكيك في تعلمها لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا لا ينبغي لانه ينبغي لأهل الاسلام ان يوجهوا المرأة الى لزوم بيتها فلا تخرج للمحلات الموبوءة والاسواق المزدحمة من الشباب، ومن يتسوق في تلك الأسواق فهذا هو الذي يضرها لانه لا بد ان ينظر الى ما ينتجه هذا الخروج، اما خروجها لكي تتعلم العلم الشرعي وتتعلم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خروجها لدور التحفيظ والمراكز الصيفية والاجتماعات المفيدة لتزداد علما في هذه الاجازة الصيفية التي قد تذهب على المرأة سدى اذا لم تستغل فيما ينفع، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : )نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ( فقد أعطى الله الانسان الصحة من السمع والبصر والقوة في الجسم والعقل واليدين والرجلين ليستعين بها على طاعة الله سبحانه وتعالى ويستعين بها على حياته المعيشية فاذا لا ينبغي التشكيك في الخير وتعلم الخير، بل يجب على المسلمين ان يحذروا الشر وان يرشدوا المرأة ان تترك الخروج للاسواق والاشياء التي تضرها في امر دينها وتلتزم الستر والصيانة، واما خروجها وتعلمها ما ينفعها فذلك مرغب فيه، ولهذا نساء الصحابة طلبن من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهن يوما يحدثهن فيه فقد قال بعضهن )يارسول الله ذهب الرجال بحديثك عنا فهب لنا يوما تحدثنا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم( فوعدهن ثم خرج وارشدهن وحثهن على طاعة الله وعلى ما ينفعهن في امر دينهن وكذلك طاعتهن لازواجهن فيما هو نافع فالرسول صلى الله عليه وسلم أقر النساء في الخروج في الخروج للمصلحة لتعلم المرأة العلم.
دورات الحاسب الآلي
بعد ذلك تحدث الشيخ حماد بن عبد الرحمن العمر مدير الشؤون التعليمية بالادارة العامة للمدارس النسائية منوها بضرورة رفع مستوى منسوبات المدارس التربوي والتعليمي والاداري للوصول الى حسن العطاء بما يليق مع مسؤولية تعلم وتعليم القرآن الكريم مشيرا إلى انه قد تم تنظيم وتنفيذ وعقد دورات في العام الماضي وذلك عن طريق الادارة العامة من خلال فروعها وعن طريق بعض المدارس المتميزة وتشمل هذه الدورات دراسة القرآن الكريم والتجويد وعلوم القرآن وطرق التدريس ودورات في الحاسب الآلي وغيرها اضافة الى الدورات الدائمة لاعداد وتأهيل المعلمات التي يتم تنفيذها في مجموعة من المدارس بمختلف الفروع كما يتم اعداد الشهادات للملتحقات بهذه الدورات واعتمادها واجراء كافة ترتيبها الاداري.
مشيرا الشيخ العمر انه تم توجيه جميع الفروع في هذا الصيف بإقامة دورات صيفية للمدارس ويتخلل ذلك دروس وندوات علمية اضافة الى تدريس القرآن الكريم وتجويده وتنتهي تلك الدورة بحفل تكريمي لاغلب المدارس يكرم فيه الدارسات واللاتي تجاوزا مقدارا معينا من حفظ القرآن الكريم خلال تلك الفترة مضيفا كذلك انه تم عقد دورات مكثفة في الحاسب الآلي في مدرستين خلال العام الماضي ونظرا لما لقيته هذه الدورات من الاستحسان والاقبال الشديد من منسوبات الادارة ولله الحمد ومواصلة لبرنامج التدريب المستمر على الحاسب الآلي فقد تم توسيع نطاق هذه الدورات حيث شملت اربع مدارس في فروع مختلفة ليتسنى لمنسوبات المدارس وغيرهن الالتحاق بهذه الدورات خلال هذه الاجازة الصيفية.
أهداف وغايات
وحول اهداف هذه الدورات العلمية سواء للمعلمات والاداريات او الملتحقات من الطالبات يشير الشيخ العمر الى ان من تلك الاهداف ما يلي:
1 رفع المستوى العلمي في القرآن )تلاوة وتجويدا وحفظا(.
2 تلافي الاخطاء الشائعة في تلاوة القرآن الكريم والتدريب على استخدام وسائل تعليمية حديثة.


3 تعليم بعض الاحكام الشرعية.
4 التربية على العمل بالقرآن الكريم.
5 توحيد المناهج في جميع الدور.
6 تخريج معلمات ذوات كفاءة عالية.
7 تبادل الخبرات بين معلمات الدور.

8 رفع مستوى المديرات.
9 تربية المعلمات على تفقه في القرآن الكريم وتدبره واهمية ذلك.
10 اكساب المعلمات الاخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين.
11 رفع مستوى منسوبات المدارس التربوي والتعليمي والاداري.
12 تفعيل دور المرأة في المنزل باستخدام البرامج التربوية والشرعية المناسبة.
13 استقطاب طالبات المرحلة الجامعية والثانوية والمتوسطة للالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن.
14 احتواء النساء في الاماكن الخيرية الدعوية.
فرص ضائعة
وفي ذات الموضوع يشاركنا الشيخ خالد بن محمد الدمجان المشرف على مدرسة جويرية بنت الحارث لتحفيظ القرآن الكريم ليعرج على أبرز الأسباب التي دفعت الكثير من المدارس لفتح الدورات الصيفية ومن ذلك مدرسة جويرية بنت الحارث التي بدأت الاستعدادات المبكرة لاستقبال الطالبات في الدورة العلمية الثالثة التي تنظمها المدرسة كل صيف حيث إن من أبرز الأسباب:
أولا: الحرص على تعليم المرأة المسلمة أمر دينها وتوعيتها وتثقيفها في امور الشريعة الإسلامية وما ذلك إلا لأنها اللبنة والنواة الأولى التي يقوم عليها عمود الاسرة وبناء الحضارة المسلمة، فهي الأم المشفقة العفيفة المربية والزوجة الحنون المؤنسة والأخت الكريمة البارة والبنت اللطيفة السارة بل هي المدرسة الحقيقية لإعداد الاجيال وصناعة الرجال فبصلاحها صلاح المجتمع وبفسادها فساده.
ثانيا: الادراك بضيق الفرص لدى النساء حيال طلب العلم فمن المعلوم ان هناك بحمد الله دروسا ومحاضرات وندوات منتشرة في المساجد والمعاهد والمراكز بالنسبة للرجال، وقد يخصص في بعضها اماكن للنساء ولكنها تبقى في نطاق محدود كبعض المساجد وليس كلها ايضا، فمن هنا احسسنا بحاجة النساء الماسة لمثل هذه الدورات العلمية فأردنا ان نكمل ذلك النقص ونسد تلك الثغرة في اقامتها وهي تتضمن المواد الشرعية كالقرآن الكريم والتجويد والتفسير والتوحيد والحديث والفقه والسيرة والاذكار.
ثالثا: الاحساس بالفراغ الهائل لدى الفتيات ولاسيما في الاجازة الصيفية وسعينا الحثيث لشغلهن في طلب العلم وتحصيله لانه من المؤسف حقا والمحزن ان معظمهن يقضين اوقاتهن في اشياء لا نفع فيها بل منهن من تقضيه في شر محض كالغيبة والنميمة وسماع الغناء وحضور بعض المناسبات التي لا تخلو والعياذ بالله من محرم فأردنا بذلك شغلها فيما ينفعها في دينها ودنياها وآخرتها.
رابعا: تعريف الدارسات بالاخوات الداعيات وطالبات العلم والكوادر المؤهلة في المجتمع من بنات جنسهن وممن لديهن الخبرة الكافية في التربية والدعوة الى الله وتدريس علوم الشريعة في الجامعات والكليات وغيرها فينهلن من معينهن ويستفدن من علمهن وخبرتهن في التدريس .
وهذا ما حصل تماما في الدار فمنهن من تأثرت بشخصيتهن وحرصت على صحبتهن وامتداد العلاقات معهن حتى بعد انقضاء الدورة العلمية المكثفة.
خامسا: الارتقاء بالمدرسة وطالباتها ومعلماتها الى اعلى المستويات لأننا نعد فيها ونخرج منها عنصرا فاعلا وعضوا صالحا في المجتمع فتكون في المستقبل القريب باذن الله هي المعلمة الناصحة والطبيبة الحاذقة والزوجة المخلصة والاخت السارة والبنت البارة فتنفع اسرتها وامتها وتخدم بنات جنسها.
ويشير الشيخ الدمجان الى تنوع برنامج الدورة وعدم قصرها على وتيرة واحدة حتى لا تمل الدارسات فهناك البرامج العلمية والثقافية والدعوية والتربوية من اقامة الندوات العلمية والمحاضرات لبعض المشايخ والاخوات الداعيات واقامة المسابقات الثقافية والادبية وكذلك اصدار رسالة اسبوعية بمناسبة الدورة تتضمن مواضيع مهمة توزع كل اسبوع واصدار نشرة شهرية توزع على الاخوات الدارسات والمدرسات في نهاية الشهر ومن ذلك اصدار مجلة سنوية تتضمن مناشط المدرسة ومنجزاتها خلال العام توزع في الحفل وتوزيع الفتاوى المهمة والمقالات المتنوعة على كافة الدارسات والمدرسات وينوه الدمجان الى ان مدة الدورة العلمية شهران حيث بدأت يوم السبت 17/3/1422ه وستستمر الى يوم الاربعاء 18/5/1422ه اما وقتها فيبدأ بعد صلاة العصر مباشرة.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved