|
| العالم اليوم
ما هو حجم الضغط الذي مارسه الأمريكيون والأوروبيون حتى قبل الرئيس ياسر عرفات بخطة مدير المخابرات المركزية الأمريكية ال C.I.A جورج تينيت التي رفضها الفلسطينيون والتي تخرج شارون «فائزا» في مواجهته للانتفاضة الفلسطينية. وتجعل كل ما قدم من دماء وجهاد وكفاح.. وكل ما قدمه الفلسطينيون من تضحية ومعاناة يذهب هدراً وبلا معنى.. أكثر من ذلك أن الإسرائيليين وشارون بالذات كسبوا إضافات جديدة «ترسِّخ» الاحتلال وتضيف «أوتاداً صهيونية» جديدة تضرب في الأرض الفلسطينية.
تنص خطة مدير ال C.I.A على إقامة مناطق عازلة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينية وبما أن القوات الإسرائيلية قد توغلت داخل الأراضي الفلسطينية «المحررة» فإن هذه القوات أصبح وجودها «مبررا» ليس هذا فقط، بل يجب أن تبتعد عنها القوات الفلسطينية، وقد بدأت القوات الإسرائيلية الموجودة عند المستعمرات الإسرائيلية في إقامة هذه المناطق العازلة بتجريفها مزيدا من الأراضي وإقامة السواتر الترابية وبالتالي سرقة أراض فلسطينية جديدة لا يعلم سوى الله متى ينسحبون منها.
البند الآخر الذي سيكون كالسيف المسلط على رقاب مسؤولي السلطة الفلسطينية هو القبض على «المتطرفين» الذين يحرِّضون على أعمال العنف، وتذكر بعض المعلومات أن الأمريكيين والإسرائيليين قدموا قائمة بأسماء مجاهدين من الناشطين من أعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي لاعتقالهم كبادرة حسن نيّة من الفلسطينيين..!!
البند الثالث من الخطة يحدد فترة ستة أسابيع للتهدئة يجب أن يتوقف العنف فيها تماماً.. وبعد هذه الفترة تستأنف المباحثات السياسية .. وفترة الستة الأسابيع تبدأ من نقطة البداية بعد كل مرة ينتهك فيها وقف إطلاق النار بما في ذلك إلقاء الحجارة.. والقنابل الحارقة.. أو حوادث الطعن..!!
الغريب أن خطة مدير ال C.I.A لم تتطرق إلى أعمال المستوطنين الاستفزازية.. والتي في مجملها أعمال إرهابية، فالمستوطنون مرفوع عنهم القلم.. ومع هذا أُجبر عرفات على التوقيع.. ليذهب جهاد عشرة أشهر هباء..!!
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|
